لم أتوقف الا قليلا عند تغريدات الصحفى القطرى الذى قال فيها ماذا صنعت مصرغير "اقراص الطعمية " وحالة الغيظ التى تسبب فيها فى المجتمع المصرى خلال اليومين الماضيين ،فماذا يغيظك؟ اذا كنت واثقا من نفسك ومكفى جيبك وحاملا لقرطاس الطعمية صباح كل يوم. حتى أننى لا اخفى سرا أننى كنت من المجموعة التى " اغتاظت " واطلقت تغريداتى فى المواجهة لأؤكد ان مصر يكفيها الشرف والنضال وإلى غير ذلك من الكلمات التى تثير فى النفس العزة والكرامة لأطبق القاعدة الأزلية السن بالسن والعين بالعين والتغريدة بالتغريدة ايضا ؛ الى ان وصلت ان اطلق مجموعة من المصريين حملة " قرص الطعمية اكبر من قطر" واتبعها سيل من النكت والتعليقات التى يبدع فيها المصريون وكأن السر يكمن كله فى الطعمية. والغريب ان الصحفى القطرى عاد الينا من جديد فى جميع القنوات الفضائية المصرية ليؤكد انه يحترم المصريين لكن تغريداته جاءت للرد على اغنية باسم يوسف " قطرى حبيبى " والتى يرى انها اهانة للقطريين . اذن هي " لحظة غضب " والرجل لم يقصد الاهانة مطلقا حتى وان قال "ربما نلحس جزمة أمريكا كما تزعم " يقصد قطر " لكننا لانسمح لها أن تدوس بجزمتها على رؤوسنا كما تفعل بكم " يقصد مصر " مقابل حصولكم على مساعداتها المالية المشروطة. هذا السيل من الاحداثيات الكلامية ليس بجديد عن الدول العربية فنحن نتفنن بشكل منقطع النظير ان نهين انفسنا بأنفسنا قبل ان نلحس جزمة امريكا او حتى نضعها فوق رؤوسنا والتاريخ طويل بيننا فى ان نعلى "التفاهة " لنحولها الى استراتجيات نبى عليها ثقاقتنا ورأينا فى الأخر ،حتى ان الجزائرين يكرهون مصر والعكس صحيح بسبب مباراة كرة قدم وحقيقة السؤال الذى يجب أن نشغل به بالنا، لماذا والى متى سننجرف وراء تصريحات مثل هذه مردودة علينا اكثر من صاحبها لأننا نلقى لها بالا واهتماما. المنطق الصحيح ان الوقت الحالى لايعرف الا المنفعة والمصلحة بين الجيران فما بالك بالدول التى يأكل فيها القوى الضعيف ولا يضيرها ان تحسن عليها او تهينها بالكلمات الجارحة فنحن عشنا على كره امريكا واسرائيل وبينما هم يعملون ليل نهار للاستمرار فى التطور والتقدم العلمى واكرام شعوبهم ..نقبع نحن كعرب فى معارك جانبية على مستوى " اقراص الطعمية ". وبالتأكيد لن تقوى الدول العربية علينا حتى وان منحتنا قروض " قارون " فهى وان كانت تملك المال فهي لاتملك البشر وان كانت تعيش على البترول فهي مكبولة القرار وان كنا نحن نملك البشر فاننا فاشلون فى ادارة الدولة حتى وصل بنا اهل السياسة "بقطر الثورة " الى اليأس والاحباط والخوف من المستقبل والقتل عند اقرب مزلقان. لاأجد فى النهاية الا ان اقول للصحفى القطرى "لاتعايرنى ولا أعايرك الهم طايلنى وطايلك".