هي الثورة المجيدة التي تحاكي عنها العالم أجمع هي الثورة التي لا حلمنا يوما أن نصنع مثيلها هي والله ثورة ربانية كما أطلق عليها البعض. لم نكن نشعر بها على الإطلاق في خلال ثمانية عشر يوما من أحلام السعادة والشعور باستعادة الابتسام والأمل والإنسانية والحرية والوطن.ولن ننسي الشهداء الذين سالت دمائهم الذكية فى ميادين الحرية بكل أنحاء مصر ليكتبوا النهاية لنظام حاد عن الطريق ونسي فضل شعبه عليه وتغافل عن مصالحه.... إنهم من كتب أعظم سطور ثورة 25 يناير المجيدة. استسلم الشعب الطاهر البريء، وسلم مقاليد الإدارة والحكم للمجلس العسكري، الذي قاد البلاد منفردا في مرحلة إنتقالية غاية في الصعوبة سعي فيها جاهدا في قمع الثورة، بل وقام بالدور الأعظم من خلال الشرطة العسكرية والمدنية بقتل الثوار وفقأ أعينهم وسحل البنات وكشف عذريتهم وغير ذلك من جرائم لن ينساها التاريخ للمجلس العسكري انذاك. فلن ننسي لكم أحداث محمد محمود و ماسبيرو و مجلس الوزراء و العباسية ثم بعد ذلك كوفئ المجلس العسكري بالخروج الآمن الغانم تحت رعاية أمريكية . وبفضل شهداء محمد محمود والدماء التي سالت هناك تم تحديد موعد لإجراء إنتخابات الرئاسة وتمت إنتخابات الرئاسة وجاء الرئيس مرسي بعد مسلسل الحيرة التي عايشناها جميعا في المرحلة الثانية من إنتخابات الرئاسة وقد كان لكثير من الناس كلا الخيارين مر إما الدكتور مرسي أو الفريق شفيق. كل صوت نزل وإنتخب الدكتور مرسي أسقط في المقابل الفريق شفيق.لقد توسمنا جميعا في الدكتور مرسي أن يحفظ عهده مع الثورة لثلاثة كلمات عيش... حرية....عدالة إجتماعية..ولكننا فوجئنا بالتراجع الشديد في مواقف الدكتور مرسي ولقد أصابت تلك المواقف الشعب المصري بأكمله بحالة من الغضب والتشاؤم تخيم على كثير من المصريين، وكأنها حالة من اللعنة التي أصابتنا بعد أن قام الشعب المصري بالثورة، في كل يوم نستيقظ فيه علي كارثة ندعوا الله فيها ونتدرع إليه أن تكون هذه أخر الكوارث التي تلم بنا وبمصرنا الغالية. ففي فبراير 2012 مجزرة إستاد بورسعيد راح ضحيتها 74 شابا لا يعلم أحد حتي الان بأي ذنب قتل هولاء, ومن بعدها كارثة شهداء الواجب برفح في أغسطس 2012 والتي راح ضحيتها16 جندي مصري أثناء تناولهم وجبة الإفطار في شهر رمضان.ويأبي عام 2012 أن ينتهي دون أحزان جديدة للمصريين ففي شهر نوفمبر إستيقظنا جميعا علي فاجعة حادثة قطار أسيوط التي راح ضحيتها 51 طفلا.ومن بعدها نستقبل العام الجديد بحادث قطار البدرشين وكأنها اللعنة تلاحقنا في كل مكان وزمان.ما تمنينا يوما أن نحصد كل هذه الحوادث مابعد ثورة يناير ولكنه الإهمال والفساد الذي ورثناه من النظام القديم ولازلنا نعيشه في ظل حكم ما بعد الثورة. تمنينا أن نعيش في وطن نتنفس فيه نسيم الحرية لا أن تكمم فيه الأفواه لا أن يحاكم المدني أمام القضاء العسكري طالبنا مرارا وتكرارا بتطهير وزارة الداخلية وتطهير جميع الأجهزة الإدارية والمالية طالبنا بالقصاص لدماء الشهداء طالبنا بعدالة إجتماعية تراعي عموم المصريين حتي الان لم نشعر بالتغيير مابين نظام مبارك ونظام الإخوان فكلا النظامين أسس أركانه بالإعتماد علي أهل الثقة والمصلحة لا أهل الكفاءة وهذا ما اودي ببلادنا بالنزول في نفق مظلم لا يعلم كيفية الخروج منه الإ الله وفى النهاية يجب أن نذكر أنفسنا بواجبنا نحو الشهيد وأن نتمسك بحلمه البسيط، والنبيل، والمشروع والممكن. حلم مصر قوية حلم سيبقي لنا يجب أن نعيش له ونعيش فيه. نعيش في دولة متقدمة يعيش فيها شعبها بكرامة وعزة نذكر أنفسنا في كل يوم أننا لا بد أن تستمر ثورتنا حتي تتحقق لنا مطالبنا.