أجمع خبراء سوق الصرف على تزايد الإقبال تجاه شركات الصرافة من قبل المتعاملين فى الوقت الذى تعانى منه تلك الشركات من نقص فى السيولة دولارية لديها، وذلك بعد الارتفاع المفاجىء الذى شهدته العملة الخضراء لأعلى مستوى لها منذ تولى الدكتور فاروق العقدة منصبه كمحافظ للبنك المركزي منذ تسع سنوات ووصولها ل 6.17 جنيها للشراء مقابل 6.19 جنيها للبيع. وتباينت أراؤهم حول أسباب ذلك النقص، حيث أكد البعض أن الأزمة مفتعلة بدليل قيام البنوك بتدبير العملة الخضراء اللازمة لعملائهم من أجل فتح اعتمادات للاستيراد بأسعار أقل من التى يتم تداولها حاليا داخل سوق الصرف. بينما أوضح البعض الآخر أن الأزمة حقيقية وناتجة عن الاضطرابات السياسية التى تشهدها مصر، وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لمنصب محافظ البنك المركزى، وانخفاض التصنيف الائتمانى لمصر، ما أدى إلى إقبال العملاء على شركات الصرافة لشراء العملة الخضراء، خوفاً من انهيار قيمة الجنيه خلال الفترة المقبلة بسبب عدم استقرار الأوضاع . من جانبه أوضح حاتم الجندي، رئيس شركة القدس للصرافة، أن الدولار المتواجد بشركات الصرافة قليل، لافتا إلى عدم إمداد البنوك اليوم أى سيولة دولارية لشركات الصرافة بدعوى عدم توفره لديهم. وأضاف أن الدولار يتم صرفه اليوم ب 6.17 جنيها للشراء مقابل 6.19 جنيها للبيع، لافتا إلى أن إقبال العملاء بدأ يتزايد على شركات الصرافة منذ مطلع الأسبوع الماضي عقب الارتفاع المفاجىء الذى شهده سعر صرف العملة الأمريكية لأعلى مستوياته منذ تولي الدكتور فاروق العقدة لمنصبه كمحافظ للبنك المركزي من تسع سنوات ووصوله إلى 6.19 جنيها للبيع. وأكد الجندي أن الأزمة الحالية التى يشهدها سوق الصرف مفتعلة، مبررا ذلك بقيام البنوك بتدبير العملة الخضراء اللازمة لعملائهم من أجل فتح اعتمادات للاستيراد بأسعار أقل من التى يتم تداولها حاليا داخل سوق الصرف، فضلا عن قيام الأفراد بشراء العملة الأجنبية من أجل إدخارها خوفا من تدهور الجنيه المصري بصورة أكبر. وطالب رئيس شركة القدس للصرافة البنك المركزي بضخ سيولة دولارية بسوق الصرف من أجل إحداث نوع من التوازن لسعر صرف الدولار، بجانب إيقاف ظاهرة اتجاه العملاء لشراء مزيد من العملة الدولارية لإدخارها ما ينعكس بالسلب على سعر صرف الجنيه المصري على المدى القريب. وفى سياق متصل قال رضا عواد، رئيس شركة الروضة للصرافة، أن الإقبال علي العملة الخضراء يشهد يومة الثالث علي التوالي مشيراً الي أن الشركات لا تستطيع تغطية طلب التحويل المتزايد من قبل العملاء . وأضاف أن الاضطرابات السياسية وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لمنصب محافظ البنك المركزى، وانفخاض التصنيف الائتمانى لمصر أدى إلى إقبال عملاء شركات الصرافة على الدولار، خوفاً من انهيار قيمة الجنيه خلال الفترة المقبلة بسبب عدم استقرار الأوضاع . واستطرد عواد "شركات الصرافة تلجأ للبنوك التى تتعامل معها لمواجهة الطلب المتزايد على الدولار بسبب نفاذ الكميات المتاحة لها أمام الطلب المزايد " وأشار عواد إلى أن شركته لديها طلبات تحويل من الجنيه للدولار تصل إلى 500 ألف جنيه متسائلاً "كيف سنغطى تلك الطلبات؟". كما كشف رئيس شركة الروضة أن سعر الدولار تم تداوله فى شركته ب 6.185 جنيها للبيع فى الوقت الذى تمنحه البنوك للشركات عامة بسعر 6.1825 جنيها.