يؤكد الكاتب والمفكر أمين الخولي (1895 - 1966) في كتابه "المجددون في الإسلام" على فكرة أن الله سبحانه وتعالى يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد الإسلام، وهو يستشهد على صحة هذه الفكرة بما كتبه كل من جلال الدين السيوطي والمراغي الجرجاوي، وغيره من العلماء الذين كتبوا حول هذه الفكرة، حيث كتب السيوطي كتابه الشهير في هذا الصدد والذي حمل عنوان "تحفة المهتدين في بيان أسماء المجددين" ، كما وضع السيوطي كتابا آخر يدور حول نفس الفكرة بعنوان " التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة". ويصف فكرة التجديد بأنها إحياء للسنة وإماتة للبدعة، ويذهب إلى أن وصف شخص ما بأنه مجدد يأتي بناء على ما يظهره من جهد في الدفاع عن أصول العقائد، وليس عن الفروع الفقهية ، كما يشير إلى أن المهتمين بفكرة التجديد اعتبروا أنه من الممكن أن يكون المجدد خليفة من الخلفاء مثل عمر ابن عبد العزيز الخليفة الأموي، والذي يعتبره من كتبوا حول هذه الفكرة بأنه المجدد الذي لا ينافسه أحد على رأس المائة سنة الأولى ، حيث وصف القدماء المجددين بأن ذلك الشخص الذي يعلم الناس دينهم، أو يبين لهم أمور هذا الدين، أو أنه يعلم الناس السنة النبوية الصحيحة، وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب والموضوع من الأحاديث والمختلق من الأحكام، كما أن المجدد يدافع عن السنن الدينية، ويعلم الناس الدين الخالص بدون بدع ولا أكاذيب. ووفقا للمهتمين بفكرة تجديد الدين على رأس كل مائة عام، فقد أشار المؤلف إلى أن هؤلاء المجددين اعتبر أن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز هو مجدد المائة سنة الأولى، وأن الخليفة هارون الرشيدي مع الأمام الشافعي هما مجددان المائة الثانية، وفي المائة سنة الثالثة كان المجدد هو الخليفة المقتدر بالله مع ابن سريج وغيره من العلماء، وفي المائة الرابعة الخليفة القادر بالله مع أبي حامد الأسفرايني، وفي المائة سنة الخامسة المستظهر بالله مع الغزالي. ويؤكد أن وجود المجدد، عند حالات الانحراف والاضطراب، هو سنة مقررة جاء ذكرها في السيرة النبوية الشريفة، وأصل ثابت قرره النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذا المنطلق فإن المؤلف يذهب إلى ضرورة أن يشتغل علماء الدين بالسياسة حتي يقوموا بواجب التجديد الاسلامي ، وبهذا الاتجاه يكون التجديد في الدين هو حركة اجتماعية وسياسية متواصلة باستمرار، فضلا عن اعتبارها سنة دينية وضرورة شرعية، لحماية المجتمع من محن الظلم والفساد، ودرء المفاسد قبل شيوعها، وفي نفس الوقت تجنب أن يصل لولاة الأمور ما يفسد حالهم مع الرعية. وفي محاولة من جانب الكاتب والمفكر أمين الخولي للإجابة على السؤال الشائك حول إلى أي مدى يمكن أن يتطور الدين تبعا لتطور المجتمع، يذهب إلى أن الدين له أحكام أساسية، وله أحكام تبعية، بالإضافة إلى الأحكام الفرعية، ويؤكد على أن الأحكام الأساسية تبقي ما بقى الزمان ولا تتغير أبدا، أما الأحكام الفرعية أو التبعية، فهذه تخضع لما يثبت في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وإن لم يوجد في الكتاب أو السنة نص فيها جاز الاجتهاد والأخذ بما يحقق مصالح المجتمع. ويؤكد أن الاجتهاد هو أساس الحياة الإسلامية، وأن الاجتهاد هو بمثابة الانطلاق مع الحياة والوفاء بجديد حاجاتها، ولذلك فقد اقتضت حكمة الخالق أن يظهر مجدد لدينه على رأس كل عام ليضع الناس في دائرة دينهم الصحيح، بما تقتضيه أصول الاجتهاد والتغيير في الحياة، ولكن بلا ابتداع وبلا انتقاص في أركان الدين أو أصوله. جدير بالاشارة أن كتاب "المجددون في الإسلام" للمفكر المصري أمين الخولي ، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في طبعة جديدة ، ويقع في نحو 196 صفحة من القطع المتوسط . يؤكد الكاتب والمفكر أمين الخولي (1895 - 1966) في كتابه "المجددون في الإسلام" على فكرة أن الله سبحانه وتعالى يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد الإسلام، وهو يستشهد على صحة هذه الفكرة بما كتبه كل من جلال الدين السيوطي والمراغي الجرجاوي، وغيره من العلماء الذين كتبوا حول هذه الفكرة، حيث كتب السيوطي كتابه الشهير في هذا الصدد والذي حمل عنوان "تحفة المهتدين في بيان أسماء المجددين" ، كما وضع السيوطي كتابا آخر يدور حول نفس الفكرة بعنوان " التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة". ويصف فكرة التجديد بأنها إحياء للسنة وإماتة للبدعة، ويذهب إلى أن وصف شخص ما بأنه مجدد يأتي بناء على ما يظهره من جهد في الدفاع عن أصول العقائد، وليس عن الفروع الفقهية ، كما يشير إلى أن المهتمين بفكرة التجديد اعتبروا أنه من الممكن أن يكون المجدد خليفة من الخلفاء مثل عمر ابن عبد العزيز الخليفة الأموي، والذي يعتبره من كتبوا حول هذه الفكرة بأنه المجدد الذي لا ينافسه أحد على رأس المائة سنة الأولى ، حيث وصف القدماء المجددين بأن ذلك الشخص الذي يعلم الناس دينهم، أو يبين لهم أمور هذا الدين، أو أنه يعلم الناس السنة النبوية الصحيحة، وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب والموضوع من الأحاديث والمختلق من الأحكام، كما أن المجدد يدافع عن السنن الدينية، ويعلم الناس الدين الخالص بدون بدع ولا أكاذيب. ووفقا للمهتمين بفكرة تجديد الدين على رأس كل مائة عام، فقد أشار المؤلف إلى أن هؤلاء المجددين اعتبر أن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز هو مجدد المائة سنة الأولى، وأن الخليفة هارون الرشيدي مع الأمام الشافعي هما مجددان المائة الثانية، وفي المائة سنة الثالثة كان المجدد هو الخليفة المقتدر بالله مع ابن سريج وغيره من العلماء، وفي المائة الرابعة الخليفة القادر بالله مع أبي حامد الأسفرايني، وفي المائة سنة الخامسة المستظهر بالله مع الغزالي. ويؤكد أن وجود المجدد، عند حالات الانحراف والاضطراب، هو سنة مقررة جاء ذكرها في السيرة النبوية الشريفة، وأصل ثابت قرره النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذا المنطلق فإن المؤلف يذهب إلى ضرورة أن يشتغل علماء الدين بالسياسة حتي يقوموا بواجب التجديد الاسلامي ، وبهذا الاتجاه يكون التجديد في الدين هو حركة اجتماعية وسياسية متواصلة باستمرار، فضلا عن اعتبارها سنة دينية وضرورة شرعية، لحماية المجتمع من محن الظلم والفساد، ودرء المفاسد قبل شيوعها، وفي نفس الوقت تجنب أن يصل لولاة الأمور ما يفسد حالهم مع الرعية. وفي محاولة من جانب الكاتب والمفكر أمين الخولي للإجابة على السؤال الشائك حول إلى أي مدى يمكن أن يتطور الدين تبعا لتطور المجتمع، يذهب إلى أن الدين له أحكام أساسية، وله أحكام تبعية، بالإضافة إلى الأحكام الفرعية، ويؤكد على أن الأحكام الأساسية تبقي ما بقى الزمان ولا تتغير أبدا، أما الأحكام الفرعية أو التبعية، فهذه تخضع لما يثبت في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وإن لم يوجد في الكتاب أو السنة نص فيها جاز الاجتهاد والأخذ بما يحقق مصالح المجتمع. ويؤكد أن الاجتهاد هو أساس الحياة الإسلامية، وأن الاجتهاد هو بمثابة الانطلاق مع الحياة والوفاء بجديد حاجاتها، ولذلك فقد اقتضت حكمة الخالق أن يظهر مجدد لدينه على رأس كل عام ليضع الناس في دائرة دينهم الصحيح، بما تقتضيه أصول الاجتهاد والتغيير في الحياة، ولكن بلا ابتداع وبلا انتقاص في أركان الدين أو أصوله. جدير بالاشارة أن كتاب "المجددون في الإسلام" للمفكر المصري أمين الخولي ، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في طبعة جديدة ، ويقع في نحو 196 صفحة من القطع المتوسط .