أسعار الفراخ بأسواق مطروح اليوم الأربعاء 30-7-2025.. البانيه ب 220 جنيها    رئيس الوزراء: استراتيجية وطنية لإحياء الحرف اليدوية وتعميق التصنيع المحلي    الفلبين تلغى التحذير من إمكانية حدوث موجات تسونامى    روسيا: الحوار بين إيران والصين وروسيا يظهر إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني    إعلام لبناني: الجيش الإسرائيلي يستهدف بالمدفعية أطراف بلدة "عيترون" جنوبي لبنان    الشوكولاتة الأمريكية فى خطر بسبب قرارات ترامب.. تفاصيل    اعتذار عدد من مدربى قطاع الناشئين بالزمالك.. اعرف التفاصيل    وادى دجلة يضم الحارس حسن الحطاب قادما من بلدية المحلة    الداخلية تمد مبادرة كلنا واحد لمدة شهر لتوفير أغذية بأسعار مخفضة    35 ألف طالب تقدموا بتظلمات على نتيجة الثانوية العامة حتى الآن    إصابة شخصين إثر انقلاب موتوسيكل فى المعادى    أحمد حلمى ينعى الفنان القدير لطفى لبيب .. ربنا يصبرنا على فراقك يا أستاذ    وظائف خالية اليوم.. فرص عمل ب 300 دينارًا بالأردن    رئيس جامعة القاهرة يفتتح فعاليات المنتدى الثاني للابتكار الأكاديمي وتحديات سوق العمل    جامعة سوهاج تعلن النتيجة النهائية لكلية الطب للفرقه الاولي    7 مؤتمرات انتخابية حاشدة لدعم مرشحي مستقبل وطن بالشرقية    "زي زيزو كدا".. الغندور يكشف الرد الحقيقي للزمالك حول إعادة إمام عاشور    بعد عامين.. عودة ترافورد إلى مانشستر سيتي مجددا    تكنولوجيا المعلومات ينظم معسكرا صيفيا لتزويد الطلاب بمهارات سوق العمل    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    مي طاهر تتحدى الإعاقة واليُتم وتتفوق في الثانوية العامة.. ومحافظ الفيوم يكرمها    73 ألف ترخيص لمزاولة المهن الطبية خلال السبعة أشهر الأولى من 2025    ضبط عاطل و بحوزته 1000 طلقة نارية داخل قطار بمحطة قنا    رئيس النيابة الإدارية يلتقي رئيس قضايا الدولة لتهنئته بالمنصب    رئيس جامعة بنها يترأس اجتماع لجنة المنشآت    "التضامن" تستجيب لاستغاثات إنسانية وتؤمّن الرعاية لعدد من السيدات والأطفال بلا مأوى    مشروع رعاية صحية ذكية في الإسكندرية بمشاركة الغرف التجارية وتحالف استثماري    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    لترشيد الكهرباء.. تحرير 145 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    معلومات الوزراء: مصر في المركز 44 عالميًا والثالث عربيا بمؤشر حقوق الطفل    الهلال الأحمر المصري يرسل قوافل "زاد العزة" محمّلة بالخبز الطازج إلى غزة    مبيعات فيلم أحمد وأحمد تصل ل402 ألف تذكرة في 4 أسابيع    صفية القبانى: فوز نازلى مدكور وعبد الوهاب عبد المحسن تقدير لمسيرتهم الطويلة    لمسات فنية لريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقي العربية ترتدي قفاز الإجادة بإستاد الأسكندرية    ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه.. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟.. الإفتاء تجيب    السفير الأمريكي بإسرائيل: لا خلاف بين ترامب ونتنياهو.. والوضع في غزة ليس بالسوء الذي يصوره الإعلام    خسارة شباب الطائرة أمام بورتريكو في تحديد مراكز بطولة العالم    215 مدرسة بالفيوم تستعد لاستقبال انتخابات مجلس الشيوخ 2025    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    رابطة الأندية: لن نلغي الهبوط في الموسم الجديد    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 30 يوليو 2025    انخفاض أرباح مرسيدس-بنز لأكثر من النصف في النصف الأول من 2025    ملك المغرب يؤكد استعداد بلاده لحوار صريح وأخوي مع الجزائر حول القضايا العالقة بين البلدين    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    حميد أحداد ينتقل إلى الدوري الهندي    لم نؤلف اللائحة.. ثروت سويلم يرد على انتقاد عضو الزمالك    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    لميس الحديدي توثق لحظة فيروز المؤثرة: همست للسفير المصري «أنا بحب مصر» (فيديو)    عبداللطيف حجازي يكتب: الرهان المزدوج.. اتجاهات أردوغان لهندسة المشهد التركي عبر الأكراد والمعارضة    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    حظك اليوم الأربعاء 30 يوليو وتوقعات الأبراج    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوتيوبرز عربي
نشر في صوت البلد يوم 13 - 11 - 2019

يشبه الدخول إلى عالم اليوتيوب الحكاية الواردة في قصص" ألف ليلة وليلة"، عن الرجل الذي أرسل ثلاثة من أبنائه وطلب منهم أن يحكوا له عما شاهدوه فيها، فكانت إجابات كل منهم مختلفة تمامًا عن الآخر.
واليوتيوب من مواقع التواصل الاجتماعي الذي يسمح لمستخدميه برفع التسجيلات المرئية مجانًا ومشاهدتها عبر البث الحي بدل التنزيل ومشاركتها والتعليق عليها وغير ذلك.
إنه عالم سحري جذاب، ملون، خيالي ومخيف، لأنه يحاكي ما بداخل كل انسان، وبإمكان أي فرد أن يجد فيه ضالته، من الفن، السياسة،الموسيقى، الدين، التعليم، الأفلام، المسلسلات، الغناء والرقص، النكات البذيئة، الفيديوهات الخليعة، قنوات الطبخ والماكياج والتجميل، قنوات تحفيزية، إلى قنوات السحر والماورائيات والتعليم والصحة، والسفر والرحلات.
باختصار كل شيء في هذا العالم صار هناك ما يمثله في قنوات اليوتيوب، فقط علينا الاختيار، وإنشاء قائمة بالأشياء المفضلة، طبعًا مع الإشتراك بالقنوات التي نحب أن يأتينا كل جديد منها، ولا ننسى طبعًا الكبس على الجرس.
لعل الحديث عن التأثير الاجتماعي الذي يحظى به موقع يوتيوب يتجاوز حدودًا محصورة في مكان أو زمان، لأن شمولية المحتوى الذي يتضمنه يجعله قادرًا على مخاطبة مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية مهما تنوعت واختلفت توجهاتها، لكن يظل المحتوى الفني هو الأكثر حضورًا وتأثيرًا، مثلًا يُعتقد أن فيديو "بيبي" للمغني جاستن بيبر هو أكثر الفيديوهات مشاهدة على موقع اليوتيوب، بعدد يزيد عن مليار شخص إلاّ أنّ فيديو المغني الكوري الجنوبي ساي غانغنام ستايل، تجاوزه في أبريل 2014 بحصوله على ملياري مشاهدة.
أما عن الكليب الأكثر شعبية في العالم كله فهو الذي حققته أغنية "ديسباسيتو"، التي حظيت بانتشار يشبه النار في الهشيم في كل أصقاع الأرض، بحيث تجاوز عدد المشاهدات 6 مليارات مشاهدة، وهي أغنية ثنائية مشتركة بين "لويس فونسي" و"دادي يانكي".
وفي النصف الثاني من عام 2019، تصدر تطبيق اليوتيوب قائمة التطبيقات الأعلى دخلًا بنسبة نمو 220% من الإيرادات سنويًّا.
يوتيوب عربي
الحديث عن تأثير اليوتيوب وحضوره في العالم العربي، يؤدي للتوقف أمام ظواهر تطرح أسلوبًا جديدًا في العرض والتلقي، أهمها غياب فكرة الشكل والعمر والنوع، في مقابل الثقة والحضور والجاذبية، هذا ينطبق على نماذج كثيرة لقنوات لا يتمتع أصحابها وفق قوانين الإعلام التقليدية بالشباب والوسامة التي ينبغي أن يتحلى بهما مقدم أو مقدمة أي برنامج.
الحال في اليوتيوب مختلف تمامًا، حيث يختار الشخص الذي لديه الثقة في نفسه أن يبث عبر قناته الخاصة حلقات مسجلة حول موضوع ما يرى أنه بارع فيه، ويتوجه مباشرة إلى جمهور، يكون مجهولًا في البداية، ثم لا يلبث أن يصير معروفًا عبر اللايكات والمشاركات والتعليقات، ولا يتردد بعض اليوتيوبرز في الطلب من المشاهد بوضع اللايك وقرع الجرس في حال أعجبه الكلام المنشور.
استطاع اليوتيوب العربي أيضًا أن يخلق نجومًا معروفين ومشهورين ضمن هذا العالم، يتنافسون ويحققون انتشارًا، ويتلقون مبالغ مالية كلما حققوا مزيدًا من الانتشار والشهرة، وتُعتبر الكوميديا والموسيقى والرياضة هي الفئات الأكثر شعبية.
وترتبط أيضًا المشاهدات عبر اليوتيوب بأشهر معينة، حيث ترتفع مثلًا في شهر رمضان مشاهدة الفيديوهات الدينية، والمسلسلات وأغانيها، بالإضافة إلى قنوات الطبخ، وفي أوقات الأحداث الرياضية يحقق الموقع نسبة عالية من المشاهدة في الرياضة، واللافت للنظر في الأمر أن اليوتيوبرز أنفسهم يتتبعون الأحداث السياسية الاجتماعية والرياضية وغيرها، ويقدمون من وجهة نظرهم محتوى يتناسب معها زمنيًّا. لذا تبدو كلمة "صحافة المواطن" متحققة بشكل فعال وتطبيقي في اليوتيوب، الذي يتوجه للجمهور مباشرة، ويعرض نماذج حقيقية من الواقع: سيدة أربعينية تحكي يومياتها في مطبخها بالصوت والصورة ويصير لها أتباع ومشجعين، فتاة عشرينية تقدم نصائحها للدراسة وتنظيم الوقت، شاب يشرح طريقته في دراسة اللغات وتحدي العقبات في الحياة، كثيرة جدًّا هي النماذج التي لا يمكن حصرها، وكل نموذج يدعي أنه يقدم الأفضل.
لكن تحقيق الانتشار والنجومية، ليس بالأمر السهل في موقع مثل اليوتيوب يتشابه فيه المحتوى كثيرًا، وتبدو عشرات القنوات بما تتضمنه كأنها تستنسخ المعلومات من بعضها البعض، خاصة تلك التي تُقدم المعلومات الصحية والوصفات الشعبية، أو تجارب الطبخ. بعض القنوات تبدأ جادة وفيها شيء من الخصوصية بفعل الهوية والأصول القادمة من مكان ما، ثم سرعان ما يتحول أدائها إلى نوع من الاستخفاف والاستسهال بغرض الحصول على مشاهدات أكثر.
أما الحروب بين اليوتيوبرز فيمكن وصفها "بالشرسة" حيث المجاهرة بالعداء بسبب المنافسة، ورغبة أحد الطرفين أو كلاهما في تهشيم مصداقية الآخر وسمعته، فتبدأ الحرب عبر التعليقات المسيئة والمحرضة، مع تجييش حشود إلكترونية تدعم المهاجم، هذا يحدث كثيرًا ويؤدي ببعض اليوتيوبرز إلى التوقف عن بث فيديوهات جديدة ريثما يلتقطون أنفاسهم، فيعودون للساحة من جديد أو ينسحبون منها تمامًا.
ينطبق هذا الحديث عن اليوتيوب العربي محليًّا، بحيث لا تتجاوز شهرة أي يوتيوبرز العالم العربي فقط، أما عالميًّا فلم يتمكن أي من المشاهير العرب سواء في الفن أو السياسة من تحقيق شهرة عالمية لتصل إلى أمم أخرى.
ففي إحصاء فيديوهات 2018 الأكثر مشاهدة على اليوتيوب عبر العالم كله، تصدر القائمة فيديو لعارضة الأزياء الأمريكية الشابة، كايلي جينر، الأخت الصغرى لكيم كارداشيان، وهي تستعرض رحلة حملها بطفلها الأول، واستطاع أن يحصد أكثر من 53 مليون مشاهدة بعد مرور أول أسبوع فقط من طرحه. وتضمنت قائمة الفيديوهات العشرة، قناتين للبث من الحياة الواقعية، عنوان الفيديو الأول:
Real Life Trick Shots
والثاني We Broke Up
وتضمنت القائمة قناة من الهند، وأخرى من الصين، وكوريا، بالإضافة إلى واحدة عن كرة القدم وأخرى عن الكارتيه.
منطق التلقي
أدرك أصحاب الكثير من المهن أن اليوتيوب وسيلة من وسائل الوصول إلى الجمهور، فنجد طبيب نفسي يقدم نصائحه مدركًا أنه عبر فيديو قصير لعدة دقائق سيجلب له زبائن لعيادته، هذا الفيدو تتجاوز أهميته الظهور التلفزيوني على إحدى القنوات الفضائية، نشاهد أيضًا خبيرة ديكور تقدم نصائحها، وبين ليلة وضحاها يتردد اسمها على الألسن، ويطلب مشورتها الكثيرون.
يمكن القول بسهولة أن اليوتيوب قلص المسافة بين المقدِم والمقدَم له، وأصبح الشخص الباحث في اليوتيوب عن ضآلته يبحث عما يشبهه داخليًّا ويحاكيه، انطلاقًا من هنا نشاهد سيدات عجائز يقدمن بثقة وصفاتهن ونصائحن وطبخاتهن في جو أمومي أليف يحظى بمشاهدة من مختلف الأعمار.
في المقابل وعلى اعتبار اليوتيوب وسيلة إعلامية لا يمكن إغفال الجانب التقني فيها، تؤثر نوعية الكاميرا، الإضاءة، زوايا التصوير على النتائج ككل، وكلما توفرت هذه العناصر كلما بدا الفيديو احترافي أكثر وجذاب للمشاهدة، ولعل البحث عن الاحتراف في تقديم فيديوهات تتوفر فيها المعايير الفنية يمكن ملاحظته مع تتبع حلقات اليوتيوبرز ومقارنة الفيديوهات المقدمة في بداياتهم وبعد سنة مثلًا من انطلاق القناة واستمرارها.
تاريخ يوتيوب
يعتبر موقع يوتيوب بحسب إحصائية موقع أليكسا ثالث أكثر المواقع شعبية في العالم حاليًا بعد موقعي فيس بوك وجوجل، وفي يوليو 2006، صرح المسؤولون عن الموقع بأن عدد مشاهدة الأفلام من قبل جميع الزوار يصل إلى 100 مليون يوميًّا. كما اختارت مجلة "تايم" الأمريكية موقع يوتيوب على الإنترنت كأبرز موقع عام 2006 لدورهِ في إعطاء الفرصة لزواره في إنتاج المواد التي يعرضونها.
وقد تم تأسيس هذا الموقع في 14 فبراير سنة 2005م، من قِبل ثلاث موظفين سابقين من شركة "باي بال" هم تشاد هيرلي وستيف تشين وجاود كريم، في مدينة سان برونو، وكان يستخدم تقنية برنامج أدوبي فلاش لعرض المقاطع المتحركة، أما الآن فيعتمد تقنية (اتش تي ام ال 5).. وهو حاليًا مزود بأكثر من ألفي موظف، وفي أكتوبر 2006 أعلنت شركة جوجل التوصل لاتفاقية لشراءه مقابل 1.65 مليار دولار أمريكي، لذا تأتي تقديرات الإيرادات من متجر تطبيقات جوجل بلاي في جميع أنحاء العالم، ما بين 1 أبريل و30 يونيو من كل عام.
يشبه الدخول إلى عالم اليوتيوب الحكاية الواردة في قصص" ألف ليلة وليلة"، عن الرجل الذي أرسل ثلاثة من أبنائه وطلب منهم أن يحكوا له عما شاهدوه فيها، فكانت إجابات كل منهم مختلفة تمامًا عن الآخر.
واليوتيوب من مواقع التواصل الاجتماعي الذي يسمح لمستخدميه برفع التسجيلات المرئية مجانًا ومشاهدتها عبر البث الحي بدل التنزيل ومشاركتها والتعليق عليها وغير ذلك.
إنه عالم سحري جذاب، ملون، خيالي ومخيف، لأنه يحاكي ما بداخل كل انسان، وبإمكان أي فرد أن يجد فيه ضالته، من الفن، السياسة،الموسيقى، الدين، التعليم، الأفلام، المسلسلات، الغناء والرقص، النكات البذيئة، الفيديوهات الخليعة، قنوات الطبخ والماكياج والتجميل، قنوات تحفيزية، إلى قنوات السحر والماورائيات والتعليم والصحة، والسفر والرحلات.
باختصار كل شيء في هذا العالم صار هناك ما يمثله في قنوات اليوتيوب، فقط علينا الاختيار، وإنشاء قائمة بالأشياء المفضلة، طبعًا مع الإشتراك بالقنوات التي نحب أن يأتينا كل جديد منها، ولا ننسى طبعًا الكبس على الجرس.
لعل الحديث عن التأثير الاجتماعي الذي يحظى به موقع يوتيوب يتجاوز حدودًا محصورة في مكان أو زمان، لأن شمولية المحتوى الذي يتضمنه يجعله قادرًا على مخاطبة مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية مهما تنوعت واختلفت توجهاتها، لكن يظل المحتوى الفني هو الأكثر حضورًا وتأثيرًا، مثلًا يُعتقد أن فيديو "بيبي" للمغني جاستن بيبر هو أكثر الفيديوهات مشاهدة على موقع اليوتيوب، بعدد يزيد عن مليار شخص إلاّ أنّ فيديو المغني الكوري الجنوبي ساي غانغنام ستايل، تجاوزه في أبريل 2014 بحصوله على ملياري مشاهدة.
أما عن الكليب الأكثر شعبية في العالم كله فهو الذي حققته أغنية "ديسباسيتو"، التي حظيت بانتشار يشبه النار في الهشيم في كل أصقاع الأرض، بحيث تجاوز عدد المشاهدات 6 مليارات مشاهدة، وهي أغنية ثنائية مشتركة بين "لويس فونسي" و"دادي يانكي".
وفي النصف الثاني من عام 2019، تصدر تطبيق اليوتيوب قائمة التطبيقات الأعلى دخلًا بنسبة نمو 220% من الإيرادات سنويًّا.
يوتيوب عربي
الحديث عن تأثير اليوتيوب وحضوره في العالم العربي، يؤدي للتوقف أمام ظواهر تطرح أسلوبًا جديدًا في العرض والتلقي، أهمها غياب فكرة الشكل والعمر والنوع، في مقابل الثقة والحضور والجاذبية، هذا ينطبق على نماذج كثيرة لقنوات لا يتمتع أصحابها وفق قوانين الإعلام التقليدية بالشباب والوسامة التي ينبغي أن يتحلى بهما مقدم أو مقدمة أي برنامج.
الحال في اليوتيوب مختلف تمامًا، حيث يختار الشخص الذي لديه الثقة في نفسه أن يبث عبر قناته الخاصة حلقات مسجلة حول موضوع ما يرى أنه بارع فيه، ويتوجه مباشرة إلى جمهور، يكون مجهولًا في البداية، ثم لا يلبث أن يصير معروفًا عبر اللايكات والمشاركات والتعليقات، ولا يتردد بعض اليوتيوبرز في الطلب من المشاهد بوضع اللايك وقرع الجرس في حال أعجبه الكلام المنشور.
استطاع اليوتيوب العربي أيضًا أن يخلق نجومًا معروفين ومشهورين ضمن هذا العالم، يتنافسون ويحققون انتشارًا، ويتلقون مبالغ مالية كلما حققوا مزيدًا من الانتشار والشهرة، وتُعتبر الكوميديا والموسيقى والرياضة هي الفئات الأكثر شعبية.
وترتبط أيضًا المشاهدات عبر اليوتيوب بأشهر معينة، حيث ترتفع مثلًا في شهر رمضان مشاهدة الفيديوهات الدينية، والمسلسلات وأغانيها، بالإضافة إلى قنوات الطبخ، وفي أوقات الأحداث الرياضية يحقق الموقع نسبة عالية من المشاهدة في الرياضة، واللافت للنظر في الأمر أن اليوتيوبرز أنفسهم يتتبعون الأحداث السياسية الاجتماعية والرياضية وغيرها، ويقدمون من وجهة نظرهم محتوى يتناسب معها زمنيًّا. لذا تبدو كلمة "صحافة المواطن" متحققة بشكل فعال وتطبيقي في اليوتيوب، الذي يتوجه للجمهور مباشرة، ويعرض نماذج حقيقية من الواقع: سيدة أربعينية تحكي يومياتها في مطبخها بالصوت والصورة ويصير لها أتباع ومشجعين، فتاة عشرينية تقدم نصائحها للدراسة وتنظيم الوقت، شاب يشرح طريقته في دراسة اللغات وتحدي العقبات في الحياة، كثيرة جدًّا هي النماذج التي لا يمكن حصرها، وكل نموذج يدعي أنه يقدم الأفضل.
لكن تحقيق الانتشار والنجومية، ليس بالأمر السهل في موقع مثل اليوتيوب يتشابه فيه المحتوى كثيرًا، وتبدو عشرات القنوات بما تتضمنه كأنها تستنسخ المعلومات من بعضها البعض، خاصة تلك التي تُقدم المعلومات الصحية والوصفات الشعبية، أو تجارب الطبخ. بعض القنوات تبدأ جادة وفيها شيء من الخصوصية بفعل الهوية والأصول القادمة من مكان ما، ثم سرعان ما يتحول أدائها إلى نوع من الاستخفاف والاستسهال بغرض الحصول على مشاهدات أكثر.
أما الحروب بين اليوتيوبرز فيمكن وصفها "بالشرسة" حيث المجاهرة بالعداء بسبب المنافسة، ورغبة أحد الطرفين أو كلاهما في تهشيم مصداقية الآخر وسمعته، فتبدأ الحرب عبر التعليقات المسيئة والمحرضة، مع تجييش حشود إلكترونية تدعم المهاجم، هذا يحدث كثيرًا ويؤدي ببعض اليوتيوبرز إلى التوقف عن بث فيديوهات جديدة ريثما يلتقطون أنفاسهم، فيعودون للساحة من جديد أو ينسحبون منها تمامًا.
ينطبق هذا الحديث عن اليوتيوب العربي محليًّا، بحيث لا تتجاوز شهرة أي يوتيوبرز العالم العربي فقط، أما عالميًّا فلم يتمكن أي من المشاهير العرب سواء في الفن أو السياسة من تحقيق شهرة عالمية لتصل إلى أمم أخرى.
ففي إحصاء فيديوهات 2018 الأكثر مشاهدة على اليوتيوب عبر العالم كله، تصدر القائمة فيديو لعارضة الأزياء الأمريكية الشابة، كايلي جينر، الأخت الصغرى لكيم كارداشيان، وهي تستعرض رحلة حملها بطفلها الأول، واستطاع أن يحصد أكثر من 53 مليون مشاهدة بعد مرور أول أسبوع فقط من طرحه. وتضمنت قائمة الفيديوهات العشرة، قناتين للبث من الحياة الواقعية، عنوان الفيديو الأول:
Real Life Trick Shots
والثاني We Broke Up
وتضمنت القائمة قناة من الهند، وأخرى من الصين، وكوريا، بالإضافة إلى واحدة عن كرة القدم وأخرى عن الكارتيه.
منطق التلقي
أدرك أصحاب الكثير من المهن أن اليوتيوب وسيلة من وسائل الوصول إلى الجمهور، فنجد طبيب نفسي يقدم نصائحه مدركًا أنه عبر فيديو قصير لعدة دقائق سيجلب له زبائن لعيادته، هذا الفيدو تتجاوز أهميته الظهور التلفزيوني على إحدى القنوات الفضائية، نشاهد أيضًا خبيرة ديكور تقدم نصائحها، وبين ليلة وضحاها يتردد اسمها على الألسن، ويطلب مشورتها الكثيرون.
يمكن القول بسهولة أن اليوتيوب قلص المسافة بين المقدِم والمقدَم له، وأصبح الشخص الباحث في اليوتيوب عن ضآلته يبحث عما يشبهه داخليًّا ويحاكيه، انطلاقًا من هنا نشاهد سيدات عجائز يقدمن بثقة وصفاتهن ونصائحن وطبخاتهن في جو أمومي أليف يحظى بمشاهدة من مختلف الأعمار.
في المقابل وعلى اعتبار اليوتيوب وسيلة إعلامية لا يمكن إغفال الجانب التقني فيها، تؤثر نوعية الكاميرا، الإضاءة، زوايا التصوير على النتائج ككل، وكلما توفرت هذه العناصر كلما بدا الفيديو احترافي أكثر وجذاب للمشاهدة، ولعل البحث عن الاحتراف في تقديم فيديوهات تتوفر فيها المعايير الفنية يمكن ملاحظته مع تتبع حلقات اليوتيوبرز ومقارنة الفيديوهات المقدمة في بداياتهم وبعد سنة مثلًا من انطلاق القناة واستمرارها.
تاريخ يوتيوب
يعتبر موقع يوتيوب بحسب إحصائية موقع أليكسا ثالث أكثر المواقع شعبية في العالم حاليًا بعد موقعي فيس بوك وجوجل، وفي يوليو 2006، صرح المسؤولون عن الموقع بأن عدد مشاهدة الأفلام من قبل جميع الزوار يصل إلى 100 مليون يوميًّا. كما اختارت مجلة "تايم" الأمريكية موقع يوتيوب على الإنترنت كأبرز موقع عام 2006 لدورهِ في إعطاء الفرصة لزواره في إنتاج المواد التي يعرضونها.
وقد تم تأسيس هذا الموقع في 14 فبراير سنة 2005م، من قِبل ثلاث موظفين سابقين من شركة "باي بال" هم تشاد هيرلي وستيف تشين وجاود كريم، في مدينة سان برونو، وكان يستخدم تقنية برنامج أدوبي فلاش لعرض المقاطع المتحركة، أما الآن فيعتمد تقنية (اتش تي ام ال 5).. وهو حاليًا مزود بأكثر من ألفي موظف، وفي أكتوبر 2006 أعلنت شركة جوجل التوصل لاتفاقية لشراءه مقابل 1.65 مليار دولار أمريكي، لذا تأتي تقديرات الإيرادات من متجر تطبيقات جوجل بلاي في جميع أنحاء العالم، ما بين 1 أبريل و30 يونيو من كل عام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.