تقتضى النداءات الدولية المتواصلة لاستعادة الأمن والاستقرار فى ربوع الشرق الأوسط ضرورة اضطلاع واشنطن وحلفائها الأوروبيين بمسئولياتهم الأخلاقية والإنسانية، من حيث إعادة بناء الدول المتضررة واستبقاء وحدتها وتماسكها. بدءًا من احتواء التوترات وخفض (...)
طيلة عقود خلت، دأبت كلٌّ من إسرائيل والولايات المتحدة على الاستثمار الاستراتيجى فيما اصطلح على تسميته «الفواعل العنيفة دون الدولة» فى منطقة الشرق الأوسط. وعلى وقع فاجعة «طوفان الأقصى»، يوم السابع من أكتوبر 2023، انبرى نتنياهو فى التبشير بما أسماه (...)
تُشكِّل نظرية «توازن القوى» إحدى مرتكزات المدرسة الواقعية الكلاسيكية فى دراسة العلاقات الدولية، وترتكز على أن تحقيق «توازن القوى» بين الدول والتحالفات، بحيث تبقى فى حالة تكاد تتعادل فيها قوتها العسكرية، على أساس القدرة المتبادلة على الإيذاء (...)
اعتقادًا منه فى مبدأ «السلام عبر القوة»، اعتبر الرئيس، ترامب، الضربات الإسرائيلية والأمريكية، التى استهدفت برنامج إيران النووى، تمهيدًا لما أسماه «وقت السلام»، الذى يفرض عليها «الاستسلام غير المشروط». وإبان مشاركته فى قمّة مجموعة الدول الصناعية (...)
فى مطلع يناير2020، تم اغتيال قائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليمانى، إثر غارة أمريكية، استهدفت موكبه قرب مطار بغداد. وبعدها بخمسة أيام، شن الحرس الثورى هجومًا انتقاميًا على قاعدتى عين الأسد، وأربيل، الأمريكيتين غربى بغداد، باثنى عشرة صاروخا أرض - (...)
منذ انزلاق البشر إلى أتونها قبل آلاف السنين، غدت الحروب أسرع السبل الكفيلة بتغيير القيادات وإسقاط الزعامات. ورغم الضربات الإسرائيلية الموجعة، التى تفت فى عضده، وتزلزل شرعيته؛ يجنح، نتنياهو، للعدول عن مأرب يتملكه منذ العام2003 لإسقاط النظام الإيرانى؛ (...)
رغم الهجمات الإسرائيلية، المدعومة أمريكيًا، ضد إيران، لا تزال إشكالية تخصيب اليورانيوم داخلها؛ تعرقل مفاوضاتها النووية مع واشنطن، تنذر بتصعيد مواجهتها مع إسرائيل وأمريكا، كما تعيق التوصل إلى اتفاق يكفل رفع العقوبات الغربية، التى تثقل كاهل (...)
رغم التحفظ الأمريكى، تفتأ تقارير إسرائيلية وغربية تؤكد اعتزام، نتنياهو، توجيه ضربة عسكرية، منفردة، ضد المنشآت النووية الإيرانية. فيما تنتهج إدارة ترامب مسارا تفاوضيا يوشك أن يُنتج اتفاقا نوويا جديدا وناجزا مع طهران.
لما كان نتنياهو يعتبر امتلاك (...)
دأبت الأدبيات السياسية العربية، على تداول مصطلح «النكسة»، للإشارة إلى الهزيمة المروعة، التى منيت بها الجيوش العربية أمام جيش دولة الاحتلال الإسرائيلى فى حرب يونيو من عام 1967. تلكم، التى تفنن العدو فى تحويلها من مجرد هزيمة عسكرية، تجرعت مرارات (...)
ضمن مقاربة، لا تعوزها الحصافة الجيوسياسية، أولت إسرائيل أهمية قصوى للطاقة فى استراتيجيتها الرامية إلى هندسة شرق أوسط جديد، فبموازاة محاولتها توظيف «دبلوماسية الطاقة» لتزويد سوريا ودول أخرى بالكهرباء والغاز، كشفت عن مخططها الملعون لابتزاز مصر، غازيا، (...)
بجريرة إقليم كشمير، المتنازع عليه بينهما، منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، خاضت الهند وباكستان ثلاث حروب شاملة، كما شهدتا عشرات المواجهات العسكرية المحدودة، كما انضمتا إلى النادى النووى، بامتلاكهما معا قرابة 350 رأسا نوويا، معززة بمنظومات (...)
وسط مخططاتها الشائكة لبلوغ مآربها التوسعية الإقليمية، تولى إسرائيل اهتماما متزايدا لسياسات الهوية، من خلال التدبير الشيطانى لتفكيك الدولة الوطنية العربية، ففى سوريا، تأبى إلا التوظيف السياسى لحوالى 700 ألف درزى، يمثلون 3% من سكانها، ويتمركزون فى (...)
اكتست الحرب الروسية-الأوكرانية سمتا كونيا، بعدما انخرطت فيها أطراف دولية شتى. فبينما اصطفت واشنطن ودول الحلف الأطلسى خلف أوكرانيا؛ لم تدخر الصين، إيران وكوريا الشمالية، وسعا فى مد يد العون لروسيا.
على مستويات متنوعة، جاءت مشاركة بيونج يانج فى ذلك (...)
للمرة الأولى منذ ولوج ترامب المكتب البيضاوى عام 2017، تخوض طهران وواشنطن منذ الثانى عشر من الشهر الجارى مفاوضات اعتبرها وزير الخارجية الإيرانى «جيدة ومتطلعة إلى المستقبل». ومع اقتراب جولة ثالثة تسبقها مباحثات فنية، ينشد الجميع إدراك اتفاق نووى جديد، (...)
فى تطور درامى صادم، يتزامن مع احتدام الحرب التجارية بين واشنطن وبكين؛ أعلن الرئيس الأوكرانى، زيلينسكى، قبل بضعة أيام، أسر جيش بلاده مواطنَين صينيين يقاتلان ضمن صفوف القوات الروسية فى منطقة دونيتسك، شرقى بلاده. وبعدما أكد حيازته الوثائق الشخصية (...)
بينما كانت الحرب الكونية الثانية توشك أن تضع أوزارها، احتضنت مدينة يالطا، بجزيرة القرم، فى فبراير 1945، قمة ثلاثية جمعت: الرئيس الأمريكى، فرانكلين روزفلت، رئيس الوزراء البريطانى، تشرشل، والزعيم السوفييتى، ستالين. فبعدما لاحت إرهاصات انتصارهم، على (...)
لطالما شكل الخلل ما بين امتلاك الدولة موارد طبيعية حيوية أو امتيازات جيوسياسية فريدة؛ وحيازتها قدرة على حمايتها وبلوغ الاستفادة العظمى منها، بإمكانات وطنية مستقلة؛ معضلة استراتيجية لدول شتى.
ملتمسًا الحصول على ضمانات أمنية أمريكية لبلاده، تضمن إحلال (...)
مع انقضاء أجله، ثم ولوجه الدار الآخرة؛ يتكرر، فى مواطن خمسة، إلحاح الإنسان على خالقه، جل وعلا، فى طلب الرجعة إلى الحياة الدنيا. فلا يتوانى عن التماس ما يوفقه إليه من عبادات، ابتغاء عفوه ورضوانه.
يتراءى أول تلك المواضع عند الاحتضار، حينما يباغته ملك (...)
وفقًا لترتيب المصحف الشريف، تحمل السورة رقم ثمانية وخمسين، اسم «المجادلة»، بكسر الدال أو فتحه. وسميت كذلك، لأنها افتُتحت بقضية مجادلة امرأة، أوس بن الصامت، لدى النبى، صلى الله عليه وسلم؛ فى شأن مظاهرة زوجها لها بالقول: «أنت علىّ كظهر أمى»؛ ومحاورتها (...)
حملنى افتقاد المسلسلات التاريخية، بالتزامن مع تواضع المستوى الفنى، وتفشى "دراما البلطجة والعشوائيات" طيلة العقود الثلاثة المنقضية؛ على الزهد فى متابعة الدراما التليفزيونية الرمضانية. فلم يكن يستهوينى منها سوى بعض الأعمال الاستثنائية ذات الطابع (...)
يختتم، ربنا، تبارك وتعالى، الآية الرابعة والثمانين من سورة «طه»، على لسان نبيه وكليمه موسى، عليه السلام، بقوله تعالى: «وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ».
فحرصًا منه على تلبية نداء بارئه، كان النبى الكليم يقود قومه، فى رهط من سبعين رجلًا، اختارهم (...)
إلى طيف المتشابهات بين أزمتى كوبا 1962، وأوكرانيا 2025، يدلف استئثار واشنطن وموسكو بمفاوضات إنهاء الحرب المستعرة بين موسكو وكييف، من دون إشراك أوكرانيا والناتو. فيما يبدو وكأنه ديدن القوى العظمى فى التعاطى مع الأزمات المركبة، التى تضعها على شفا (...)
شكلت القوة المادية الصلبة، بشقيها الهجومى والدفاعى، أحد أهم المفاهيم التى ارتكز عليها الفكر الواقعى الكلاسيكى فى حقل العلاقات الدولية، بزعامة، هانز مور جانثاو؛ ثم مدرسة الواقعية الجديدة، بقيادة، كينيث والتز. ومع أفول الحرب الباردة، اعترت مفهوم القوة (...)
رغم صدور مذكرة اعتقال بحقه هو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، من لدن المحكمة الجنائية الدولية فى 21 نوفمبر الماضى. بجريرة ارتكابهما جرائم حرب إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية، بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة، خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح، معظمهم من (...)
بموازاة تجنب الحديث عن حل الدولتين؛ يأبى ترامب إلا تبنى المخطط الإسرائيلى، القديم الجديد، لتهجير الفلسطينيين، قسرًا أو طوعًا، خارج الضفة وغزة. الأمر الذى ينذر بنكبة جديدة تخلف ما يفوق مليون ونصف المليون لاجئ فلسطينى، أى ضعف ضحايا النكبة الأولى عام (...)