يؤكد المختصون النفسيون و الاجتماعيون بان الإلمام بمعارف الكومبيوتر والانترنت هو أمر مهم بنفس القدر من الأهمية لمعرفة أحرف الكتابة أو تعلم قواعد الضرب والتقسيم والطرح والجمع ولذلك ليس هنالك من معنى لقول كلمة " لا " بوجه هذه الإنجازات المعاصرة. وأمام الحقيقة التي تقول بان أجهزة الكومبيوتر وشبكة الانترنت سترافق حياة الأطفال على الدوام هذا إذا لم يتم اكتشاف أشياء أخرى أكثر مقدرة وإبداعا فان من واجب الأهل أن ينظموا عملية تعامل أطفالهم مع هذه الإنجازات المعاصرة ولاسيما أثناء دخول الطفل إلى المدرسة الابتدائية . وتؤكد الطبيبة النفسية التشيكية انا باخوفا بان ما كنا لا نستطيع حتى الحلم به أصبح خبزا يوميا الآن بالنسبة لأطفالنا وأننا كأهل وككبار ندرك الآن بان أجهزة الكومبيوتر وشبكة الانترنت تساعدنا في هذه الحياة في العديد من النواحي أما حين التطرق إلى ذلك بالصلة مع وضع أطفالنا فان نظرتنا تصبح مختلفة. وتضيف من المؤكد أننا لا نستطيع الموافقة على تواجد الأطفال يوميا أمام شاشة الكومبيوتر كل أوقات فراغهم غير أن الأهل يمتلكون الكثير من الإمكانيات ولاسيما مع الأطفال الصغار لتغيير الوضع. المختصة التشيكية تنصح بإتباع الخطوات التالية في حال الشعور بالعائلة بوجود مشكلة بين الأهل وبين الأطفال اسمها " الكومبيوتر " . 1 قللوا من الادانات والتوبيخ وأكثروا من التواصل يخطر ببال الكثير من الأهل الصراخ فورا عندما يرون أولادهم يمضون ساعات طويلة أمام أجهزة الكومبيوتر كما يترافق الصراخ عادة بالغضب والحظر الأمر الذي يعتبر حسب الطبيبة النفسية التشيكية طبيعيا غير أن ذلك لا يساعد كثيرا وترى انه بدلا من ذلك يتوجب على الأهل التواصل أكثر مع أطفالهم ناصحة إياهم بان يحاولوا التحدث معهم بشكل أكثر والاهتمام أكثر بالعالم الافتراضي لهم والسعي بشكل دائم لتفهمهم والإنصات لهم . وتعترف بان ذلك هو أكثر صعوبة من التوبيخ والإدانة غير أن ذلك يجعل الأهل يدركون مثلا بان الطفل يهرب إلى العالم الافتراضي بسبب وجود إشكالات لديه في المدرسة أو بسبب الجو الخانق في المنزل أو بسبب شعوره الذاتي بأنه اقل أهميه من غيره في العائلة . 2 اتفقوا على القواعد والتزموا بها من المؤكد أن الكثير من الأهل يعرفون الواقع الذي يسود أمام شاشة الكومبيوتر فالكثير منهم يقولون لأنفسهم سأتطلع إلى بريدي الشخصي وينتهي الأمر به بإمضاء ساعتين وهو يتصفح مختلف الصفحات والمواقع مما يعني بان مراقبة الوقت أثناء تصفح الانترنت ليس سهلا للكبير فكيف الأمر بالنسبة للأطفال ولاسيما حين يلعبون لعبة مسلية لهم ؟. الطبيبة النفسية التشيكية تنصح في هذا المجال بان يتم العمل على هيكلة الوقت للأطفال بحيث يتم تخصيص وقت محدد للكومبيوتر ووقت آخر لحل الواجبات المدرسية ووقت آخر للرياضة أما عبارة " أغلق الكومبيوتر وقم بحل واجباتك المدرسية " فليس مفيدا كثيرا . وتؤكد الطبيبة انه استنادا إلى تجربتها التعليمية والعملية مع الأطفال فقد أثبتت استراتيجية العقود فائدتها ولذلك تنصح الأهل بان يعقدوا اتفاقات مع أطفالهم يجري فيها تحديد قواعد العمل وواجبات وحقوق كل طرف مشددة على ضرورة أخذ هذا الاتفاق وقواعده على محمل الجد ومعاقبة الطرف الذي يخرق القواعد وفق ما هو وارد في الاتفاقية 3 قدموا خيارات أخرى تدعو الطبيبة التشيكية الأهل إلى التفكير في الخيارات التي يمكن لهم أن يعرضوها على الأطفال كي يشجعونهم على القيام بنشاطات أخرى مفيدة لهم وعدم إمضاء ساعات طويلة أمام شاشات الكومبيوتر. وتضيف بان التعليم والتحضير للمدرسة هو من الأمور الطبيعية التي يتوجب على الأطفال القيام بها غير أن ذلك لا يأخذ وقتهم كله وبالتالي فمن المطلوب التفكير في أشياء أخرى مفيدة وعملية ومسلية لهم . وتشدد على انه كلما تم البدء بذلك مبكرا كان الأمر أفضل من حيث الإنجاز والنتيجة مؤكدة أن إمضاء وقت قصير مع الأطفال لكن بنوعية جيدة هو توظيف جيد للمستقبل لأنه تم التأكد عبر أبحاث مختلفة أن الأطفال الذين يملون قليلا هم وأقل إدمانا على الكمبيوتر . 4 العبوا معهم أيضا تتصف ألعاب الكومبيوتر بمقدرتها الكبيرة على اجتذاب الأطفال إليها وبالتالي صعوبة الإفلات منها والاتجاه نحو ممارسة نشاطات أخرى ولذلك فان إبعاد الطفل عن عالمه الافتراضي من دون عرض البديل له يمكن له أن يلحق أذى وأضرارا أكثر من الفائدة المرجوة من ذلك. وترى بان الخيار المناسب للطفل في هذا المجال هو إشراكه في الألعاب الاجتماعية الأخرى التي يتم لعبها في العائلة كون هذه الألعاب تكشف ميول الأطفال وطريقة تفكيرهم كما أن خصومهم في هذه اللعاب يكونون أناس طبيعيين وليسوا افتراضيين كما في ألعاب الكومبيوتر. وتتطلب بعض هذه الألعاب ممارسة الحركة الأمر الذي تجعل الطفل اقرب إلى النشاط الرياضي مع ممارسته التسلية . وتؤكد الطبيبة التشيكية بان التكنولوجيا الحديثة لا يتوجب أن تكون شرا بالنسبة للطفل وانه من الضروري الإدراك بان الإنجازات التقنية الحديثة ليست سيئة من جراء نفسها وإنما يتوقف الأمر على طريقة استخدامها من قبل الإنسان البالغ وعلى الجهود التي يبذلها لتكون مفيدة للأطفال أيضا