أكد الرئيس التركى عبد الله جول، أهمية الزيارة الرسمية التى سيقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى تركيا اليوم، فى تنمية وتقوية العلاقات المشتركة بين البلدين، وتأتى فى مرحلة تشهد فيها العلاقات المشتركة بين البلدين تصاعداً مستمراً، وفى وقت نشعر فيه جميعاً بالحاجة إلى تقوية العلاقات، سواء مع الكويت أو مع جميع دول منظومة الخليج العربى، معرباً عن أمله أن تشهد العلاقات نمواً ورسوخاً أكثر فأكثر. وأشار الرئيس جول، فى لقاء خاص مع صحيفة (الرأى الكويتية) فى عددها الصادر اليوم، إلى أن هذه زيارة تعد الخامسة المتبادلة بين البلدين خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهذا دليل على متانة العلاقات الموجودة بين البلدين الشقيقين فى المجالات كافة، سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو فى القضايا الأمنية. وأكد جول استمرار تنامى حجم التجارة بين البلدين، حيث وصل فى الفترة الأخيرة إلى نحو 600 مليون دولار أمريكى، ولفت إلى الاستثمارات الكويتية الكثيرة فى تركيا، وأشار إلى تنامى العلاقات السياحية، حيث ارتفع عدد السياح الكويتيين فى الفترة الأخيرة إلى نحو 70 ألفاً، وأن تركيا تولى أهمية كبيرة للسياحة الصحية والعلاج فى تركيا. وفى الشأن السورى، أكد جول أن الموقف فى سوريا لا يؤثر على الواقع السياسى فى تركيا، مشيراً إلى وجود حوالى 200 ألف لاجئ سورى فى المخيمات فى تركيا، فضلاً عن 100 ألف آخرين يسكنون بإمكاناتهم الذاتية، وأعرب عن شكره لدولة الكويت على دعمها السوريين بمبلغ 360 مليون دولار، أخيراً معتبراً مخيم اللاجئين الذى يتم إنشاؤه فى تركيا من الكويت وبيت التمويل الكويتى يدل على الشعور بالإخوة التى يشعر بها الكويتيون تجاه هذه الأزمة، معرباً عن قلق تركيا إزاء عدم الاستقرار فى سوريا، وأنه إذا طالت الأزمة فسيكون هناك تصرفات أو أعمال متطرفة من بعض الجماعات، وهو ما سيثير المشاكل فى المنطقة. وطالب جول النظام السورى بالتخلى عن عناده الذى يتمسك به، وأن يفتح الطريق أمام ديمقراطية حرة شفافة تلبى مطالب الشعب، مؤكداً أن تركيا ضد استخدام الأسلحة الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل التى يجب أن تكون المنطقة خالية منها ولا نتسامح فى هذا الشأن إطلاقاً، وقال إن هناك عشرات الآلاف ممن لقوا حتفهم ومئات الآلاف ممن هجروا أو هاجروا ونزحوا إلى مناطق أخرى، وأى نظام لا يستطيع الوقوف على قدميه بعد كل هذه الأحداث المؤسفة التى عاشها الشعب والبلد، والمطلوب الآن إعادة إعمار سوريا وفسح المجال أمام الشعب لكى ينعم بالأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن هذه هى الأولويات التى يجب التحدث عنها. وأشار جول إلى وجود شروط لعودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل التى لبت هذه الشروط وأعربت عن استعدادها لتنفيذها، وقال إن تركيا لا تريد سوى السلام الدائم فى المنطقة وأن يتمكن الفلسطينيون من العيش فى دولتهم المستقلة والوصول إلى حل الدولتين الذى سيرسى السلام فى المنطقة. وعن المشاكل التى تعيق تحسن العلاقات التركية - العراقية قال جول "نحن نريد تصغير المشاكل ونسعى إلى ذلك لكن إذا حدثت أى مشاكل خارج حدودنا وخارج إرادتنا فهذا الموضوع قد ينعكس على بعض الآراء بأنها متناقضة مع سياستنا فى هذا المجال"، وقال "جميع المكونات فى العراق هم إخوة لنا ولكن هناك قسما من القضايا التى تؤلمنا فى التطورات السياسية الحاصلة فى هذا البلد كسفك الدماء وازدياد العمليات الإرهابية، فنحن لا نريد للعراق سوى أن يستقر ويشعر بالأمان"، معرباً عن قلقه من تصاعد الخلافات المذهبية فى هذه المنطقة.