أعلنت جامعة زايد عن مبادرة تعاون مشتركة مع "أكسِس داتا جروب"، الشركة العالمية في حلول الدعم الرقمي للتحقيقات والدعاوى القضائية والتي يقع مقرها الرئيسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. تهدف هذه المبادرة إلى العمل على رفع مستوى التعليم والتثقيف في مجال فحص الأدلة الجنائية الإلكترونية وتعقب الجرائم التي تُرتَكَب عبر شبكة الإنترنت. وقد منحت الجامعة شركة "أكسِس داتا جروب" شهادة "صديق جامعة زايد" احتفاءً بهذه الشراكة وبالدعم الذي ستقدمه الشركة للجامعة في إطارها. وقد جاء الإعلان عن هذا الحدث خلال ندوة عُقِدت صباح الخميس 21 يونيو 2012 في المقر الجديد لجامعة زايد بمدينة خليفة (2) بأبوظبي وضمت عدداً من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية بالجامعة ومسؤولي الشركة والعاملين في القطاعات الحكومية والخاصة ذات الصلة بمجال فحص الأدلة الجنائية والجرائم التي تُرتَكَب عبر شبكة الإنترنت. وكشف مسؤولو "أكسِس داتا غروب" خلال الندوة، التي تخللها عرضان تقديميان، عن الإنجاز الفارق الذي قامت به الشركة في هذا المجال، وهو برمجيات وأدوات "فورنسيك توكليت - 4"، أو (إف تي كيه)، التي طرحتها الشركة مؤخراً ضمن إطلاقها الرسمي لمجموعة من المنتجات تحمل اسم "سيتي غلوبال 52". ومن المقرر أن يقوم أحد شركاء "أكسِس داتا" المحليون بتزويد جامعة زايد بهذه التقنية وتراخيص استخدامها من أجل تحديث المختبر الرقمي المتقدم لفحص الأدلة الجنائية الذي تضمه الجامعة في حرمها الجديد بأبوظبي. ومن ثم، سيكون بمقدور طلاب الدراسات العليا في تخصص فحص الأدلة الجنائية اكتساب خبرة عملية متطورة ومتميزة، عبر الاستفادة من البرمجيات الخاصة بهذه التقنية. وقد تحدث في الندوة د. إبراهيم بقيلي الأستاذ المساعد بكلية تقنية المعلومات ومدير المختبر المتقدم لفحص الأدلة الجنائية في جامعة زايد، حيث أكد ريادة الجامعة في مجال تكنولوجيا فحص الأدلة الجنائية بمنطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن المختبر المذكور، الذي حظي بتشريف الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بافتتاحه في عام 2010، كان الأول من نوعه في الشرق الأوسط عند تأسيسه. وأضاف د. بقيلي قائلاً: "إننا نواصل نشر نتائج أبحاثنا في المحافل الدولية والدوريات العلمية الكبرى. وتناولت هذه الأبحاث قضايا مثل استخراج الأدلة الجنائية الإلكترونية من الأجهزة الرقمية، وأجهزة الهواتف النقالة عالية الجودة مثل "بلاك بيري" و "آي فون" ومن أنظمة الكمبيوتر كال "ويندوز" وال "ماكينتوش"، كما أجرينا أبحاثاً ذات صلة ببعض العلوم الاجتماعية مثل علم النفس وعلم الاجتماع، لكي نتقصى الدوافع الكامنة وراء ارتكاب الجرائم الإلكترونية". وقال: " لقد تمكنّا أيضاً منذ البداية من تعليم عدد كبير من الطلبة والطالبات مواضيع الأدلة الجنائية الرقمية التي يجري الاشتغال عليها في القطاعين الحكومي والخاص". وأضاف: "وفيما نحن نواصل القيام بأبحاث غاية في الدقة والمنهجية والرصانة بهذا المجال، فإننا نرى أنه من الأهمية بمكان أن نعزز شراكتنا مع شركات مثل "أَكسِس داتا"، حيث سيكون بمقدورنا أن نعلِّم طلابنا الأسس التطبيقية للفحص الرقمي للأدلة الجنائية، فضلاً عن إجراء تجارب علمية دقيقة في هذا الميدان". واختتم د. بقيلي كلمته قائلاً: "يتعين علينا كمؤسسات أكاديمية تتوسل العلم أسلوباً ومنهجاً أن نعمل على ردم الهوة القائمة بين القطاعين العام والخاص، ومن هنا تأتي أهمية حدث كهذا الملتقى في تحقيق التزاوج بين الحقل الأكاديمي والقطاع الخاص". من جهته، أشار جيف بروكس، المدير الإقليمي للمبيعات لمناطق الشرق الأوسط وأفريقيا والهند ب "أَكسِس داتا"، خلال الندوة إلى أن منطقة الشرق الأوسط "شهدت في الآونة الأخيرة تنامياً ملحوظاً في جرائم الإنترنت بمعدلات مثيرة للقلق. وبوسع الهجمات المتطورة التي يجري شنها عبر الإنترنت أن تسبب للمؤسسات، بل وللدولة كلها، تأثيرات ضارة إلى درجة الشلل إذا ما تم توجيه هذه الهجمات نحو البنية التحتية الوطنية". وأضاف: "إننا نعتقد أنه من خلال شراكتنا مع المؤسسات التعليمية الرائدة مثل جامعة زايد، وبالمساعدة في توعية الجيل القادم من شباب الأعمال والمهنيين والقادة الجدد بأحدث تقنيات أمن الإنترنت، فإننا نستطيع أن نساهم في تقليل آثار الجريمة الإلكترونية والتغلب عليها على المدى البعيد". وقال بروكس:"إننا نريد أن نمكِّن طلابنا من تملك المهارات الصحيحة التي تساعدهم عندما يتخرجون وتعزز كفاءتهم في العمل، من خلال استخدامهم أحدث تقنيات أمن الإنترنت كهذه التقنية "إف تي كيه". واختتم بروكس كلمته قائلاً: "إننا في "أكسِس داتا" نتطلع إلى توظيف خريجي وخريجات الجامعة، حال إتمام دراستهم الخاصة بهذه التقنية، في المشاريع ذات الصلة بالمنطقة، وذلك كجزء من التعاون المشترك بيننا وبين جامعة زايد". يذكر أن "أَكسِس داتا" قد تأسست عام 1987 وتعمل في الشرق الأوسط منذ عام 2010، وهي الشركة الوحيدة التي تقدم الحلول الرقمية لبيانات الأدلة الجنائية، سواء منها الثابتة أو المتحركة أو الشبكية، ويحظى منتَجها "إف تي كيه" بسمعة مرموقة حول العالم باعتباره البرمجيات القياسية التي تقاس إليها برمجيات فحص الأدلة الجنائية على مستوى العالم، حيث تتميز هذه البرمجيات بسرعة ظهور بياناتها على سطح المكتب وتحليلها الدقيق للبريد الإلكتروني ومرونة طرق عرض بياناتها واستقرارها. إنها بمثابة حل يقوم على صيغة "الكل في واحد"، حيث تُمكِّن مستخدمها من معالجة نطاق واسع من أنماط البيانات، من الصور الجنائية إلى محفوظات البريد الإلكتروني، فهي تحلل بيانات سجل الجريمة وتقوم بإجراء التحقيق وتفك تشفير الملفات وتحل رموز كلمة السر وتقوم بتكوين الصور وبناء التقارير. وتقدم "أَكسِس داتا" وحدتين للتوسع في البيانات تعملان بالإصدار الجديد "سربيروس". ويمثل هذا الإصدار تقنية لفرز البرمجيات الخبيثة التي تنطوي على تهديدات وتحليل ما تفككه من عناصرها لتحديد نوعية السلوك والقصد الذي تستهدفه الثنائيات المشبوهة، من دون أن تلحق أدنى أذى بمكتبة البيانات وتصورها، وذلك من أجل تحليل العلاقات في صيغ العرض، بما فيها الجداول الزمنية والرسوم البيانية العنقودية والرسوم البيانية الدائرية وغيرها.