كشفت منصة "نتفليكس" عن تجسيد الفنان أحمد أمين للشخصية الشهيرة "رفعت إسماعيل"، بطل سلسلة "ما وراء الطبيعة"، للدكتور أحمد خالد توفيق، في أول مسلسل يحمل توقيع الكاتب الراحل بعد وفاته، وهو من إخراج عمرو سلامة، وإنتاج محمد حفظي، المسلسل الذي يحمل نفس اسم السلسلة الشهيرة التي حققت مبيعات وصلت لأكثر من 15 مليون نسخة، تدور أحداثه حول الدكتور "رفعت إسماعيل" دكتور أمراض الدم، الذي يواجه أحداث خارقة للطبيعة. يعد اختيار أحمد أمين لبطولة العمل "مفاجأة " للكثيرين، الذين توقعوا خوض التجربة بفنان كبير السن، حتى إن مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعي كانوا قد طرحوا عدة أسماء منذ اللحظة الأولى لإعلان المسلسل، قريبة من سن رفعت إسماعيل، وأيضًا شكله، ورغم أن أحمد أمين لم يكن من بينهم إلا أن اختياره لاقى قبول جزء كبير من الجمهور بينما تمسك آخرون بترشيحات أخرى، ولعل اختيار "نتفليكس" لبطل عملها المصري الأول أكثر توفيقًا وملائمة للعمل لعدة أسباب نطرحها فيما يلي: أحمد أمين الممثل الجاد يسبق الكوميديان الذي عرفه الجمهور، فمنذ بداية مشواره تمتع أمين بخلفية مسرحية غير كوميدية تناولت أعمال كلاسيكية جادة، منها أعمال لشكسبير وأعمال ك"أنشودة الدم" لمصطفى محمود كمخرج وممثل، كما كان أول أعمال أمين فيلم"حاضر مع المتهم" الذي لاقى إعجاب جماهيري بتمكن أمين وتقمصه لدور الشيخ الأزهري الجاد. وحتى في برنامجه المصنف كوميديا لم يخل "بلاتوه" أمين من التلون الجاد والكوميديا السوداء، المعتمدة على التقمص والاضحاك غير المباشر، مثل مشاهد شخصية مدير الموارد البشرية الذي يقهر موظفيه، والتي نجحت وتكررت في عدة حلقات. السبب الثاني في اختيار أحمد أمين، أن من يعرف الدكتور رفعت إسماعيل جيدا، يدرك جيدا اللمحة الساخرة في حياته التي كانت دوما تشكل صوت عقله رغم مظهر حياته الكئيبة أو المملة، وإدراكًا من صناع العمل بصعوبة الاحساس بالجانب الساخر عن الأداء الجاد الواقعي، ورغم صعوبة جمع ممثل بين الاثنيين، جاء اختيار أمين في مكانه ككوميديان يمتلك زمام الجمع بين التمثيل الجاد والسخرية المطلوبة في قدرها السليم، خاصة أن أداء أمين الكوميدي يتسم بتلقائية تخرج من شخصيات لها أبعاد وليست كوميديا هزلية. ولا يخفى أيضا على قراء السلسلة الشهيرة أنه رغم الصورة النمطية لرفعت إسماعيل التي رسمته كرجل مسن أصلع، نحيل كعصاة خشبية، إلا أن أغلب مغامراته جاءت في سن الأربعين من عمره، وهو ما يجعل الاختيار الأقرب للممثل في مثل سن المغامر رفعت إسماعيل يمكن أيضا تكبيره إن احتاج الأمر باستخدام المكياج، وبهذا يتمكن مشاهدو العمل، خصوصا قراء العراب، من معايشة الخيال بدلا من الاكتفاء بحكايته ك"فلاش باك" وهي متعة تحويل الروايات إلى دراما. ويأتي أحد أهم أسباب اختيار أحمد أمين، أن المسلسل يقدم على منصة ديجيتال، مستهدفة جمهورا هو نفسه من قدم أحمد أمين كممثل وكان من أسباب نجاحه، حيث يعد أمين من القلائل الذين نجحوا في الظهور التليفزيوني بناءً على شهرة السوشيال ميديا، مما جعلها خطوة منطقية من قبل "نتفليكس" والمخرج عمرو سلامة باختياره ليقوم ببطولة أول عمل لهذه المنصة الإلكترونية في مصر. أما عن السبب الخامس والأخير لاختيار أمين، أنه بالإضافة إلى كونه قارئا جيدا لأعمال الدكتور أحمد خالد توفيق، إلا أن عمله قبل عودته للتمثيل كرئيس للتحرير في مجلة باسم لعشر سنوات شكل بطاقة دخول لأعماق عالم الكاتب الراحل ورؤيته عن قرب، حيث كان توفيق أحد أعمدة تلك المجلة ككاتب قصص وكوميكس، مما أتاح له فرصة الاقتراب من المؤلف الراحل والتعلق به وبأعماله وملاحظة شخصيته التي تحمل كثيرا في عمقها من شخصية الدكتور رفعت إسماعيل.