حقق نجاحًا قويًا منذ انطلاقته، فكان من القلائل الذين استغلوا السوشيال ميديا لينتقل منها إلي عالم النجومية، الكوميديان الشاب أحمد أمين الذى استطاع من خلال مسلسله الأخير"ما وراء الطبيعة" أن يثبت للجميع أنه فنان شامل، وليس فقط كوميديان ناجح، أمين يحكي للإذاعة والتليفزيون كواليس قيامه ببطولة العمل، كما يتحدث عن بداية رحلته مع "ما وراء الطبيعة" وإلي الحوار …. كيف بدأت رحلة أحمد أمين مع شخصية "رفعت إسماعيل" التي قدمتها في مسلسل "ما وراء الطبيعة" ؟! معرفتي برفعت إسماعيل بدأت مثل أغلب جيلي مع شخصيته المكتوبة في سطور سلسلة روايات ما وراء الطبيعة للراحل أحمد خالد توفيق، أما عن تجسيدي لشخصية د.رفعت فكان بترشيح مخرج العمل عمرو سلامة لتبدأ من بعدها رحلة الاستعدادات من فقدان الوزن، وتعلم مهارات مثل قواعد كتابة خط الرقعة، فقد كان يكتب خطاً جميلاً عكسي، بالإضافة إلى تدريبات الغوص لتنفيذ المشاهد التي كانت تحت الماء. ألم تخش فشل التجربة خاصة أن الجمهور العربي غير معتاد علي تلك النوعية ؟! بالتأكيد كان هناك بعض القلق؛ خاصة لأنها نوعية جديدة عما قدمته، ولكنها فرصة جيدة تستحق الاحترام والكثير من الجهد، فتركت القلق وركزت على تقديم عمل فني جيد بغض النظر عن نوعيته أو تصنيفه. كيف تعاملت مع حالة التحول من تقديم الأعمال الكوميدية لعمل مليء بكل تلك التفاصيل ؟! أحياناً أشعر بظلم للكوميديا عندما نتهمها بأنها خالية من التفاصيل، وأعتبر أن الممثل لا يحتاج التحول ليقدم الكوميديا، فهو مع كل عمل يقدمه يصبح شخصًا غيره، ولكن بالتأكيد الشخصيات الأكثر عمقاً مثل د.رفعت تحتاج الكثير من الجهد، خاصة أن لها سابق معرفة مع الجمهور من خلال الروايات، وعلى الممثل أن يسعى للتطور طوال الوقت، ولقد استنتجت أن التطور للممثل يحدث بعمل الآتي؛ أولًا: ترك المناطق الآمنة له والمخاطرة أحيانًا، ثانيًا: القراءة وبالذات علم النفس والروايات، ثالثًا: مشاهدة أعمال ممثلين آخرين، رابعًا: العمل مع مخرجين مميزين، خامسًا: إكمال اكتساب مهارات إضافية تفيد الممثل مثل الغناء والتعبير الحركي واللهجات، وأخيرًا: محاولة معرفة كيف يتطور الممثلون الآخرون ليستفيد من تجربته. ماذا عن ردود الأفعال بعد عرض المسلسل؟ الحمد لله سعيد جدًا بردود الأفعال، وتفاجئت عند تصدر المسلسل قوائم الأكثر مشاهدة، والأكثر بحثًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن الآراء التى وصلتنى من الجمهور داخل وخارج مصر كانت إيجابية، وبالطبع أحاطنى الوسط الفني بكثير من الود والترحيب سواء من أساتذتى وزملائي. ومتي شعرت بالاطمئنان على أنك تسير بشكل جيد في تقديم الشخصية ؟! تعليقات المخرج عمرو سلامة والمخرج ماجد الأنصاري واقتناعهما بطريقة تقديمي للشخصية وتوافقها مع الرؤية الفنية، والتي بالمناسبة أخذت الكثير من الوقت لتتحقق، وأكسبتنى بعضًا من الثقة والاطمئنان، ولكن رأى الجمهور كان له نصيب الأسد. رسم الشخصية بتفاصيلها من جانبك أم للمخرج ؟! الرؤية الفنية ترجع للمخرج، ولا شك أن فهم الممثل للشخصية يضيف للدور، ويضيف للقصة، ولكن في الأساس لا بد أن يكون الممثل أداة جيدة تساعد المخرج على رسم الصورة مكتملة في أبهى صورها، ولكن بالتأكيد يكون النقاش أو يمكننا تسميتها مذاكرة الدور مستمرة من المخرج والممثل للوصول لكل أبعاد الشخصية لتتحول إلى لحم ودم. وماذا عن أجواء تعاونك مع المخرج عمرو سلامة؟ كانت تجربة مميزة بداية من ثقته في موهبتي وترشيحي للدور، ومن بعدها توفير الوقت الكافي للتحضيرات والاستعدادات للشخصية، ولغة الحوار التي ساعدتني على الوصول للدكتور رفعت، كما قدمته فكان أحياناً يقوم بإجراء حوار معي بصفتي "رفعت"، وعلىَّ أن أتبنى منطق الشخصية حول موضوع، ليتأكد من أنني متبني لآراء الشخصية من مختلف نواحي الحياة. كنت تتوقع بعض الهجوم من البعض على تقديم العمل الذي كان من أفضل الروايات التي كتبها الراحل أحمد خالد توفيق ؟! طبعاً، لكنني أتفهم غيرة القارئ، وخصوصاً مع سلسلة روايات وصلت أعدادها تقريباً لأكثر من ثمانين عددًا، وتخطى قراؤها ال15 مليون، ولكن ما شجعني هو أن الحلم الشخصي لأحمد خالد توفيق هو تحول كتاباته إلى أعمال فنية مرئية، وبداية خطوات ذلك بدأت بالفعل قبل موته، واكتملت بمساندة وتشجيع أبنائه، وفرصة العمل مع نيتفليكس تعطي المسلسل فرصة الوصول لكل العالم، خاصة أن المسلسل تم ترجمته بحوالى ثلاثين لغة، ويُعرض الآن فى 190 دولة، أنا أشعر بالفخر كقارئ للسلسلة. وهل المشاهد المصري يحتاج إلى تلك النوعية بشكل أكبر ؟! المشاهد المصري يستحق تقديم نوعيات متنوعة ومتجددة من الفن الجيد الصنع، والفن المصري أيضاً يستحق مكانة أكبر على مستوى العالم. من أصعب المواقف أن يقف الإنسان ليحاسب نفسه أو يقابله في عالم موازٍ .. فهل أحمد أمين يقوم بذلك ؟! تلك فكرة أكثر الروايات قربًا لقلبي من (ما وراء الطبيعة)؛ أسطورة رفعت حين قابل رفعت نفسه، ربنا ما يكتبها على حد، ولكن أكيد أحاول مراجعة نفسي، وحساب خطواتي، وكتابة أهدافي من حين لآخر. ماذا عن رحلتك مع السوشيال ميديا؟!، وهل ترى أنك من المحظوظين الذين أسهمت السوشيال في شهرتهم ؟! أحببت أن السوشيال ميديا لم تُفسد ما أحب، ووفرت لي وسيلة للوصول للناس، ومنها إلى أعمال فنية تليفزيونية أو سينمائية، ولكن لا أعتبرها مرحلة انتهت، بالعكس هي منصة جيدة للتواصل مع الجمهور، ولتقديم أعمال مختلفة، بدليل تزايد دور المنصات المحلية والعالمية في الإنتاج خلال 2020. هل ترى أن الشهرة أثرت في حياتك بشكل عام ؟! بالتأكيد لها أثر في الحياة اليومية، فحب الناس نعمة كبيرة، وترحيبهم وحتى اهتمامهم بالاحتفاظ بصورة تجمعنا يسعدني، حتى وإن أخذت الشهرة من الخصوصية الكثير، وأتمنى ألا تؤثر الشهرة على شخصيتي، إلا بمزيد من المسئولية والتركيز في الخطوات القادمة. هل تفكر في أعمال كوميدية تحقق نجاحًا مثل ما وراء الطبيعة ؟! ياريت؛ أتمنى أن يكون ما وراء الطبيعة بداية تفتح للفن المصري بوابة للوصول لدول أخرى قريبة وبعيدة، وبالطبع تقديم عمل كوميدي يحظى بذات الاهتمام والانتشار، وهذا حلم يسعدني تحقيقه. هل هناك شخصية تبحث عنها وتريد تقديمها ؟! أمامي الكثير من الشخصيات التى لم أقدمها، وأتمنى دائمًا أن تسنح لي الفرصة بتقديم أدوار مختلفة ومؤثرة يحبها الجمهور ويستمتع بها.