ركز تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية لعام 2012 على ثلاثة موضوعات رئيسية وهي مواجهة تنامي العداء للسامية، والسماح للأفراد بتغيير دينهم، ومواجهة القوانين التي تناهض الالحاد. وأشار التقرير الذي شمل 199 دولة إلى استمرار الحال كما كان عليه في 2011 بما في ذلك في الصين والسعودية ومصر ونيجيريا واريتريا وسوريا والعراق وباكستان وبورما وحتى أوروبا، ولم ينج من الانتقاد سوى عدد قليل من الدول من بينها تركيا وفيتنام... وإسرائيل. وفي استعراضها للتقرير خلال مؤتمر صحفي بعد إطلاق وزير الخارجية جون كيري له، تناولت السفيرة سوزان جونسون كوك السفير المتجولة للحرية الدينية الدولية الوضع في مصر، مشيرة إلى أن الخارجية الأمريكية تتواصل مع جميع المستويات العليا في الحكومة في مصر، وأعربت عن رغبة واشنطن في تشديد إجراءات مساءلة مرتكبي أعمال العنف، وحماية الأقليات الدينية، بما في ذلك المسيحيين الأقباط، مشيرة إلى أنه يتعين أن تكون هناك إمكانية لإصلاح القوانين. وأضافت أن مصر تتعامل الآن مع الدستور الجديد، مشيرة إلى أنه ليس هناك مجال كبير للحرية الدينية، ونوهت بضرورة الاستمرار في التواصل مع الحكومة على جميع المستويات في هذا الصدد. وقالت السفيرة: "في مصر، أخفقت الحكومة في التحقيق على نحو ملائم مع مرتكبي أعمال العنف، وغالبا ما لا تتدخل بشكل فعال عند نشوء العنف الطائفي". وفيما يتعلق بميانمار، التي يلتقي رئيسها ثين شين اليوم مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، قالت السفيرة كوك إنها لم تشهد أي تحسن في القيود الدينية، بل على العكس فإنها شهدت في الواقع نوعا من تصاعد العنف الديني ضد فئات مختلفة في البلاد.. إلا أنها أشارت إلى بعض الإصلاحات في المجال الاقتصادي. وقالت إن أعمال العنف الطائفية التي تستهدف المسلمين امتدت إلى وسط بورما في مارس 2013، مما أسفر عن سقوط ضحايا وتشريد للناس وتدمير أماكن العبادة. وفي باكستان، قالت السفيرة إن الأقليات الدينية لا تزال تواجه التمييز المجتمعي والعنف، وكثيرا ما تفشل السلطات في القبض على مرتكبي الحوادث.. مشيرة إلى أن العنف الطائفي يحصد المزيد من الأرواح كل عام في باكستان.. وأن ما يزيد على 200 من الشيعة قد لقوا مصرعهم في الشهرين الأولين من هذا العام وحدة. وبالنسبة للصين، قالت السفيرة إنها زارتها الشهر الماضي، حيث ضغطت على المسئولين الحكوميين للتمسك بحقوق الحرية الدينية والتوقف عن الإساءة لهذا الحق العالمي. . ونوهت بأن الحكومة الصينية تقوم بتقييد ممارسات العديد من المجموعات، بما في ذلك التبت والبوذيين والمسلمين اليوغور والطوائف المسيحية غير المسجلة وأتباع فالون جونج.. ونوهت بأن 83 شخصا في التبت اقبلوا على احراق أنفسهم في عام 2012، احتجاجا على السياسات الصينية، ونوهت بأن العدد الإجمالي وصل الآن إلى أكثر من 100.. وقالت: "نحث الحكومة على حماية حقوق الجميع والتعبير عن أو تغيير معتقداتهم دون خوف". وبالنسبة لسوريا، قالت السفيرة إن الحكومة استهدفت الجماعات الدينية بما يمثل تهديدا، بما في ذلك الأغلبية السنية وباقي الأقليات الدينية في البلاد.. ونوهت بأن هذا الاستهداف تمثل في القتل والاحتجاز والمضايقات.. وأشارت إلى اختطاف الأسقف السرياني الأورثوذوكسي يوحنا ابراهيم والأسقف الأرثوذكوكس بول يازيكي في 22 ابريل على يد أشخاص مجهولين، وقالت إنهما لازالا مفقودين. كما أشارت إلى استمرار تزايد التعصب في المجتمع ضد الأقليات الدينية بما يشمل أعمال العنف والتخريب والتدنيس. أما بالنسبة للعراق، فقالت السفيرة إن المتطرفين يستهدفون الاحتفالات الدينية، مما يؤدي إلى عدم حضور الناس للصلاة خوفا على سلامتهم. وأشارت السفيرة إلى أن الخطابة المعادية للسامية لا تزال قائمة في بعض وسائل الإعلام الشرق أوسطية، مشيرة إلى أن ذلك يظهر أيضا في كثير من الأحيان في الخطاب العام في بعض الدول في أوروبا، وخاصة في الدول التي اكتسبت فيها الأطراف المعادية مقاعد في البرلمانات، ونوهت بأن بلادها لا تزال ترى هجمات عنيفة ضد اليهود في أوروبا.. وأعربت عن تطلعها للعمل الآن مع إيرا فورمان الذي عينه اليوم الوزير كيري مراقبا لأعمال معادة السامية لمكافحة هذه "المشكلة الخبيثة". كما أشارت السفيرة إلى وضوح مشاعر التمييز ضد المسلمين في أماكن متنوعة مثل أوروبا وآسيا، ودعت المجتمعات والحكومات هناك إلى تعزيز التسامح، ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف. وأوضحت السفيرة أن الولاياتالمتحدة عقدت شراكات مع أعضاء المجتمع الدولي لدعم الحرية الدينية، وحماية الأقليات الدينية، وضمان حرية التعبير، وقالت: "إننا ندعو بشكل خاص لإشراك النساء والشباب بشأن الحرية الدينية، لأن أصواتهم قوة إيجابية من أجل التغيير". وبالنسبة، لإريتريا، قالت السفيرة إنه يتم احتجاز الناس بسبب معتقداتهم الدينية.. والبعض قد توفي نتيجة التعذيب أو نقص العلاج الطبي، وشددت على ضرورة السعي للإفراج عن جميع الأشخاص المحتجزين أو المسجونين بسبب معتقداتهم. وأوضحت أن فشل العديد من الحكومات في مقاضاة مرتكبي الجرائم الناشئة عن العداء الديني، خلق مناخا من الإفلات من العقاب غذى مزيد من التمييز والعنف. وبالنسبة لنيجيريا، قالت السفيرة إن عناصر متطرفة من طائفة بوكو حرام أودت بحياةكل من المسيحيين والمسلمين..وشددت على ضرورة وفاء الحكومة المعنية بالرد على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان للسكان المدنيين ومواجهة تعميق ظاهرة الإفلات من العقاب، وقالت: "يتعين على الحكومة الوفاء بمسئولياتها بإدانة التعصب الديني ومحاكمة مرتكبي التجاوزات". وبالنسبة لفيتنام، قالت: "على الرغم من أن الحكومة لا تزال تواصل القيود المفروضة على الحرية الدينية، إلا أنها اتخذت خطوة إلى الأمام عن طريق السماح بتوسيع أماكن العبادة". وقالت إن تركيا خففت القيود التي تفرضها على الزي الديني والسماح للطالبات بارتداء الحجاب في بعض الدروس الدينية، وفي بعض المدارس الإسلامية. وقالت السفيرة إنها زارت السعودية، التي كانت مع الصين وأوزبكستان ضمن القائمة الأكثرإثارة للقلق، مشيرة إلى أن هناك بعض الحكومات التي لا تتحرك على الإطلاق، ولاسيما المملكة العربية السعودية، حيث أنها لا تسمح للأشخاص غير المسلمين بحرية الدين. وشددت السفيرة بأن التقرير ينظر في الأسباب المباشرة والجذرية والمنهجية لتقييد الحرية الدينية وما ينتج عنها من أعمال عنف، ونوهت بأن الولاياتالمتحدة تستقي معلوماتها من مصادر عديدة، ولكنها ستراقب الوضع عن كثب، وحيثما كان ممكنا فإنها ستتدخل دبلوماسيا.