تقترب دقات ساعة الإنتظار لمهرجان الأوسكار ليعلن عن أسماء الفائزين بجوائزه لعام 2013 عن الأعمال التي أُنتجت لعام 2012 وسط تكهنات و توقعات بين أفلام مختلفة و نجوم بارزة بين الرجال و النساء و تلك الجائزة تمنح للأفلام الأمريكية و لها جزء مخصص للأفلام الأجنبية و كل من يحمل هذا التمثال يدخل باب الأمجاد و الخلود في تاريخ السينما العالمية و وسط حالات الترقب و كتم الأنفاس و التي تظل متواجدة إلى أن يعلن اسم الفائز لنرى لحظات الفرح و الدموع و الحزن و السعادة و التمني المتأرجح بيت وقوع الحدث و إخفاق وقوعه. (سيدني بواتيه يفوز بالأوسكار 1964) من ضمن النجوم الذين لهثوا فنًا و تمثيلاً و مجهودًا من أجل الوصول لتلك اللحظة هم النجوم السود من طائفة الأفرو أمريكان و الذين عانوا من أيدي العنصرية التي طالتهم أيضًا كما طالتهم في مجالات مختلفة و كان السود في السينما الأمريكية مفصل عليهم دور خادم أو خادمة المنزل و دور العبيد أو مزارعي الحقل كما كان في المجتمع الأمريكي وقت تفشي العنصرية لقرون مديدة و كان لفناني الأفرو أمريكان دورًا في الكفاح ضد العنصرية بلغة الفن و التمثيل العالي إلى أن جاءت اللحظة لتعلن عن كسر جزءًا من قيود العنصرية و التي أتت عن طريق السينما من خلال مهرجان الأوسكار عام 1940 بإعلان الأكاديمية فوز الممثلة الزنجية القديرة التي إشتهرت بدور الخادمة في السينما الأمريكية (هاتي ماكدانيل) عن دورها في فيلم (ذهب مع الريح) لتقتنصها من النجمة الجميلة البيضاء ذات الأداء الرفيع (أوليفيا دي هافيلاند) لجائزة أحسن ممثلة مساعدة و كانت النجمة الجميلة في نفس الفيلم و عند إستلام النجمة السمراء للجائزة قالت (أشكر الأكاديمية بمنحي تلك الجائزة التي أرى أنها خطوة جدية نحو المساواة دون النظر للون الإنسان) و بعدها أجهشت في البكاء وسط تصفيق حاد و مثير به المشاطرة الإنسانية لتلك اللحظة الخالدة. (هالي بيري أول أفرو أمريكية تفوز بالأوسكار 2002) بعد هذه اللحظة التي حدثت من خلال رائعة مارجريت ميتشيل (ذهب مع الريح) لم تتكرر تلك اللحظة مدة طويلة إلى أن جاء عام 1958 ليرشح النجم الأسمر الكبير (سيدني بواتيه) لجائزة أحسن ممثل و كان سيدني بوايته له الفضل في أن كسر قاعدة وضع النجوم السود في أدوار بسيطة ليجعل الزنجي في دور الطبيب و المحقق و الكاتب و الصحفي و المناضل و يظل بواتيه جاهدًا للوصول للقمة إلى أن جاء عام 1964 لتعلن الأكاديمية من خلال الممثلة الجميلة (شيرلي ماكلين) عن فوز النجم الأسمر الذي نافس نجومًا بيض إتسموا بالوسامة و الجاذبية و تأتي اللحظة التي تنطق فيها (شيرلي ماكلين) بفوز (سيدني بواتيه) بجائزة أحسن ممثل دور أول عن فيلم (لي لي الحقل) ليكون أول نجم أفرو أمريكي يفوز بتلك الجائزة و التي أتت عقب صيحة (مارتن لوثر كنج) الشهيرة لدي حلمًا ليتم تحقيق المرحلة الأولية من الحلم سينمائيًا. (جيمي فوكس يفوز بالأوسكار 2005 كأحسن ممثل عن دور راي شارلز) بعد تلك اللحظة ظلت العنصرية تحكم بفكها على صعود نجمًا أسودًا لمنصة التتويج بأوسكار العالمية إلى أن جاء عام 1983 ليتم إنجاز أول ممثل زنجي يحصل على جائزة أحسن ممثل مساعد و هو (لويس جوست) الذي لعب دور أنور السادات في فيلم تليفزيوني عام 1983 و فاز بها جوست عن دوره في فيلم (المدير و النبيل) و ينضم لسجل بواتيه و ماكدانيل و يحقق حلم كنج سينمائيًا و تتقلص لحظات التوويج بالإنتظار طويلاً لتمر أعوامًا ست على إنجاز جوست في عام 1990 ليفوز النجم (دانيزل واشنطون) بجائزة الأوسكار أحسن ممثل مساعد عن دوره بفيلم (تألق) ليؤكد جدارة الأفروأمريكان بتلك الجائزة التي تعد تأشيرة دخول عالم النجومية. (سيدني بواتيه يفوز بجائزة الأوسكار التكريمية 2002 عن مجمل أعماله) في عام 1997 يفوز النجم الأسمر (كوبا جودينج) بجائزة الأوسكار أحسن ممثل مساعد عن فيلم (جيري ماجير) ليكون ثالث أفرو أمريكي ينال تلك الجائزة. (مو نيوكيه تفوز بالأوسكار أحسن ممثلة مساعدة 2010) يأتي عام 2002 ليحمل في جعبته هدايا القدر السخية لكل من يجتهد في تلك الدنيا حيث فاز (دانيزل واشنطون) بشرف أن يكون المذيع الداخلي لحفل الأوسكار ليعلن عن أسماء الفائزين و عند تلك اللحظة أتى القدر بمكافأة مزدوجة له بأن فاز في نفس اليوم بجائزة أحسن ممثل دور أول عن فيلم (يوم التدريب) ليشرك معه في هذه اللحظة كنوع من الوفاء بالأساتذة (سيدني بواتيه) حينما ناداه أن يقتسم معه تلك اللحظة التاريخية و أهداه جائزة أوسكار التكريمية عن مجمل أعمال بواتيه لتكون الفرحة أوسكرية أفرو أمريكية و يقول واشنطون عند تسلمه الجائزة (إن الله عظيم و كريم) و كانت تلك الجائزة نوعًا من التعويض عن عدم فوزه بجائزة الأوسكار أحسن ممثل عام 1993 عن دوره المميز في فيلم (مالكولم إكس). (مورجان فريمان 2005) في عام 2005 يفوز النجم المخضرم الكبير (مورجان فريمان) عن دوره بفيلم (مليون دولار يا حبيبي) ليكون رابع نجم زنجي يفوز بتلك الجائزة. (فورست وايتكير 2007 يفوز بالأوسكار) في عام 2005 أيضًا تأتي الفرحة مزدوجة كما حدث عام 2002 بفوز النجم الكبير (جيمي فوكس) بجائزة أحسن ممثل عن دوره المميز بفيلم (راي) عن الموسيقار الكبير (راي شارلز) ليدخل فوكس أبواب المجد بموهبة جبارة و مميزة و في عام 2007 يأتي النجم (فورست وايتتاكر) ليفوز بجائزة أحسن ممثل عن فيلم (أخر ملوك إسكتلندا) عن دور الرئيس الأوغندي (عديدي أمين). (بكاء تاريخي لهالي بيري) في عام 1991 كان الحظ مرافقًا للنجمات السوداء بفوز (ووبي جولدبرج) عن دورها المميز في فيلم (الشبح) و تتأخر اللحظة النسائية للفوز بالأوسكار أحسن ممثلة مساعدة ليأتي عام 2007 يكسر طول الإنتظار بفوز (جينفر هادسون) عن دورها في فيلم (فتيات الأحلام) و تتوالى الأعوام دون حدوث لحظة فوز نجمة سمراء بجائزة أحسن ممثلة و التي ترشح لها نجمات عديدات من الزنوج أعوام 1954 و 1972 و 1974 و 1985 و 1993 إلى أن جاء عام 2001 ليعلن عن فوز أول أفروأمريكية بجائزة أحسن ممثلة و هي النجمة السمراء و أول زنجية لعبت أدوار الإغراء (هالي بيري) عن دورها في فيلم (كرة الشبح) و عند إستلامها الجائزة أجهشت في البكاء لتحقيقها المستحيل. في عام 2010 تأتي النجمة (مو نيوكيه) لتفوز بجائزة أحسن ممثلة مساعدة و هي نجمة بدينة سمراء خفيفة الظل تحرز هدفًا عن دورها بفيلم (العزيز) و في عام 2012 تفوز النجمة (أوكتافيا سبنسر) عن دورها بفيلم (المساعدة) لتكون حتى هذه اللحظة أخر من أحرزوا من الأفرو أمريكان لحظات المجد السينمائي في مهرجان الأوسكار.