قال الدكتور عصام شرف رئيس اللجنة الإستشارية لمشروع تنمية محور قناة السويس أن المشروع القومى أضخم من فكر شخص أو حزب أو جماعة ، وأضاف أن جذور المشروع تعود بدايتها إلى الثمانينيات ، وأشار إلى أن فكرة إنشاء موانئ السويس الحديثة وحفر ترعة الإسماعيلية والسلام ما هى إلا بدايات لتنمية المنطقة حول القناة ، مؤكداً أن هذا المشروع يُدخل مصر فى منظومة الإقتصاد العالمى الجديد والتى تتمثل فى النقل واللوجستيات والتجارة والصناعة، لافتا إلى ضرورة مساهمة مصر في حجم التجارة العالمية وأن تكون عضو عامل وفاعل في منظومة التجارة الدولية من خلال تنمية قناة السويس. وأوضح شرف خلال اجتماع لجنة النقل بجمعية رجال الأعمال اليوم، أن حجم التجارة العابرة بالقناة تبلغ حوالى 10% من التجارة العالمية ، وتصل قيمة هذه التجارة إلى حوالى 18 تريليون دولار ، بينما تصل قيمة التجارة العابرة بالقناة إلى حوالى 1.8 تريليون دولار ، فى حين أن الخدمات التى تقدم للتجارة العالمية تصل إلى 4.5 تريليون دولار ، مضيفاً أن عائدات المرور بالقناة تصل إلى 5.3 مليار دولار أى حوالى 0.12 % من قيمة خدمات التجارة العالمية ، مؤكداً أن الاستثمارات التى سيأتى بها المشروع ستوفر قيمة الحاويات والسفن التى تمر بالقناة. ولفت إلى أن المشروعات التى يحتاجها محوررقناة السويس تتمثل فى إصلاح وصيانة السفن وعمليات التموين والتخزين بالإضافة إلى أنشطة الشحن والتفريغ ، وتخزين البترول ، مؤكداً الإنتهاء من كافة الدراسات والمخطط العام عام 2008 للبدء فى المشروع ، مشيراً إلى حاجة الهيئة إلى المزيد من الدراسات للوصول إلى المخطط العام للمشروع. واستتبع شرف قائلاً "أن تنفيذ المشروع القومى يواجه العديد من التحديات الخارجية والداخلية والدولية ، مؤكدا رغبة اسرائيل فى قيام خط سكة حديد من إيلات إلى أشدود والقيام بحفر نفق إيلات وبالتالى ستسرق قيمة الموقع الاستراتيجى لقناة السويس ، بالإضافة إلى عمليات تطوير الموانئ فى إيران والعراق ومشاريع جيبوتى لإصلاح السفن وتخزين الوقود والبترول بالإضافة إلى حجم استثماراتها البلغ 4.4 مليار دولار ، موضحاً سعى كافة الدول إلى تطوير قيمتها المضافة ، وأشار أن توجه مصر بالمشروع القومى لتنمية محور قناة السويس يهدف إلى تحقيق التعاون والتكامل بين مصر والعالم ، مشددا على حق مصر فى الإحتفاظ بموقعها المتميز ودورها القيادى بين كافة الدول". وأكد أن مصر هى جزء هام من منظومة النقل البحرى والجوى ويتأثر العمل بها بعملية اللوجستيات والإجراءات ، مضيفاً أن العالم الآن يتجه إلى إعادة ترتيب أوراقه وعلى مصر ألا تنتظر كثيراً أمام تحول مسيرات التجارة والصناعة العالمية مؤكداً حاجة القناة إلى المزيد من اللوجستيات. وأشار إلى أن حجم حركة التجارة داخل مصر تبلغ حوالى 200 مليون طن ، مؤكداً رغبة العديد من الدول وعلى رأسها البرازيل والأرجنتين فى نقل صناعاتها وتجارتها إلى مصر ، وبالتالى يمكن إقامة العديد من المشروعات بميناء بورسعيد وميناء السخنة وبالتالى تزداد القيمة المضافة والعائد المتحقق من الموانئ المصرية. وذكر شرف أن المجموعة الإستشارية القائمة على مشروع تنمية محور قناة السويس تتكون من مجموعة من الخبراء والعلماء فى كافة التخصصات منهم اللواء شيرين حسن والمهندس وائل قدور والدكتور على بسيونى والدكتور محمد على ، وذلك لدراسة تأثير المشروع وحتمية إقامته ، مشيراً إلى أن المشاريع القومية هى الفرصة الحقيقية لإدماج المواطن داخل المجتمع وتدعيم إنتماؤه للوطن ، بالإضافة إلى استغلال مشروع تنمية محور قناة السويس كمنطقة لوجستية وصناعة عالمية لتقديم العديد من الخدمات للمواطنيين ولفت شرف إلى ضرورة الانتباه إلى احتمالات إزدواجية قناة السويس فى الشرق وسيناء ، مؤكداً أن قناة السويس تعمل فى إتجاه واحد منذ عام 1869 وتم إزدواج أكثر من 80 كم منها ، وأضاف أن قناة السويس يمر يها أكبر سفينة حاويات وغاز فى العالم ، مشدداً على ضرورة النظر إلى برامج التعاملات مع ترسانات العالم ، كما أضاف أن التوقف عن عملية تطوير القناة سيجعل كافة دول العالم تفكر فى البدائل الأخرى والمطروحة أمامها ، بالإضافة إلى التوقيت الزمنى يعد سيف على رقبة الدولة تجاه تنفيذ العديد من المشروعات القومية الهامة