تراجع الرئيس اليمنى على عبد الله صالح عن فكرة سفره إلى الولاياتالمتحدة للعلاج، بحسب تصريحات قيادى فى حزب المؤتمر الشعبى العام (الحزب الحاكم) لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. ويرجع قرار على صالح بإلغاء سفره للعلاج والبقاء فى اليمن لزعمة اتساع رقعة الاحتجاجات المناهضة لنظامه فى مؤسسات مدنية ووحدات عسكرية مهمة على رأسها الحرس الجمهورى نقلا عن تقرير لقناة "العربية". كما ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية، أن الرئاسة اليمنية أكدت أن الرئيس صالح وأسرته باقون فى البلاد ولن يغادروا إلى أى جهة كانت، ونفت مصادر رئاسية نية صالح مغادرة البلاد بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة المتوقعة فى 21 فبراير المقبل، واعتبرت أن ما تردد حول هذا الأمر أقاويل لا أساس لها من الصحة. من جهته، اتهم القائد العسكرى اليمنى المنشق على محسن الأحمر الرئيس على عبدالله صالح بالسعى للانقلاب على اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة، وذلك فيما يتصاعد التوتر فى البلاد مع تعثر سفر صالح إلى الولاياتالمتحدة للعلاج. وأكد بيان صادر عن قيادة أنصار الثورة والجيش اليمنى الحر، وعلى رأسها على محسن الأحمر، أن لدى الرئيس اليمنى "نوايا مبيته غايتها الانقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية". وأخذ البيان دليلا على ذلك "التعزيزات العسكرية المتواصلة لقواته (صالح) والتجنيد غير القانونى للآلاف فى الحرس الجمهورى والأمن المركزى ومسلسل الاغتيالات التى يقوم بها الأمن القومى لمنتسبى الأمن السياسى ومحاولات صالح فرز أبناء القوات المسلحة بطريقة مناطقية فجة ومستهجنة". كما أشار الأحمر إلى "إصدار (صالح التوجيهات) لنجله ولأخيه غير الشقيق على صالح الأحمر بتوزيع كميات مهولة من الأسلحة على بلطجيته، واعتداءات قواته المستمرة على المسيرات السلمية لأبناء شعبنا ومواصلة استيراده للأسلحة". وكانت واشنطن قد أكدت أنها لم تتخذ قرارًا بشأن منح صالح تأشيرة، مع العلم أن المعارضة اليمنية كانت تعول كثيرًا على خروج صالح من البلاد لتسهيل تطبيق اتفاق نقل السلطة وتهدئة مخاوف الشباب المحتجين المستمرين بالتظاهر للمطالبة بمحاكمة صالح و"إسقاط رموز النظام". من ناحية أخرى، هدد حزب المؤتمر الشعبى العام الذى يرأسه الرئيس اليمنى بعدم دخول الانتخابات الرئاسية المبكرة التى دعت إليها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إذا لم يتم تنفيذ كامل بنود المبادرة "بحذافيرها". وقال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر ورئيس كتلته البرلمانية سلطان البركانى، إن المضى للانتخابات الرئاسية مرتبط بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها بحذافيرهما، مؤكداً بأنه لا يمكن إجراء انتخابات فى ظل استفزازات وخروقات من قبل أحزاب اللقاء المشترك. وأشار البركانى إلى وجود أفكار بهذا الموضوع بالتشاور مع الشركاء الدوليين. فى غضون ذلك دعا نائب الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى حكومة الوفاق الوطنى إلى نبذ الانتماء الحزبى قائلا: "هذا مرفوض نهائيًا وأنتم قد أديتم القسم الدستورى باسم الشعب اليمنى كله". وشدد نائب الرئيس اليمنى، على أن الجميع مسئول عن تجنيب اليمن ويلات المحن والصراعات والحروب.. مؤكدًا أن المجتمع الدولى قد أعطى اليمن فرصة كبيرة وعظيمة لم تعط لأحد مثلما أعطيت لليمن لأسباب أساسية استراتيجية على المستوى الإقليمى والدولى وذلك نابع من استشعار المجتمع الدولى أن أى حرب أهلية فى اليمن أو تخلخل لبنية اليمن ستترك أثرًا بالغًا على مستوى المنطقة والعالم، مضيفًا: "ولتلك الأسباب فحكومتكم مدعومة شعبيا وإقليميا ودوليا وهو ما لم تحزه حكومة من قبل".