تحليل : صفقة "اوراسكوم- باسكندال" تربك الاتصالات وتنعش البورصة

بينما ظهرت فجأة منذ عدة ايام شركة قبرصية تعرض على الهيئة العامة للرقابة المالي شراء 100% من اسهم شركة اوراسكوم تليكوم، يرى قطاعا الاتصالات وسوق المال الصفقة من وجهة نظر مختلفة في حين يعتقد قطاع الاتصالات "ان الصفقة غير واضحة " يرى خبراء اسواق المال انها قد تدعم السوق في الوقت الحالي نظرا لكونها من أكبر التعاملات التى تشهدها البورصة المصرية منذ عامين.
ويرى الخبراء أن الوقت الحالي والازمة المالية التى تتعرض لها قبرص بسبب ضعف القطاع المصرفي يثير شكوك حول توسع الشركات القبرصية في اسواق خارجية خاصة السوق المصرية، التى تعاني من ازمة مالية واضحة.
قال ياسر رضوان نائب المدير التنفيذي لشركة اورانج أن الصفقة الحالية المعروضة لشراء 100% من اسهم اوراسكوم تليكوم غير واضحة مشيرا إلى أن حالة "قبرص" الاقتصادية لا تسمح للشركات العاملة بها للتوسع في الخارج والاستثمار في الاسواق الخارجية مثل مصر.
اشار إلى أن العرض لشراء 100% من اسهم اوراسكوم يتعارض مع الوضع الحالي لها بعد استحواذ فرانس تليكوم وفيمبلكوم على الحصة الحاكمة للشركة منذ عامين مشددا على ضرورة اتخاذ الهيئة اجراءات اكثر وضوحا حول الصفقة ووضع اوراسكوم عقب الاستحواذ على الاسهم بالكامل.
من جانبه قال عمرو الالفى مدير قسم البحوث بشركة مباشر لتداول الاوراق المالية، أن عرض الشراء المقدم من شركة باسكندال للاستحواذ على اسهم اوراسكوم تيلكوم سوف يدعم أحجام السيولة داخل السوق، بينما كان من المتوقع ان يتم تقيم السهم بأعلى من قيمة العرض المقدمة من شركة باسكندال والمتمثلة فى 0.70دولار للسهم والتى تقترب كثيرا من القيمة السوقية للسهم.
وأضاف أن عمليات البيع من قبل المستثمرين سوف تشد ازديادا تدريجيا مع اقتراب انتهاء مهلة العرض، لان المستثمر دائما يفضل الانتظار حتى تضح لديه الرؤية المستقبلية لتواجد الشركة بالبورصة من عدمه، لانه فى حالة تخارج الشركة فسوف يضطر جميع المستثمرين الى البيع بينما سيفضل الكثير من المستثمرين عدم بيع السهم فى حالة تأكدهم من بقاء الشركة داخل البورصة، لان هناك توقعات بتحقيق المزيد من النمو والربحية لشركة اوراسكوم تيلكوم .
بينما يرى مصطفى عادل المدير التنفيذى لشركة تايكون لادارة الاستثمار، ان صفقة شركة باسكندال لن تؤثر على أحجام السيولة بالبورصة خلال تعاملات الاجل القصير،بينما قد يظهر اثرها خلال تعاملات الاجل الطويل وبعد توزيع كوبونات ارباح البيع، مؤكدا فى الوقت نفسه أن القيمة المقدمة لشراء سهم اوراسكوم تيلكوم عند 0.70 دولار للسهم تعتبر مناسبة ومتوافقة مع القيمة العادلة للسهم وخاصة فى ظل الظروف التى تمر بها البورصة فى الوقت الراهن.
وافقت الهيئة العامة للرقابة المالية على عرض شراء شركة باسكندال القبرصية لاسهم شركة اوارسكوم تليكوم القابضة، على ان يتم اعلان كافة تفاصيل العرض، واعلنت اوراسكوم في وقت سابق "عدم علمها" بالعرض المقدم من قبل الشركة القبرصية.
وقامت المصارف القبرصية الشهر الماضي بتعليق اعمالها لمدة اسبوعين ، بسبب الأزمة المالية الحادة التي تطلبت اتفاقاً قاسياً مع المفوضية الأوربية والبنك المركزي الأوربي وصندوق النقد الدولي على خطة إنقاذ طارئة تُمكن الجزيرة من تفادي الإفلاس والبقاء في منطقة اليورو.
و تحصل قبرص على مساعدة بقيمة 10 مليارات يورو، مقابل إعادة هيكلة القطاع المصرفي القبرصي المتضخم جداً بالقياس إلى اقتصاد البلاد. كما يقضي الاتفاق بإغلاق مصرف لايكي ثاني أكبر مصرف في البلاد، وفرض ضريبة تصل إلى نحو 30 % على أصحاب السندات والودائع التى تزيد عن 100 ألف يورو.
و فرض البنك المركزي القبرصي قيوداً صارمة على سحب الودائع، وحركة رأس المال، وحدد بموجبها السقف الأعلى للسحب اليومي من الودائع ب 300 يورو، والتحويل إلى الخارج ب 500 يورو في الشهر الواحد، كما منع صرف الشيكات.