•• هذا أول وزير للرياضة منذ تحتمس الثالث.. تحقق مطلب الرياضيين أخيرا بعد ثلاثة آلاف سنة من الانتظار. ونحن كما تعلمون شعب رياضى، وكنا نحن الشعب أيام قدماء المصريين نهتم بالرياضة ونمارسها للصحة والقوة وكان من أسس اختيار الفراعنة قبل توليهم الحكم أن يقطعوا جريا شوطا أسموه «شوط القربان» وعنى بعضهم بتسجيل هذه الأشواط على جدران معابدهم ومنهم زوسر مؤسس الأسرة الثالثة. •• العامرى فاروق وزير الرياضة أمامك عمل كثير تؤديه بلا حساسيات، وبلا حسابات. فتكون صاحب قرار، ومبادرا فى هذا القرار. وما كنت تراه صوابا وأنت عضو فى مجلس الأهلى لا يجب أن يتغير وأنت عضو فى الحكومة. وهذا من التحديات الصعبة، فسوف تهاجم، ولا تلتفت لهذا ما دمت تفعل الصواب. •• قانون الرياضة سيكون من أولويات عملك، والتخلص من اللوائح البالية سيكمل صياغة القانون الجديد، وبعد ذلك يأتى دور القضاء على تضارب المصالح، فى الوسط الرياضى، إذ توجد كنافة ليس لها مثيل وأضيف إلى ذلك تصحيح عمل الجمعيات العمومية، وتحرير الأندية والنشاط الأهلى من قبضة الدولة، دون الإخلال بالرقابة خاصة بعد أن أصبحت الرياضة صناعة، ومنجما للمال المشروع وغير المشروع.. •• وأنت تتولى المهمة وسط حالة من الفوضى الرياضية. لكن ضمن الملفات التى ستجدها أمامك وهى ساخنة ملف حادث استاد بورسعيد، وأقرأ وأسمع نقاشات عن هبوط المصرى للدرجة الثانية لو قرر الاعتذار عن المشاركة فى الدورى وفقا للوائح الاتحاد.. وهنا نحن أمام كارثة رياضية وإنسانية، وقرار مجلس إدارة المصرى بالاعتذار صائب وذكى حتى لو كانت له مبرراته، مثل إعارة لاعبيه. لكن أن يهبط المصرى لأن هذا نص اللائحة التى تعاقب النادى المنسحب من الدورى، فإنه التهريج. وفى الكوارث والمصائب تكون القرارات طوارئ، وهكذا تفعل كل الأمم فحرمت الأندية الإنجليزية سنوات من مسابقات الاتحاد الأوروبى. وقرر البرلمان البريطانى تجريم الشغب بعد حادث هيسيل.. •• لا يجب ولا يمكن أن يشارك المصرى فى الدورى حين يعود، وفى الوقت نفسه لا يجب ولا يمكن أن يهبط المصرى لأنه قرر الاعتذار عن الاشتراك فى المسابقة. فهو ظرف طارئ، تطبق عليه قرارات الطوارئ. راجيا من خبراء اللوائح والقوانين والذين يفتشون عن مصيبة يتحدثون فيها الكف عن ذلك، إذ يكفينا مصائب الأمن الذى غاب، والبلطجة التى تنتشر، والفوضى التى تضرب، وقطع السكة الحديد، وقطع الطرق الذى فاق الحدود، والفتنة التى تشعل كلما هدأت، وانقطاع الكهرباء وقت المسلسلات وانقطاعها ونحن فى الأسانسيرات، وتوقف ضخ المياه، وإقامة ثلاث مباريات مهمة فى كرة القدم للمنتخب الأوليمبى والأهلى والزمالك فى يوم واحد هو اليوم.. ناهيك عن مصيبة قطع حبل الألعاب الأوليمبية الجميلة والنظيفة التى تتجلى فيها القدرة البشرية، وتجرى منافستها بشراسة وبروح رياضية وبابتسامة أيضا.. اللهم أعد إلينا الابتسامة.. المصدر الشروق