وزير التعليم: إجراءات لضمان تأمين وسرية أوراق امتحانات الشهادة الاعدادية باستخدام «الباركود»    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    «عز يسجل انخفاضًا جديدًا».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم في الأسواق (آخر تحديث)    تمهيد وتسوية طرق قرية برخيل بسوهاج    خبير بترول دولي: الغاز ليس أهم مصادر الوقود والنفط ما زال يتربع على العرش    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    برقم العداد.. كيفية الاستعلام عن فاتورة استهلاك كهرباء أبريل 2024    محلل سياسي: الاحتجاجات الطلابية بالجامعات أدت إلى تغير السياسات الأمريكية (فيديو)    وسائل إعلام: شهداء ومصابون في غارة للاحتلال على مدينة رفح الفلسطينية    محلل سياسي يوضح تأثير الاحتجاجات الطلابية المنددة بالعدوان على غزة    بايدن: لن أرتاح حتى تعيد حماس الرهائن لعائلاتهم    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    «كلوب السبب».. ميدو يُعلق عبر «المصري اليوم» على مشادة محمد صلاح ومدرب ليفربول    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب النسخة العاشرة    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الرئيس التنفيذي للجونة: قدمنا بطولة عالمية تليق بمكانة مصر.. وحريصون على الاستمرار    «الداخلية» توضح حقيقة قصة الطفل يوسف العائد من الموت: مشاجرة لخلافات المصاهرة    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    أمن أسيوط يفرض كرودا أمنيا بقرية منشأة خشبة بالقوصية لضبط متهم قتل 4 أشخاص    بعد تصدرها التريند.. رسالة مها الصغير التي تسببت في طلقها    "اعرف الآن".. لماذا يكون شم النسيم يوم الإثنين؟    «تربيعة» سلوى محمد على ب«ماستر كلاس» في مهرجان الإسكندرية تُثير الجدل (تفاصيل)    تطوان ال29 لسينما البحر المتوسط يفتتح دورته بحضور إيليا سليمان    أصالة تحيي حفلا غنائيًا في أبو ظبي.. الليلة    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    بالأرقام.. طفرات وإنجازات غير مسبوقة بالقطاع الصحي في عهد الرئيس السيسي    انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة غدًا    «تملي معاك» أفضل أغنية عربية في القرن ال21 بعد 24 عامًا من طرحها (تفاصيل)    الزمالك يفاوض ثنائي جنوب أفريقيا رغم إيقاف القيد    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    8 معلومات عن مجلدات المفاهيم لطلاب الثانوية العامة 2024    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح يناقش دور الممثل
نشر في صوت البلد يوم 20 - 11 - 2019

عقد المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح ورشته الفنية الإلكترونية، وكان موضوعها "الممثل في السينما والمسرح"، والتي أديرت من المخرج السينمائي حميد عقبي، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، وشارك فيها كل من الإعلامية والكاتبة د. رباب حسين من مصر والمخرجة والممثلة نرجس عباد من اليمن والمخرج محمد الحجيري من البحرين والمخرج عمار عبدالغني من اليمن.
وقد تم مناقشة عدة عناصر وقضايا مهمة دارت حول الممثل في السينما والمسرح، وركزت على أن الممثل عنصر إبداعي فعال ومهم، وأن مهمته ليست سهلة ويجب أن تتوفر فيه صفات إبداعية وضرورة وجود الموهبة والثقافة والفهم وحب العمل وملكة الخيال، وأن ينمي هذه القدرات ويكون فنانًا مبدعًا وخلاقًا.
وتحدث حميد عقبي مدير الندوة، حيث افتتح الندوة وأشار في مداخلته إلى أن الممثل أو الممثلة طاقة إبداعية وهي أداة مهمة لتوصيل الفكرة الفلسفية للعمل، فوجود مخرج جيد ونص جيد لا يكفي لنجاح العمل دون وجود كادر تمثيلي مبدع ومتفاهم، الممثل الجيد هو من يفهم النص ويفهمك كمخرج، فأي شخصية بالفيلم أو المسرحية تحتاج من يعيشها ويبعث فيها الروح وليس فقط يشخصها، والممثل الضعيف يكون متعبًا ومرهقًا للمخرج وبقية طاقم العمل وتزداد كلفة الإنتاج بضياع الوقت.
تطرق عقبي بشكل سريع للفضاء المسرحي والسينمائي وضرورة أن يكون الممثل مدركًا لهذا العنصر، وكذلك ملمًّا بلغة المسرح والسينما، فمثلًا أن تكون لقطة متوسطة فالحركة تكون محدودة حيث إن البلاتو السينمائي تحكمه قيود تقنية، وأي خرق يحدث خلال (راكور) أو ظلال وغيرها من المشكلات.
ثم تحدثت د. رباب حسين من مصر، وشكرت المنتدى على هذا النشاط وركزت على أدوات الممثل على المسرح وضرورة أن يمتلك ثقافة واسعة، وهو هنا يعتمد ويوظف جسده وصوته وضرورة أن يتم خلق إيقاع في الاداء وتلوين إبداعي، فلا يمكن أن نسمي من يقف على المسرح ممثلًا إذا كان لا يتقن فن الإلقاء ويجهل وظيفة الصوت.
تطرقت حسين إلى أن التلوين الصوتي المصبوغ بالإحساس الصادق يخلق سحرًا مدهشًا على النص، فالعبارة وربما الكلمة الصغيرة قد يكون لها تأثير مدهش عندما يقولها ممثل أو ممثلة مبدعة، ثم تطرقت لعنصر مهم جدًّا، فالممثل في أي عمل فني مطالب بفهم الشخصية وما تحمله من دلالات وقيم وأفكار ويدرك مفاهيم الشخصية وتنقلاتها وتعقيداتها وموقعها من الأحداث الدرامية، عليه أن يثق في نفسه ويكون مقتنعًا بها شخصيًّا بعد أن يحللها نفسيًّا واجتماعيًّا ودراميًّا.
المسرح يعني الجسد
ثم تحدثت الفنانة الممثلة والمخرجة المسرحية نرجس عباد من اليمن، وعلقت على ما تم طرحه، وقالت إننا عندما نتحدث عن ممثل فوق خشبة المسرح فنحن مع جسد ديناميكي متحرك لا يفوت لحظة على المشاهد ولا يدعه يفلت من يده، فكل لحظة مشحونة بالمتعة والإثارة والإحساس، وكي يحدث هذا يجب أن يدرك الممثل ويفهم بقوة النص ويعي كل كلمة يقولها فهو قادر وذكي في تحليل الشخصية وقناعته بها وكذلك الانسجام والتفاهم مع المخرج، الأداء الجيد يكون ببساطة وحرفية بعيدًا عن التعصب والتكلف والمبالغات.
وأشارت عباد إلى أن المسرح يعني الجسد ودون جسد لا يوجد مسرح، وهناك مسرح فارغ وضعيف في حال فراغه من كادر تمثيلي مبدع يعي قوة سحر الجسد، الممثل هو الأساس وعليه أن يستمع لتوجيهات المخرج ورؤيته، الممثل الحقيقي موهوب بالفطرة وينمي هذه الموهبة بالدراسة والعمل وكسب خبرات ومهارات ويثقف نفسه وهو متواضع وصبور.
التمثيل فن إبداعي خلاق
شارك عمار عبدالغني، مخرج مسرحي وتلفزيوني من اليمن، وركز في مداخلته على ضرورة أن يعد الممثل خطة مدروسة لأي دور ويناقش مع المخرج كل التفاصيل ثم يعود إلى نفسه، أي شخصية تحتاج لتحليل فكري ونفسي واجتماعي وكذلك أن يكون كل ممثل وممثلة يدركون ويفهمون النص وكل شخصياته وقضيته، وهكذا يجب أن يُعطي للعمل حقه من نقاشات طاوله إلى نقاشات وبروفات الخشبة.
ركز عبدالغني على ضرورة أن يتحرك الممثل للبحث عن شخصيته والقراءة عنها ويدرك مزايا وصفات الشخصية الجسدية والنفسية وعدم التساهل في التدريب والبروفات مع المخرج وطاقم العمل.
ثم عقب عقبى على المداخلات السابقة وركز على مشاركة د. رباب حسين وتناولها لأهمية الصوت، وأضاف أن فن الإلقاء من الأساسيات وهو يدرس بكل المعاهد والأكاديميات الفنية في السنة الأولى، وأن التلوين الصوتي وقدرات الإلقاء مهمة أيضًا في السينما، ولا يمكن أن يعالج المونتاج ضعف الممثل في هذا الجانب، قدرة إبداعية صوتية لا تعني الصراخ ولا الخطابة، فالصوت متصل بالجسد والوجه وتتكاتف هذه العناصر مع عناصر تكميلية لخلق متعة فرجوية وفيها خيال وروح، وأكد على أن فهم الممثل للغة السينمائية وإدراكه ما تعني لقطة ونوعها وإحساسه بالكاميرا وموضعها كل هذا يتطلب منه مهارة إبداعية للتعامل مع كل لقطة وهو يوفر الجهد والمال.
كما عقب على مداخلة الفنانة نرجس عباد، مؤكدًا أن فهم النص ضرورة والنص يشمل ليس دور الممثل فقط بل كل المشاركين والمشاركات حتى في المونودراما، فممثل أو ممثلة واحدة لا تعني وجود شخصية واحدة فقط، فالنص أكيد يتعرض ويعرض عدة شخصيات وهي يجب أن تكون حاضرة وحية.
الممثل المبدع باحث آخر
ثم شارك الفنان محمد الحجيري من البحرين، وتطرق إلى أن الممثل المبدع باحث آخر غير المؤلف والمخرج، وقد يتغلب عليهما في خلق الشخصية، وهذا في حال فهمه لكل الشخصيات ليكون شخصية مختلفة وقوية وبعمق، وكل هذا يأتي من خلال قدرات إبداعية يضاف عليها خبرات حياة تراكمية والمعرفة ولكن عليه فهم البيئة التي تتواجد بها الشخصية ومعايشتها، فهناك من جسد شخصيات تظل خالدة في أذهاننا وتاريخ الفن، الممثل الواعي لا يكرر نفسه ولا يقلد بل يبتكر وهو يدهشنا في كل لحظة من الدور وحتى إن كانت له أعمال كثيرة، فالممثل ينسجم ويعي دور الكاتب والمخرج وهكذا كل واحد يعزف عزفه لخلق لوحة مسرحية مدهشة.
ثم عادت د. رباب حسين لطرح عدة قضايا، أهمها مأزق أن يكون النص متواضعًا أو ضعيفًا وهنا يزيد التحدي ويتطلب منه أن يضيف عليه يبتكر عناصر تشويق.
ثم تحدثت عن الفنان محمد صبحي في مسرحية "كارمن"، وقالت: هنا نحن أمام فنان مبدع أدهشنا بطرق غير عادية، فهو كوميدي غير عادي مثلًا في نهاية المشهد تحدث بسرعة وانفعال وأضاف للنص الكثير، وخلق أبعادًا جميلة قد لا يدركها قاريء النص أو ممثل آخر يؤدي نفس هذا الدور.
وأشارت إلى إشكالية عمل الممثل المسرحي في السينما أو العكس، تناولت هذه القضية ونستنتج من حديثها أن القدرات الإبداعية مطلوبة في التمثيل السينمائي بقدر ما هي ضرورية في العمل المسرحي، وأي تهاون وتكاسل يعني هبوط العمل ولا يجب أن نتعصب لأي فن، ولكل فن لغته الخاصة وتذوق وجمهور وقد نجد ممثلًا سينمائيًّا جيدًا ومبدعًا، لكنه لا يجازف بالصعود على الخشبة وهذا لا يقلل من فنه وكذلك هناك من يهب نفسه للمسرح فقط.
وختم حميد عقبي الندوة الفنية الثانية للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح من باريس، بمشاركة وتفاعل ضيوف الندوة من مصر والبحرين واليمن ومتابعة 150 متابعا من عشرين دولة، بعضهم طرح أسئلة أو تعقيبات وعقب عقبي على مداخلة الفنان البحريني محمد الحجيري، متفقًا معه في أن كل دور هو بمثابة امتحان حقيقي وصعب لأي ممثل أو ممثلة، وأن التاريخ المسرحي والسينمائي العربي به عشرات من الرموز الخالدة والتي أصبحت مدارس فنية وأن التمثيل فن إبداعي خلاق.
في الختام شكر عقبي كل من شارك وتابع هذه الندوة وهي أحد نشاطات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وتتم إليكترونيًّا عن بعد وهناك عدة أفكار لتطويرها واستمراريتها.
عقد المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح ورشته الفنية الإلكترونية، وكان موضوعها "الممثل في السينما والمسرح"، والتي أديرت من المخرج السينمائي حميد عقبي، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، وشارك فيها كل من الإعلامية والكاتبة د. رباب حسين من مصر والمخرجة والممثلة نرجس عباد من اليمن والمخرج محمد الحجيري من البحرين والمخرج عمار عبدالغني من اليمن.
وقد تم مناقشة عدة عناصر وقضايا مهمة دارت حول الممثل في السينما والمسرح، وركزت على أن الممثل عنصر إبداعي فعال ومهم، وأن مهمته ليست سهلة ويجب أن تتوفر فيه صفات إبداعية وضرورة وجود الموهبة والثقافة والفهم وحب العمل وملكة الخيال، وأن ينمي هذه القدرات ويكون فنانًا مبدعًا وخلاقًا.
وتحدث حميد عقبي مدير الندوة، حيث افتتح الندوة وأشار في مداخلته إلى أن الممثل أو الممثلة طاقة إبداعية وهي أداة مهمة لتوصيل الفكرة الفلسفية للعمل، فوجود مخرج جيد ونص جيد لا يكفي لنجاح العمل دون وجود كادر تمثيلي مبدع ومتفاهم، الممثل الجيد هو من يفهم النص ويفهمك كمخرج، فأي شخصية بالفيلم أو المسرحية تحتاج من يعيشها ويبعث فيها الروح وليس فقط يشخصها، والممثل الضعيف يكون متعبًا ومرهقًا للمخرج وبقية طاقم العمل وتزداد كلفة الإنتاج بضياع الوقت.
تطرق عقبي بشكل سريع للفضاء المسرحي والسينمائي وضرورة أن يكون الممثل مدركًا لهذا العنصر، وكذلك ملمًّا بلغة المسرح والسينما، فمثلًا أن تكون لقطة متوسطة فالحركة تكون محدودة حيث إن البلاتو السينمائي تحكمه قيود تقنية، وأي خرق يحدث خلال (راكور) أو ظلال وغيرها من المشكلات.
ثم تحدثت د. رباب حسين من مصر، وشكرت المنتدى على هذا النشاط وركزت على أدوات الممثل على المسرح وضرورة أن يمتلك ثقافة واسعة، وهو هنا يعتمد ويوظف جسده وصوته وضرورة أن يتم خلق إيقاع في الاداء وتلوين إبداعي، فلا يمكن أن نسمي من يقف على المسرح ممثلًا إذا كان لا يتقن فن الإلقاء ويجهل وظيفة الصوت.
تطرقت حسين إلى أن التلوين الصوتي المصبوغ بالإحساس الصادق يخلق سحرًا مدهشًا على النص، فالعبارة وربما الكلمة الصغيرة قد يكون لها تأثير مدهش عندما يقولها ممثل أو ممثلة مبدعة، ثم تطرقت لعنصر مهم جدًّا، فالممثل في أي عمل فني مطالب بفهم الشخصية وما تحمله من دلالات وقيم وأفكار ويدرك مفاهيم الشخصية وتنقلاتها وتعقيداتها وموقعها من الأحداث الدرامية، عليه أن يثق في نفسه ويكون مقتنعًا بها شخصيًّا بعد أن يحللها نفسيًّا واجتماعيًّا ودراميًّا.
المسرح يعني الجسد
ثم تحدثت الفنانة الممثلة والمخرجة المسرحية نرجس عباد من اليمن، وعلقت على ما تم طرحه، وقالت إننا عندما نتحدث عن ممثل فوق خشبة المسرح فنحن مع جسد ديناميكي متحرك لا يفوت لحظة على المشاهد ولا يدعه يفلت من يده، فكل لحظة مشحونة بالمتعة والإثارة والإحساس، وكي يحدث هذا يجب أن يدرك الممثل ويفهم بقوة النص ويعي كل كلمة يقولها فهو قادر وذكي في تحليل الشخصية وقناعته بها وكذلك الانسجام والتفاهم مع المخرج، الأداء الجيد يكون ببساطة وحرفية بعيدًا عن التعصب والتكلف والمبالغات.
وأشارت عباد إلى أن المسرح يعني الجسد ودون جسد لا يوجد مسرح، وهناك مسرح فارغ وضعيف في حال فراغه من كادر تمثيلي مبدع يعي قوة سحر الجسد، الممثل هو الأساس وعليه أن يستمع لتوجيهات المخرج ورؤيته، الممثل الحقيقي موهوب بالفطرة وينمي هذه الموهبة بالدراسة والعمل وكسب خبرات ومهارات ويثقف نفسه وهو متواضع وصبور.
التمثيل فن إبداعي خلاق
شارك عمار عبدالغني، مخرج مسرحي وتلفزيوني من اليمن، وركز في مداخلته على ضرورة أن يعد الممثل خطة مدروسة لأي دور ويناقش مع المخرج كل التفاصيل ثم يعود إلى نفسه، أي شخصية تحتاج لتحليل فكري ونفسي واجتماعي وكذلك أن يكون كل ممثل وممثلة يدركون ويفهمون النص وكل شخصياته وقضيته، وهكذا يجب أن يُعطي للعمل حقه من نقاشات طاوله إلى نقاشات وبروفات الخشبة.
ركز عبدالغني على ضرورة أن يتحرك الممثل للبحث عن شخصيته والقراءة عنها ويدرك مزايا وصفات الشخصية الجسدية والنفسية وعدم التساهل في التدريب والبروفات مع المخرج وطاقم العمل.
ثم عقب عقبى على المداخلات السابقة وركز على مشاركة د. رباب حسين وتناولها لأهمية الصوت، وأضاف أن فن الإلقاء من الأساسيات وهو يدرس بكل المعاهد والأكاديميات الفنية في السنة الأولى، وأن التلوين الصوتي وقدرات الإلقاء مهمة أيضًا في السينما، ولا يمكن أن يعالج المونتاج ضعف الممثل في هذا الجانب، قدرة إبداعية صوتية لا تعني الصراخ ولا الخطابة، فالصوت متصل بالجسد والوجه وتتكاتف هذه العناصر مع عناصر تكميلية لخلق متعة فرجوية وفيها خيال وروح، وأكد على أن فهم الممثل للغة السينمائية وإدراكه ما تعني لقطة ونوعها وإحساسه بالكاميرا وموضعها كل هذا يتطلب منه مهارة إبداعية للتعامل مع كل لقطة وهو يوفر الجهد والمال.
كما عقب على مداخلة الفنانة نرجس عباد، مؤكدًا أن فهم النص ضرورة والنص يشمل ليس دور الممثل فقط بل كل المشاركين والمشاركات حتى في المونودراما، فممثل أو ممثلة واحدة لا تعني وجود شخصية واحدة فقط، فالنص أكيد يتعرض ويعرض عدة شخصيات وهي يجب أن تكون حاضرة وحية.
الممثل المبدع باحث آخر
ثم شارك الفنان محمد الحجيري من البحرين، وتطرق إلى أن الممثل المبدع باحث آخر غير المؤلف والمخرج، وقد يتغلب عليهما في خلق الشخصية، وهذا في حال فهمه لكل الشخصيات ليكون شخصية مختلفة وقوية وبعمق، وكل هذا يأتي من خلال قدرات إبداعية يضاف عليها خبرات حياة تراكمية والمعرفة ولكن عليه فهم البيئة التي تتواجد بها الشخصية ومعايشتها، فهناك من جسد شخصيات تظل خالدة في أذهاننا وتاريخ الفن، الممثل الواعي لا يكرر نفسه ولا يقلد بل يبتكر وهو يدهشنا في كل لحظة من الدور وحتى إن كانت له أعمال كثيرة، فالممثل ينسجم ويعي دور الكاتب والمخرج وهكذا كل واحد يعزف عزفه لخلق لوحة مسرحية مدهشة.
ثم عادت د. رباب حسين لطرح عدة قضايا، أهمها مأزق أن يكون النص متواضعًا أو ضعيفًا وهنا يزيد التحدي ويتطلب منه أن يضيف عليه يبتكر عناصر تشويق.
ثم تحدثت عن الفنان محمد صبحي في مسرحية "كارمن"، وقالت: هنا نحن أمام فنان مبدع أدهشنا بطرق غير عادية، فهو كوميدي غير عادي مثلًا في نهاية المشهد تحدث بسرعة وانفعال وأضاف للنص الكثير، وخلق أبعادًا جميلة قد لا يدركها قاريء النص أو ممثل آخر يؤدي نفس هذا الدور.
وأشارت إلى إشكالية عمل الممثل المسرحي في السينما أو العكس، تناولت هذه القضية ونستنتج من حديثها أن القدرات الإبداعية مطلوبة في التمثيل السينمائي بقدر ما هي ضرورية في العمل المسرحي، وأي تهاون وتكاسل يعني هبوط العمل ولا يجب أن نتعصب لأي فن، ولكل فن لغته الخاصة وتذوق وجمهور وقد نجد ممثلًا سينمائيًّا جيدًا ومبدعًا، لكنه لا يجازف بالصعود على الخشبة وهذا لا يقلل من فنه وكذلك هناك من يهب نفسه للمسرح فقط.
وختم حميد عقبي الندوة الفنية الثانية للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح من باريس، بمشاركة وتفاعل ضيوف الندوة من مصر والبحرين واليمن ومتابعة 150 متابعا من عشرين دولة، بعضهم طرح أسئلة أو تعقيبات وعقب عقبي على مداخلة الفنان البحريني محمد الحجيري، متفقًا معه في أن كل دور هو بمثابة امتحان حقيقي وصعب لأي ممثل أو ممثلة، وأن التاريخ المسرحي والسينمائي العربي به عشرات من الرموز الخالدة والتي أصبحت مدارس فنية وأن التمثيل فن إبداعي خلاق.
في الختام شكر عقبي كل من شارك وتابع هذه الندوة وهي أحد نشاطات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وتتم إليكترونيًّا عن بعد وهناك عدة أفكار لتطويرها واستمراريتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.