أكد د. وسيم السيسي،المتخصص في علم المصريات أن مصر رسخت المبادئ الاساسية للدولة القائمة على المؤسسات وسيادة القانون،مشيراً إلى أن عقدة اليهود الحقيقية هي الحضارة المصرية التي يحاولون بكل الطرق تشويهها. جاء ذلك خلال محاضرة السيسي أمام مجلس الأعمال المصري الأوروبي برئاسة محمد أبو العينين مساء أمس، وبحضور عدد من السفراء الأوروبيين. وأضاف أن المتعمق في العقيدة عند الفراعنة يجد أنها لا تضاد مع العقائد السماوية، مشيرًا إلى أن إدريس نبي الله كان مصريًا، وكذلك لقمان والخضر، مضيفًا أن كلمة دين أصلها مصري تعني الشعيرة الخماسية، وأن الفراعنة عرفوا التوحيد والوضوء والسجود للأذقان والصيام ثلاثين يومًا من الفجر حتى الغروب، بل وإن كلمة الحج نفسها كلمة مصرية تعني الاتجاه إلى الحجاز، مشيرًا إلى أن المصري بنى هرم ميدوم على شكل مكعبات ليماثل الكعبة، وكانوا يطوفون حوله، مشيرًا إلى أنه لا يليق بأن توصف الحضارة المصرية بأنها حضارة وثنية وكافرة، وأنه يجب هدم تماثيلها وآثارها. وأكد السيسي على أن الفراعنة هم أول من عرفوا مبادئ سيادة القانون وأن الجميع أمام القانون سواء، ثم أخذها عنهم اليونانيين والرومانيين، ثم الحضارة الأوروبية الحديثة. وأضاف أنه لا يمكن أن تستمر حضارة لمدة 5 آلاف سنة إلا إذا كانت قائمة على العدل والقانون، وكشف عن أن خطاب الفرعون لأي رئيس وزراء جديد كان يتضمن مطالبته بالاعتماد على أهل الخبرة والكفاءة، وليس أهل الثقة والقرابة. وكشف عالم المصريات أن مصر بها 108 هرم لم نجد في أحدها مومياء واحدة، مما يؤكد أن الحضارة المصرية لم تكن حضارة موت، بل كانت حضارة حياة وأن الأهرامات كانت تستخدم مراصد لتوليد الطاقة، مشيرًا إلى أن الفراعنة هم أول من اكتشفوا السنة الشمسية وحددوا عدد أيامها ب 365 يوم و6 ساعات، وذلك في عام 4241 قبل الميلاد. وأضاف أن الهرم الأكبر كان مغطى بطبقة عرضها 30 سم كانت تحتوي على نقوش تشمل كافة الأسرار العلمية للفراعنة، إلا أن وزير صلاح الدين الأيوبي (قراقوش) قام بنزع هذا الغطاء لبناء سور حول القاهرة مما أفقدنا تراث هذه الحضارة. وكشف السيسي أن الفراعنة أول من اكتشفوا البلهارسيا وعلاجها وأنهم أول من صنعوا الخيوط الطبية وأخذها عنهم العالم وابتكروا الأدوات الجراحية والمناظير واستخدموها. وأكد محمد أبو العينين، رئيس المجلس المصري الأوروبي أن العالم يقدر كثيرًا الحضارة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الفنادق في أمريكا تُبنى على صورة الأهرامات، كما تقوم الصين بصنع نماذج للآثار المصرية وتقوم ببيعها للعالم دون أن تحصل مصر على حقوقها بصفتها صاحبة الملكية الفكرية لهذه الآثار، أشار إلى أهمية أن يتضمن القانون المصري حماية حقوق الملكية الفكرية للآثار المصرية بما سيوفر لمصر مليارات من عائد ما يصنع من نسخ للآثار المصرية فى العالم. مؤكدًا أن تاريخ مصر ثروة كبيرة يتعين الاستفادة منها خاصة وأن العالم يقدر ويعرف قيمة الحضارة المصرية.