أنجز بالتازار القفص بسرعة مدهشة ثم علقه، بحكم العادة، على الإفريز. وعندما انتهى من تناول الغداء، كان الجميع يمدحونه فى كل مكان: «إنه أجمل قفص فى العالم». توافد الخلق لرؤيته، حتى اجتمع حشد صاخب قبالة البيت، فاضطر بالتازار إلى إنزال القفص البديع ثم (...)
استيقظ وقد تقدم النهار، وصخب المدينة يغزو هواء الغرفة من بابها الموارب. فى زخم القلق من الموت، فى خوفه التام، فى قطعة الطين -الصلصال الذى خُلق منه بالذات- قطعة الطين التى تحت لسان أخيه- كان عليه أن يفكر: لو لم تكن روحه فى حالة أخرى. لكن الشمس (...)
كالبغل، كمساعد مصارع الثيران، هكذا رأيته فى أول يوم أحد لنا. بحمالات سرواله المخيطة من القطيفة تتخللها خطوط غرزات كلفة ذهبية مُدككة، وخواتمه ذات الأحجار الملونة فى جميع أصابعه، وسلسلة شخاليل صغيرة. يقف منتصبًا فوق طاولة صغيرة فى مرفأ سانتا ماريا ديل (...)