إعداد - محمد فارس : تضاربت الأقوال والتصريحات عقب إطلاق عدد من الصواريخ من طراز جراد، أمس ، على مدينتي إيلات والعقبة ، فقد أشارت بعض التصريحات أن سيناء هي مصدر هذه الصواريخ ، وهو ما نفته مصادر امنية مصرية بقولها انه لا يمكن ان تكون هذه الصواريخ اطلقت من سيناء بسبب الجبال التي تحول دون ذلك في المنطقة، في حين أكدت تصريحات أخرى على أنها تعد عملية إرهابية لفصيل جهادي، يرتبط فكريا بتنظيم القاعدة . نقلت وكالة رويتر تصريحات الشرطة الأردنية والاسرائيلية التى أكدا فيها ان عدة صواريخ أطلقت أمس من سيناء وسقطت على ميناء إيلات الاسرائيلي وميناء العقبة الاردني مما ادى الى مقتل مدني اردني واصابة ثلاثة اخرين. وقال مصدر بوزارة الداخلية الاردنية ان شخصا من بين اربعة اصيبوا عندما انفجر صاروخ قرب فندق فاخر في العقبة توفي في وقت لاحق متأثرا بجراحه ، إلا أن الشرطة الاسرائيلية قالت انه لم ترد أنباء عن وقوع اصابات في ايلات. وعند سئوال المصدر الأمنى الاردني عن المكان الذي أطلق منه صاروخ العقبة قال دون الخوض في تفاصيل "لقد جاء من الغرب." وأضاف ان خبراء يفحصون الموقع لمعرفة النقطة التي اطلق منها الصاروخ القصير المدى. مصر: الصواريخ التى أطلقت على إيلات والعقبة مصدرها الأردن قال السفير محمد البسيونى، رئيس لجنة الأمن القومى بمجلس الشورى، ان الصواريخ التىسقطت أمس على مدينتى إيلات الاسرائيلية والعقبة الأردنية لم تطلق من مصر ، نظرا لطبيعة منطقة سيناء الجبيلة والتى تحول دون اطلاق الصواريخ خاصة صواريخ الجراد ، لأن اي عملية اطلاق صواريخ كهذه من سيناء تتطلب معدات وتجهيزات لوجستية لا يمكن توافرها نظرا الى اهمية الاجراءات الامنية في هذه المنطقة وتحديدا على طول الحدود مع اسرائيل . وأكد البسيونى، ل"أموال الغد" أن مصر من الدول المسيطرة تماما على حدودها بالكامل ، خاصة الحدود الشرقية ، لافتا الى أن اجراء البحث والتفتيش التى قامت بها السلطات المصرية لم تجد أى دليل على اطلاق هذه الصواريخ من مصر . وعن تأكيد الأردن بأن هذه الصواريخ أطلقت من مصر ، قال رئيس لجنة الأمن القومى، " الصواريخ أطلقت بالفعل من الأردن ، لكنها تنفى ذلك كى لا تتحمل المسئولية " ، بالاضافة الى أنها حليف استراتيجى لاسرائيل وهو لا تريد وجود مشاحان فى علاقتها بالدولة العبرية. المصدر المجهول أحاط الغموض بمصدر هذه الصواريخ، حيث أشار البعض إلى أن هذه الصواريخ تم إطلاقها من أراضي سيناء، وهو الأمر الذي أكده يوري آرييل، عضو الكنيست الإسرائيلي، حيث قال إن هذا الهجوم يتطلب ردا واضحا وقويا، كما شدد على وجوب محاسبة مرتكبيه، خاصة وأن التقارير تقول إن الصواريخ أطلقت من سيناء في مصر، مضيفا أنه "ينبغي على مصر أن تدحض الإرهاب في الداخل أولا، قبل أن تستضيف محادثات السلام" ، حسبما جاء بصحيفة الشروق . ومن جانبه نفى اللواء عبد الفضيل شوشة، محافظ جنوبسيناء هذه الادعاءات، وأكد على هذا النفي أيضا مصدر أمني، مستبعدا في الوقت ذاته أن تكون الصواريخ -التي سقطت فجر أمس الاثنين على إيلات والعقبة- قد أطلقت من سيناء. كما استبعد المصدر فرضية إطلاق الصواريخ عبر "عناصر فلسطينية أو تخريبية، حيث إن المنطقة مؤمنة تماما من الجانب المصري، كما رجحت السلطات المصرية أن من أطلق الصواريخ كانوا موجودين داخل الأراضي الأردنية، وليس داخل سيناء المصرية. فيما زعمت بعض القيادات داخل إسرائيل أن الفاعلين ربما يكونوا عناصر لها علاقة بتنظيم "الجهاد العالمي"، لكن المحللين الإسرائيليين ربطوا بين أحداث أمس وأحداث ال22 من أبريل الماضي، والتي أسفرت عن إطلاق 3 صواريخ من سيناء، دون وقوع أي إصابات، بينما لحقت أضرار بالممتلكات في العقبة ، وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن التحذيرات الصادرة إلى مواطنين إسرائيليين بالامتناع عن زيارة سيناء لا تزال سارية المفعول، نظرا لتوفر إنذارات باحتمال وقوع اعتداءات تخريبية ضد سياح إسرائيليين. استياء إسرائيلي وفي أول رد فعل رسمي، أعلن شيمون بيريز، الرئيس الإسرائيلي، أن كلا من إسرائيل والأردن يجب أن يحاربا معا ضد الإرهاب، وذلك ردا على الهجوم الصاروخي الذي شمل إيلات ومدينة العقبة الأردنية صباح أمس . وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن بيريز أكد على وجود معركة مشتعلة في الشرق الأوسط بين معسكر السلام وبين المتطرفين الذين يسعون للنيل من أية بادرة سلام، وأعرب عن حزنه البالغ لمقتل مدنيين أبرياء في الأردن على الحدود مع إسرائيل في الهجوم الذي شن أمس وأصاب 5 وأسفر عن مقتل شخص. وجدير بالذكر أن صاروخ "جراد" (BM-21) هو من أكثر الأسلحة استعمالا في الحروب، حيث استعمل في كثير من النزاعات في دول إفريقيا، وفي الحرب الأهلية اللبنانية، وفي أفغانستان، وغيرها. وقد اشتق صاروخ "جراد" من التطوير المتواصل الذي جرى على صاروخ "كاتيوشا" الشهير، والذي ينطلق من على منصة تحمل أربعين أستونا، وهي المنصة الشهيرة باسم "أرغن ستالين"، والمحمولة على عربة خاصة مدرعة (مجهزة بزجاج واق من الدخان الكثيف الذي ينبعث من غبار الطرقات والصحارى، ومن دخان دوي انفجار الصواريخ عند إطلاقها)، والتي تملكها بعض الجيوش والمنظمات العسكرية العربية. نتانياهو لمبارك: الهجمات الصاروخية تهدف لعرقلة عملية السلام ذكرت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" أجرى اتصالا هاتفيا مساء أمس الاثنين بكل من الرئيس حسنى مبارك والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى. وأوضحت الصحيفة أن نتانياهو أكد خلال الاتصال على أن الصواريخ التى أُطلِقَت على تل أبيب والعقبة صباح أمس الاثنين، إنما تهدف إلى إحباط محاولات التوصل إلى السلام فى الشرق الأوسط، لافتا إلى أنها عملية إرهابية بحتة. وأضافت الصحيفة أن كلا من الشرطة الإسرائيلية والأردنية زعمتا أن الصواريخ تم إطلاقها من سيناء، التى كانت تعتبر "معقل المتشددين الإسلاميين" فى الماضى. الأردن تزعم أن صاروخ "العقبة" أطلق من سيناء زعم مسئول أردنى مقرب من التحقيق لوكالة "فرانس برس" اليوم الثلاثاء، أن الأردن لديه إثباتات بأن الصاروخ الذى سقط فى مدينة العقبة أمس الاثنين وتسبب فى سقوط قتيل وخمسة جرحى، أطلق من شبه جزيرة سيناء المصرية. وقال المسئول الذى فضل عدم الكشف عن اسمه: "يمكننا الآن القول ودون تردد إن صاروخ جراد الذى سقط فى العقبة أمس جاء من سيناء، والتحقيق أوصلنا إلى إثباتات"، وذلك عقب 24 ساعة على سقوط الصاروخ فى مدينة العقبة المجاورة لإيلات الإسرائيلية. وأضاف أن "الأردن لديه شكوك قوية جدا حول هوية المجموعة المسئولة عن إطلاق الصاروخ"، لكنه رفض كشف هوية المجموعة حاليا. مسؤول أردنى: صاروخ العقبة من نوع جراد ومنشأه صيني قال مدير الأمن العام بالأردن اللواء الركن حسين المجالي إن الصاروخ الذي أطلق أمس على مدينة العقبة من نوع جراد منشأه صيني وسقط على مسافة 25 مترا من البوابة الرئيسية لفندق الانتركونتننتال وسط الشارع المحاذي لبوابة الفندق ومشروع سرايا العقبة ، حسباء جاء بموقع وكالة الأنباء الأردنية. وأضاف المجالي أن الأجهزة الأمنية تحتفظ بصور موثقة منذ لحظة سقوط الصاروخ من خلال صور التقطتها كاميرات الرقابة في الفندق ، مؤكدا أن الصاروخ لم يطلق من الأراضي الأردنية. وأشار الى أن تم تفعيل الخطة الأمنية الشاملة حيث تم إجراء مسح شامل لمدينة العقبة ومحيطها البري والبحري من خلال طائرة استطلاع عسكرية وتم إغلاق منطقة سقوط الصاروخ واتخاذ الإجراءات اللازمة على مسرح الحادث. وكان نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأردني نايف القاضي قد ترأس اجتماعا بمدينة العقبة حضره وزير الصحة ومحافظ العقبة ومدير الأمن العام ، واستمع خلاله إلى شرح تفصيلي من اللواء حسين المجالي حول تداعيات سقوط الصاروخ وآليات التعامل معه منذ لحظة سقوطه نخالة: إسرائيل تخطط لشن هجوم أكثر دموية على غزة اتهم زياد نخاله ، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ، إسرائيل بالضلوع الى شن حرب على المنطقة ، وهى الأن تبحث عن زريعة لشن هذه الحرب ، لافتا الى أنها وضعت مخططا لشن عدوان وشيك على قطاع غزة هذا العام ، متوقعا حملة عسكرية واسعة لتنفيذ الخطة الجاهزة بصورة أكثر دموية من عدوان 2008/ 2009. وأضاف نخالة ، في تصريح لصحيفة الغد الأردنية اليوم / الثلاثاء "هناك حيثيات في الميدان تظهر قرب شن العدوان بهدف القضاء على المقاومة في غزة" . وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أنهت مناورات عسكرية كبرى لرسم سياسات في المنطقة ، فيما تشير المناورات الحية والتدريبات العسكرية إلى إمكانية شن العدوان على قطاع غزة ولبنان لإنهاء المقاومة في المنطقة. الصاروخ جراد.. سلاح الجماعات المسلحة ولد أول صاروخ "جراد" في عام 1963 في الاتحاد السوفيتي، وجرى توزيعه على دول أعضاء حلف وارسو، بالإضافة إلى ما يقرب من خمسين دولة أخرى، كما منحت بعض الدول، ومنها تشيكوسلوفاكيا السابقة ومصر، امتياز تصنيعه على أراضيها. ويعتبر صاروخ "جراد" نسخة متطورة عن صاروخ "كاتيوشا"، وهو مصنف في دائرة صواريخ أرض- أرض، ويستمد ميكانيكية عمله من أول صاروخ ألقته ألمانيا على المدن البريطانية في الحرب العالمية الثانية. ووصل مدى صاروخ "جراد"، بعد التطوير الأول، إلى حدود 20 كيلومترا، كما أجريت تحسينات على فعالية قدرته التدميرية على الرغم من حجم عياره الصغير، وأبرز التطويرات التي أجريت طالت أسطوانة الانطلاق التي حفرت بشكل حلزوني كي تزيد من سرعته ودقة إصابته للهدف، كما طالت أيضا المزيج المتفجر بأنواع مختلفة، بما فيها متفجرات كيميائية وجرثومية ونابالم. وعلى الرغم من التطوير السريع على صواريخ "جراد"، فإنه يعتبر، بنظر الخبراء العسكريين، سلاحا مشكوكا بقدرته على إصابة الأهداف، لكن العدد الكبير من الصواريخ المنطلقة من منصة "أرغن ستالين" تبقى قادرة على تغطية مساحة واسعة من التدمير، والتي تطلق أربعين صاروخا من عيار 122 ملم "عشرة صواريخ في كل مرتبة"، وبواسطة الرشق السريع في خلال دقيقة واحدة، مما يجعل الهدف المطلوب تحت رحمة الصواريخ المنطلقة عشوائيا بهدف تغطية محيط جغرافي محدد، حيث تبلغ حمولة منصة الإطلاق مع الصواريخ 13,7 طنا يخدمها من خمسة إلى سبعة عناصر، أما عملية الإطلاق فتتم من مسافة 60 مترا بواسطة كابل تفجير خاص.