حزب الوفد يحيي ذكرى رحيل سعد زغلول ومصطفى النحاس (صور)    عمدة "هوداك" برومانيا يكرم طلاب جامعة سيناء الفائزين بالجائزة الذهبية في مهرجان الفلكلور الدولي    اتحاد المقاولين يطالب بوقف تصدير الأسمنت لإنقاذ القطاع من التعثر    الخارجية الجزائرية: المجاعة بقطاع غزة خيار سياسي ونتاج تخطيط وتدبير الكيان الصهيوني    نهائي السوبر السعودي، الأهلي والنصر يتعادلان 2-2 بالوقت الأصلي ويحتكمان لركلات الترجيح (صور)    بمشاركة فريق مصري.. تعرف على المشاركين في البطولة العربية للأندية لليد    محافظ سوهاج يتابع حادث غرق الطالبات ب شاطئ العجمى في الإسكندرية    نائب وزير السياحة وأمين المجلس الأعلى للآثار يتفقدان أعمال ترميم المواقع بالإسكندرية    بدون أنظمة ريجيم قاسية، 10 نصائح لإنقاص الوزن الزائد    الإتجار في السموم وحيازة خرطوش.. جنايات شبرا تقضي بسجن متهمين 6 سنوات    وزير الصحة الفلسطيني: فقدنا 1500 كادر طبي.. وأطباء غزة يعالجون المرضى وهم يعانون من الجوع والإرهاق    مذكرة تفاهم بين جامعتي الأزهر ومطروح تتضمن التعاون العلمي والأكاديمي وتبادل الخبرات    إسلام جابر: لم أتوقع انتقال إمام عاشور للأهلي.. ولا أعرف موقف مصطفى محمد من الانتقال إليه    إسلام جابر: تجربة الزمالك الأفضل في مسيرتي.. ولست نادما على عدم الانتقال للأهلي    تفعيل البريد الموحد لموجهي اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بالفيوم    مصر القومي: الاعتداء على السفارات المصرية امتداد لمخططات الإخوان لتشويه صورة الدولة    إزالة لمزرعة سمكية مخالفة بجوار "محور 30" على مساحة 10 أفدنة بمركز الحسينية    استقالات جماعية للأطباء ووفيات وهجرة الكفاءات..المنظومة الصحية تنهار فى زمن العصابة    صور.. 771 مستفيدًا من قافلة جامعة القاهرة في الحوامدية    وزير العمل يتفقد وحدتي تدريب متنقلتين قبل تشغيلهما غدا بالغربية    «المركزي لمتبقيات المبيدات» ينظم ورشة عمل لمنتجي ومصدري الطماطم بالشرقية    50 ألف مشجع لمباراة مصر وإثيوبيا في تصفيات كأس العالم    "قصص متفوتكش".. رسالة غامضة من زوجة النني الأولى.. ومقاضاة مدرب الأهلي السابق بسبب العمولات    مصر ترحب بخارطة الطريق الأممية لتسوية الأزمة الليبية    وزير الدفاع الأمريكي يجيز ل2000 من الحرس الوطني حمل السلاح.. ما الهدف؟    وزارة النقل تناشد المواطنين عدم اقتحام المزلقانات أو السير عكس الاتجاه أثناء غلقها    «لازم إشارات وتحاليل للسائقين».. تامر حسني يناشد المسؤولين بعد حادث طريق الضبعة    وزير خارجية باكستان يبدأ زيارة إلى بنجلاديش    وفاة سهير مجدي .. وفيفي عبده تنعيها    مؤسسة فاروق حسني تطلق الدورة ال7 لجوائز الفنون لعام 2026    قلق داخلي بشأن صديق بعيد.. برج الجدي اليوم 23 أغسطس    غدا.. قصور الثقافة تطلق ملتقى دهب العربي الأول للرسم والتصوير بمشاركة 20 فنانا    تم تصويره بالأهرامات.. قصة فيلم Fountain of Youth بعد ترشحه لجوائز LMGI 2025    تكريم الفنانة شيرين في مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته ال41    موعد إجازة المولد النبوي 2025.. أجندة الإجازات الرسمية المتبقية للموظفين    كيف تكون مستجابا للدعاء؟.. واعظة بالأزهر توضح    الغربية: حملات نظافة مستمرة ليلا ونهارا في 12 مركزا ومدينة لضمان بيئة نظيفة وحضارية    "التنمية المحلية": انطلاق الأسبوع الثالث من الخطة التدريبية بسقارة غدًا -تفاصيل    رئيس «الرعاية الصحية»: تقديم أكثر من 2.5 مليون خدمة طبية بمستشفيات الهيئة في جنوب سيناء    الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدّمت 59 مليون خدمة طبية مجانية خلال 38 يوما    فحص وصرف العلاج ل247 مواطنا ضمن قافلة بقرية البرث في شمال سيناء    رغم تبرئة ساحة ترامب جزئيا.. جارديان: تصريحات ماكسويل تفشل فى تهدئة مؤيديه    نور القلوب يضىء المنصورة.. 4 من ذوى البصيرة يبدعون فى مسابقة دولة التلاوة    محاضرة فنية وتدريبات خططية في مران الأهلي استعدادًا للمحلة    طقس الإمارات اليوم.. غيوم جزئية ورياح مثيرة للغبار على هذه المناطق    ضبط وتحرير 18 محضرا فى حملة إشغالات بمركز البلينا فى سوهاج    محافظ أسوان يتابع معدلات الإنجاز بمشروع محطة النصراب بإدفو    8 وفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية    مصر تستضيف النسخة الأولى من قمة ومعرض "عالم الذكاء الاصطناعي" فبراير المقبل    تحرير 125 محضرًا للمحال المخالفة لمواعيد الغلق الرسمية    الأوقاف: «صحح مفاهيمك» تتوسع إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 23-8-2025 في محافظة قنا    إعلام فلسطينى: مصابون من منتظرى المساعدات شمال رفح الفلسطينية    حسن الخاتمة.. وفاة معتمر أقصري أثناء أدائه مناسك الحج    تنسيق الجامعات 2025| مواعيد فتح موقع التنسيق لطلاب الشهادات المعادلة    كأس السوبر السعودي.. هونج كونج ترغب في استضافة النسخة المقبلة    «مياه الأقصر» تسيطر على بقعة زيت فى مياه النيل دون تأثر المواطنين أو إنقطاع الخدمة    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح يناقش دور الممثل
نشر في صوت البلد يوم 20 - 11 - 2019

عقد المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح ورشته الفنية الإلكترونية، وكان موضوعها "الممثل في السينما والمسرح"، والتي أديرت من المخرج السينمائي حميد عقبي، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، وشارك فيها كل من الإعلامية والكاتبة د. رباب حسين من مصر والمخرجة والممثلة نرجس عباد من اليمن والمخرج محمد الحجيري من البحرين والمخرج عمار عبدالغني من اليمن.
وقد تم مناقشة عدة عناصر وقضايا مهمة دارت حول الممثل في السينما والمسرح، وركزت على أن الممثل عنصر إبداعي فعال ومهم، وأن مهمته ليست سهلة ويجب أن تتوفر فيه صفات إبداعية وضرورة وجود الموهبة والثقافة والفهم وحب العمل وملكة الخيال، وأن ينمي هذه القدرات ويكون فنانًا مبدعًا وخلاقًا.
وتحدث حميد عقبي مدير الندوة، حيث افتتح الندوة وأشار في مداخلته إلى أن الممثل أو الممثلة طاقة إبداعية وهي أداة مهمة لتوصيل الفكرة الفلسفية للعمل، فوجود مخرج جيد ونص جيد لا يكفي لنجاح العمل دون وجود كادر تمثيلي مبدع ومتفاهم، الممثل الجيد هو من يفهم النص ويفهمك كمخرج، فأي شخصية بالفيلم أو المسرحية تحتاج من يعيشها ويبعث فيها الروح وليس فقط يشخصها، والممثل الضعيف يكون متعبًا ومرهقًا للمخرج وبقية طاقم العمل وتزداد كلفة الإنتاج بضياع الوقت.
تطرق عقبي بشكل سريع للفضاء المسرحي والسينمائي وضرورة أن يكون الممثل مدركًا لهذا العنصر، وكذلك ملمًّا بلغة المسرح والسينما، فمثلًا أن تكون لقطة متوسطة فالحركة تكون محدودة حيث إن البلاتو السينمائي تحكمه قيود تقنية، وأي خرق يحدث خلال (راكور) أو ظلال وغيرها من المشكلات.
ثم تحدثت د. رباب حسين من مصر، وشكرت المنتدى على هذا النشاط وركزت على أدوات الممثل على المسرح وضرورة أن يمتلك ثقافة واسعة، وهو هنا يعتمد ويوظف جسده وصوته وضرورة أن يتم خلق إيقاع في الاداء وتلوين إبداعي، فلا يمكن أن نسمي من يقف على المسرح ممثلًا إذا كان لا يتقن فن الإلقاء ويجهل وظيفة الصوت.
تطرقت حسين إلى أن التلوين الصوتي المصبوغ بالإحساس الصادق يخلق سحرًا مدهشًا على النص، فالعبارة وربما الكلمة الصغيرة قد يكون لها تأثير مدهش عندما يقولها ممثل أو ممثلة مبدعة، ثم تطرقت لعنصر مهم جدًّا، فالممثل في أي عمل فني مطالب بفهم الشخصية وما تحمله من دلالات وقيم وأفكار ويدرك مفاهيم الشخصية وتنقلاتها وتعقيداتها وموقعها من الأحداث الدرامية، عليه أن يثق في نفسه ويكون مقتنعًا بها شخصيًّا بعد أن يحللها نفسيًّا واجتماعيًّا ودراميًّا.
المسرح يعني الجسد
ثم تحدثت الفنانة الممثلة والمخرجة المسرحية نرجس عباد من اليمن، وعلقت على ما تم طرحه، وقالت إننا عندما نتحدث عن ممثل فوق خشبة المسرح فنحن مع جسد ديناميكي متحرك لا يفوت لحظة على المشاهد ولا يدعه يفلت من يده، فكل لحظة مشحونة بالمتعة والإثارة والإحساس، وكي يحدث هذا يجب أن يدرك الممثل ويفهم بقوة النص ويعي كل كلمة يقولها فهو قادر وذكي في تحليل الشخصية وقناعته بها وكذلك الانسجام والتفاهم مع المخرج، الأداء الجيد يكون ببساطة وحرفية بعيدًا عن التعصب والتكلف والمبالغات.
وأشارت عباد إلى أن المسرح يعني الجسد ودون جسد لا يوجد مسرح، وهناك مسرح فارغ وضعيف في حال فراغه من كادر تمثيلي مبدع يعي قوة سحر الجسد، الممثل هو الأساس وعليه أن يستمع لتوجيهات المخرج ورؤيته، الممثل الحقيقي موهوب بالفطرة وينمي هذه الموهبة بالدراسة والعمل وكسب خبرات ومهارات ويثقف نفسه وهو متواضع وصبور.
التمثيل فن إبداعي خلاق
شارك عمار عبدالغني، مخرج مسرحي وتلفزيوني من اليمن، وركز في مداخلته على ضرورة أن يعد الممثل خطة مدروسة لأي دور ويناقش مع المخرج كل التفاصيل ثم يعود إلى نفسه، أي شخصية تحتاج لتحليل فكري ونفسي واجتماعي وكذلك أن يكون كل ممثل وممثلة يدركون ويفهمون النص وكل شخصياته وقضيته، وهكذا يجب أن يُعطي للعمل حقه من نقاشات طاوله إلى نقاشات وبروفات الخشبة.
ركز عبدالغني على ضرورة أن يتحرك الممثل للبحث عن شخصيته والقراءة عنها ويدرك مزايا وصفات الشخصية الجسدية والنفسية وعدم التساهل في التدريب والبروفات مع المخرج وطاقم العمل.
ثم عقب عقبى على المداخلات السابقة وركز على مشاركة د. رباب حسين وتناولها لأهمية الصوت، وأضاف أن فن الإلقاء من الأساسيات وهو يدرس بكل المعاهد والأكاديميات الفنية في السنة الأولى، وأن التلوين الصوتي وقدرات الإلقاء مهمة أيضًا في السينما، ولا يمكن أن يعالج المونتاج ضعف الممثل في هذا الجانب، قدرة إبداعية صوتية لا تعني الصراخ ولا الخطابة، فالصوت متصل بالجسد والوجه وتتكاتف هذه العناصر مع عناصر تكميلية لخلق متعة فرجوية وفيها خيال وروح، وأكد على أن فهم الممثل للغة السينمائية وإدراكه ما تعني لقطة ونوعها وإحساسه بالكاميرا وموضعها كل هذا يتطلب منه مهارة إبداعية للتعامل مع كل لقطة وهو يوفر الجهد والمال.
كما عقب على مداخلة الفنانة نرجس عباد، مؤكدًا أن فهم النص ضرورة والنص يشمل ليس دور الممثل فقط بل كل المشاركين والمشاركات حتى في المونودراما، فممثل أو ممثلة واحدة لا تعني وجود شخصية واحدة فقط، فالنص أكيد يتعرض ويعرض عدة شخصيات وهي يجب أن تكون حاضرة وحية.
الممثل المبدع باحث آخر
ثم شارك الفنان محمد الحجيري من البحرين، وتطرق إلى أن الممثل المبدع باحث آخر غير المؤلف والمخرج، وقد يتغلب عليهما في خلق الشخصية، وهذا في حال فهمه لكل الشخصيات ليكون شخصية مختلفة وقوية وبعمق، وكل هذا يأتي من خلال قدرات إبداعية يضاف عليها خبرات حياة تراكمية والمعرفة ولكن عليه فهم البيئة التي تتواجد بها الشخصية ومعايشتها، فهناك من جسد شخصيات تظل خالدة في أذهاننا وتاريخ الفن، الممثل الواعي لا يكرر نفسه ولا يقلد بل يبتكر وهو يدهشنا في كل لحظة من الدور وحتى إن كانت له أعمال كثيرة، فالممثل ينسجم ويعي دور الكاتب والمخرج وهكذا كل واحد يعزف عزفه لخلق لوحة مسرحية مدهشة.
ثم عادت د. رباب حسين لطرح عدة قضايا، أهمها مأزق أن يكون النص متواضعًا أو ضعيفًا وهنا يزيد التحدي ويتطلب منه أن يضيف عليه يبتكر عناصر تشويق.
ثم تحدثت عن الفنان محمد صبحي في مسرحية "كارمن"، وقالت: هنا نحن أمام فنان مبدع أدهشنا بطرق غير عادية، فهو كوميدي غير عادي مثلًا في نهاية المشهد تحدث بسرعة وانفعال وأضاف للنص الكثير، وخلق أبعادًا جميلة قد لا يدركها قاريء النص أو ممثل آخر يؤدي نفس هذا الدور.
وأشارت إلى إشكالية عمل الممثل المسرحي في السينما أو العكس، تناولت هذه القضية ونستنتج من حديثها أن القدرات الإبداعية مطلوبة في التمثيل السينمائي بقدر ما هي ضرورية في العمل المسرحي، وأي تهاون وتكاسل يعني هبوط العمل ولا يجب أن نتعصب لأي فن، ولكل فن لغته الخاصة وتذوق وجمهور وقد نجد ممثلًا سينمائيًّا جيدًا ومبدعًا، لكنه لا يجازف بالصعود على الخشبة وهذا لا يقلل من فنه وكذلك هناك من يهب نفسه للمسرح فقط.
وختم حميد عقبي الندوة الفنية الثانية للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح من باريس، بمشاركة وتفاعل ضيوف الندوة من مصر والبحرين واليمن ومتابعة 150 متابعا من عشرين دولة، بعضهم طرح أسئلة أو تعقيبات وعقب عقبي على مداخلة الفنان البحريني محمد الحجيري، متفقًا معه في أن كل دور هو بمثابة امتحان حقيقي وصعب لأي ممثل أو ممثلة، وأن التاريخ المسرحي والسينمائي العربي به عشرات من الرموز الخالدة والتي أصبحت مدارس فنية وأن التمثيل فن إبداعي خلاق.
في الختام شكر عقبي كل من شارك وتابع هذه الندوة وهي أحد نشاطات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وتتم إليكترونيًّا عن بعد وهناك عدة أفكار لتطويرها واستمراريتها.
عقد المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح ورشته الفنية الإلكترونية، وكان موضوعها "الممثل في السينما والمسرح"، والتي أديرت من المخرج السينمائي حميد عقبي، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، وشارك فيها كل من الإعلامية والكاتبة د. رباب حسين من مصر والمخرجة والممثلة نرجس عباد من اليمن والمخرج محمد الحجيري من البحرين والمخرج عمار عبدالغني من اليمن.
وقد تم مناقشة عدة عناصر وقضايا مهمة دارت حول الممثل في السينما والمسرح، وركزت على أن الممثل عنصر إبداعي فعال ومهم، وأن مهمته ليست سهلة ويجب أن تتوفر فيه صفات إبداعية وضرورة وجود الموهبة والثقافة والفهم وحب العمل وملكة الخيال، وأن ينمي هذه القدرات ويكون فنانًا مبدعًا وخلاقًا.
وتحدث حميد عقبي مدير الندوة، حيث افتتح الندوة وأشار في مداخلته إلى أن الممثل أو الممثلة طاقة إبداعية وهي أداة مهمة لتوصيل الفكرة الفلسفية للعمل، فوجود مخرج جيد ونص جيد لا يكفي لنجاح العمل دون وجود كادر تمثيلي مبدع ومتفاهم، الممثل الجيد هو من يفهم النص ويفهمك كمخرج، فأي شخصية بالفيلم أو المسرحية تحتاج من يعيشها ويبعث فيها الروح وليس فقط يشخصها، والممثل الضعيف يكون متعبًا ومرهقًا للمخرج وبقية طاقم العمل وتزداد كلفة الإنتاج بضياع الوقت.
تطرق عقبي بشكل سريع للفضاء المسرحي والسينمائي وضرورة أن يكون الممثل مدركًا لهذا العنصر، وكذلك ملمًّا بلغة المسرح والسينما، فمثلًا أن تكون لقطة متوسطة فالحركة تكون محدودة حيث إن البلاتو السينمائي تحكمه قيود تقنية، وأي خرق يحدث خلال (راكور) أو ظلال وغيرها من المشكلات.
ثم تحدثت د. رباب حسين من مصر، وشكرت المنتدى على هذا النشاط وركزت على أدوات الممثل على المسرح وضرورة أن يمتلك ثقافة واسعة، وهو هنا يعتمد ويوظف جسده وصوته وضرورة أن يتم خلق إيقاع في الاداء وتلوين إبداعي، فلا يمكن أن نسمي من يقف على المسرح ممثلًا إذا كان لا يتقن فن الإلقاء ويجهل وظيفة الصوت.
تطرقت حسين إلى أن التلوين الصوتي المصبوغ بالإحساس الصادق يخلق سحرًا مدهشًا على النص، فالعبارة وربما الكلمة الصغيرة قد يكون لها تأثير مدهش عندما يقولها ممثل أو ممثلة مبدعة، ثم تطرقت لعنصر مهم جدًّا، فالممثل في أي عمل فني مطالب بفهم الشخصية وما تحمله من دلالات وقيم وأفكار ويدرك مفاهيم الشخصية وتنقلاتها وتعقيداتها وموقعها من الأحداث الدرامية، عليه أن يثق في نفسه ويكون مقتنعًا بها شخصيًّا بعد أن يحللها نفسيًّا واجتماعيًّا ودراميًّا.
المسرح يعني الجسد
ثم تحدثت الفنانة الممثلة والمخرجة المسرحية نرجس عباد من اليمن، وعلقت على ما تم طرحه، وقالت إننا عندما نتحدث عن ممثل فوق خشبة المسرح فنحن مع جسد ديناميكي متحرك لا يفوت لحظة على المشاهد ولا يدعه يفلت من يده، فكل لحظة مشحونة بالمتعة والإثارة والإحساس، وكي يحدث هذا يجب أن يدرك الممثل ويفهم بقوة النص ويعي كل كلمة يقولها فهو قادر وذكي في تحليل الشخصية وقناعته بها وكذلك الانسجام والتفاهم مع المخرج، الأداء الجيد يكون ببساطة وحرفية بعيدًا عن التعصب والتكلف والمبالغات.
وأشارت عباد إلى أن المسرح يعني الجسد ودون جسد لا يوجد مسرح، وهناك مسرح فارغ وضعيف في حال فراغه من كادر تمثيلي مبدع يعي قوة سحر الجسد، الممثل هو الأساس وعليه أن يستمع لتوجيهات المخرج ورؤيته، الممثل الحقيقي موهوب بالفطرة وينمي هذه الموهبة بالدراسة والعمل وكسب خبرات ومهارات ويثقف نفسه وهو متواضع وصبور.
التمثيل فن إبداعي خلاق
شارك عمار عبدالغني، مخرج مسرحي وتلفزيوني من اليمن، وركز في مداخلته على ضرورة أن يعد الممثل خطة مدروسة لأي دور ويناقش مع المخرج كل التفاصيل ثم يعود إلى نفسه، أي شخصية تحتاج لتحليل فكري ونفسي واجتماعي وكذلك أن يكون كل ممثل وممثلة يدركون ويفهمون النص وكل شخصياته وقضيته، وهكذا يجب أن يُعطي للعمل حقه من نقاشات طاوله إلى نقاشات وبروفات الخشبة.
ركز عبدالغني على ضرورة أن يتحرك الممثل للبحث عن شخصيته والقراءة عنها ويدرك مزايا وصفات الشخصية الجسدية والنفسية وعدم التساهل في التدريب والبروفات مع المخرج وطاقم العمل.
ثم عقب عقبى على المداخلات السابقة وركز على مشاركة د. رباب حسين وتناولها لأهمية الصوت، وأضاف أن فن الإلقاء من الأساسيات وهو يدرس بكل المعاهد والأكاديميات الفنية في السنة الأولى، وأن التلوين الصوتي وقدرات الإلقاء مهمة أيضًا في السينما، ولا يمكن أن يعالج المونتاج ضعف الممثل في هذا الجانب، قدرة إبداعية صوتية لا تعني الصراخ ولا الخطابة، فالصوت متصل بالجسد والوجه وتتكاتف هذه العناصر مع عناصر تكميلية لخلق متعة فرجوية وفيها خيال وروح، وأكد على أن فهم الممثل للغة السينمائية وإدراكه ما تعني لقطة ونوعها وإحساسه بالكاميرا وموضعها كل هذا يتطلب منه مهارة إبداعية للتعامل مع كل لقطة وهو يوفر الجهد والمال.
كما عقب على مداخلة الفنانة نرجس عباد، مؤكدًا أن فهم النص ضرورة والنص يشمل ليس دور الممثل فقط بل كل المشاركين والمشاركات حتى في المونودراما، فممثل أو ممثلة واحدة لا تعني وجود شخصية واحدة فقط، فالنص أكيد يتعرض ويعرض عدة شخصيات وهي يجب أن تكون حاضرة وحية.
الممثل المبدع باحث آخر
ثم شارك الفنان محمد الحجيري من البحرين، وتطرق إلى أن الممثل المبدع باحث آخر غير المؤلف والمخرج، وقد يتغلب عليهما في خلق الشخصية، وهذا في حال فهمه لكل الشخصيات ليكون شخصية مختلفة وقوية وبعمق، وكل هذا يأتي من خلال قدرات إبداعية يضاف عليها خبرات حياة تراكمية والمعرفة ولكن عليه فهم البيئة التي تتواجد بها الشخصية ومعايشتها، فهناك من جسد شخصيات تظل خالدة في أذهاننا وتاريخ الفن، الممثل الواعي لا يكرر نفسه ولا يقلد بل يبتكر وهو يدهشنا في كل لحظة من الدور وحتى إن كانت له أعمال كثيرة، فالممثل ينسجم ويعي دور الكاتب والمخرج وهكذا كل واحد يعزف عزفه لخلق لوحة مسرحية مدهشة.
ثم عادت د. رباب حسين لطرح عدة قضايا، أهمها مأزق أن يكون النص متواضعًا أو ضعيفًا وهنا يزيد التحدي ويتطلب منه أن يضيف عليه يبتكر عناصر تشويق.
ثم تحدثت عن الفنان محمد صبحي في مسرحية "كارمن"، وقالت: هنا نحن أمام فنان مبدع أدهشنا بطرق غير عادية، فهو كوميدي غير عادي مثلًا في نهاية المشهد تحدث بسرعة وانفعال وأضاف للنص الكثير، وخلق أبعادًا جميلة قد لا يدركها قاريء النص أو ممثل آخر يؤدي نفس هذا الدور.
وأشارت إلى إشكالية عمل الممثل المسرحي في السينما أو العكس، تناولت هذه القضية ونستنتج من حديثها أن القدرات الإبداعية مطلوبة في التمثيل السينمائي بقدر ما هي ضرورية في العمل المسرحي، وأي تهاون وتكاسل يعني هبوط العمل ولا يجب أن نتعصب لأي فن، ولكل فن لغته الخاصة وتذوق وجمهور وقد نجد ممثلًا سينمائيًّا جيدًا ومبدعًا، لكنه لا يجازف بالصعود على الخشبة وهذا لا يقلل من فنه وكذلك هناك من يهب نفسه للمسرح فقط.
وختم حميد عقبي الندوة الفنية الثانية للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح من باريس، بمشاركة وتفاعل ضيوف الندوة من مصر والبحرين واليمن ومتابعة 150 متابعا من عشرين دولة، بعضهم طرح أسئلة أو تعقيبات وعقب عقبي على مداخلة الفنان البحريني محمد الحجيري، متفقًا معه في أن كل دور هو بمثابة امتحان حقيقي وصعب لأي ممثل أو ممثلة، وأن التاريخ المسرحي والسينمائي العربي به عشرات من الرموز الخالدة والتي أصبحت مدارس فنية وأن التمثيل فن إبداعي خلاق.
في الختام شكر عقبي كل من شارك وتابع هذه الندوة وهي أحد نشاطات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وتتم إليكترونيًّا عن بعد وهناك عدة أفكار لتطويرها واستمراريتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.