أعاد حراس أمن مضربون إغلاق أكبر مرفأين لتصدير النفط في ليبيا، الاثنين، بعد ساعات من استئناف عملياتهما عقب توقف دام أسبوعين، فيما جرى إغلاق المزيد من حقول النفط في موجة من الاحتجاجات تدفع أسعار النفط العالمية إلى الصعود. وتسبب إغلاق الموانئ والحقول على يد مجموعة من الموظفين المضربين والعاطلين الذين يطالبون بفرص عمل في أسوأ تعطيل يشهده قطاع النفط الليبي منذ الحرب الأهلية في عام 2011. وقال مصدر من شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) الليبية التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط إن إنتاجها انخفض إلى أقل من 60 ألف برميل يوميا بسبب الإضرابات مقارنة مع 375 ألف برميل يوميا قبل الاحتجاجات. وذكرت مصادر تجارية وملاحية أن عمليات التصدير توقفت من جديد في مينائي السدرة وراس لانوف - اللذين تبلغ طاقتهما التصديرية معا 600 ألف برميل يوميا - بسبب الإضرابات التي نظمها الحراس المسلحون المكلفون بحمايتهما. وقال محمد الحطاب رئيس الاتحاد العام لعمال قطاع النفط والموظف بشركة الواحة إن حراس الأمن أوقفوا عمليات التصدير من ميناء السدرة. وأضاف أن هناك مناقشات تجرى الآن معبرا عن أمله في استئناف العمليات اليوم أو غدا. وذكرت مصادر تجارية أن حقل الفيل الذي يبلغ إنتاجه 130 ألف برميل يوميا استأنف الإنتاج بعد إغلاقه في نهاية مايو مما يعكس التطورات السريعة للاحتجاجات العمالية والاجتماعية التي تعصف بالاقتصاد الليبي. وتأتي الاضطرابات التي تشهدها أجوكو بعد توقف الإنتاج في الحقول المنتجة لخامات السدرة وآمنة وسرتيكا التي أغلقت الأسبوع الماضي بسبب الوصول إلى الحد الأقصى للتخزين. وأغلق حقلا السرير والنافورة التابعان للشركة بينما ينتج حقل أمسلة والحمادة نحو 50 ألف برميل يوميا وعشرة آلاف برميل يوميا حتى الآن. وقال بيان لشركة أجوكو إنه في حال استمرار الوضع القائم فإنها قد تضطر إلى وقف الإنتاج بالكامل في حقل مسلة عند الوصول إلى الطاقة القصوى للتخزين. وقال مصدر من الشركة إنه تم أيضا إغلاق ميناء مرسى الحريقة الذي يصدر خام السرير ويغذي مصفاة النفط في راس لانوف. وذكرت مصادر تجارية أن ميناء الزويتينة ما زال مغلقا بينما لاتزال العمليات مستمرة في ميناء الزاوية في غرب البلاد وحقل الشرارة الرئيسي. وكانت الشركات المشغلة للموانئ المغلقة تأمل في أن تقود المفاوضات إلى استئناف عملياتها بعد عطلة عيد الفطر واستؤنفت العمليات في ميناء السدرة الأحد. غير أن استئناف العمليات لم يدم طويلا في الميناء الذي تديره شركة الواحة للنفط وهي مشروع مشترك بين ماراثون وهيس وكونوكو فيليبس والمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا. وتدير ميناء راس لانوف شركة الهروج للعمليات النفطية وهي مشروع مشترك بين صنكور الكندية والمؤسسة الوطنية للنفط الليبية.