بدأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التفكير في التوسع نحو منطقة جديدة من القارة السمراء بالتواجد في دول الكوميسا (شرق افريقيا) المتمثلة في 19 دولة بعد أن اتجهت منذ بداية مرحلة ما بعد الثورة كتوجه قومي لتأكيد الدور المصري في القارة الافريقية التى طالما مثلت سوقًا خصبة للتوجه إليها خاصة مع قلة نسبة الاستثمار فيها وتواجد عدد قليل من القوى الكبرى اهمها الصين. قال د. محمد سالم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن الوزارة حققت "طفرة " في تعاملها مع دول حوض النيل بما نظمته من برامج تدريبية تصل إلى تسع دورات تدريبية مشيرًا إلى أنها نجحت في جذب 11 وزير من وزراء الاتصالات بدول حوض النيل لحضور مؤتمر القاهرة الدولى للاتصالات والمعلومات Cairo ICT الشهر المقبل. وأشار إلى أن التوجه خلال المرحلة الحالية يأتى للتركيز على دول الكوميسا والمتمثلة في 19 دولة مشددًا على أن النجاح الذي استطاعت تحقيقه الشركات المصرية في دول حوض النيل والتى بدأتها الوزارة منذ الثورة المصرية. وأضاف أن الوزارة تستهدف تدشين ما أطلق عليه " بيت النيل " لدعم التعاون بين الدول الافريقية منوهًا على أن العائد على الاستثمار في افريقيا قد يتخطى عشرة اضعاف الاستثمارات التى سيتم ضخها وموضحًا أنخفاض اسعار الرخص في الدول الافريقية بما دفع دول كالصين للتواجد بقوة في الاسواق. و قال دكتور احمد الشربينى رئيس المعهد القومى للاتصالات ان الوقت مناسب للتأكيد على الدور المصرى الافريقى رغم وجود حكومة انتقالية واستعدادات لبدء انتخابات الرئاسة ، مضيفا انه تم بالفعل التوسع فى عدد من الدول الافريقية من خلال مبادرة دول حوض النيل . واشار الشربينى ان التوسع فى الدول الافريقية عبارة عن توجه استراتيجى طويل الاجل لا تظهر نتائجه خلال عدة اشهر، موضحا ان الهدف منه تأكيد الوجود المصرى بافريقيا . واضاف ان هذا التوسع يتم خلال مرحلتين اولها دور الحكومة المصرية فى تعميق علاقاتها بدول حوض النيل وتبادل الخبرات والتدريب والاستفادة من قوانين الاتصالات فى الدول المختلفة ، ثم يأتى التعاون بين الشركات لما لها من دور كبير فى تحريك القطاع . واتفق معه المهندس طارق الحميلى رئيس مجلس ادارة شركة تيلى تيك على ان هذا التوسع ياتى فى الوقت المناسب لان الشركات ليس لديها فرصة فى الوقت الحالى للتوسع فى السوق المصرى نظرا للاوضاع الاقتصادية والسياسية التى تمر بها البلاد ، مؤكدا على ان الدول الافريقية افضل مكان للاستثمار خلال الفترة القادمة نظرا لقربها الشديد لنا. واشار الى ان هذه المبادرة ستعيد علاقة مصر بالدول الافريقية مرة اخرى موضحًا ان الحكومة ممثلة فى وزارة الاتصالات وجمعية اتصال وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" بدأت فى اعداد الشركات للتوسع فى افريقيا . ورهن د. حمدى الليثى المدير التنفيذي لشركة ليناتل التوسع الافريقى بتواجد راس مال قوى للاستثمار هناك ، مؤكدا حركة التطور التكنولوجى فى الوقت الحالى مما يجعل الشركات تستثمر فى الخارج فى حالة توافر امكانيات مادية فى هذه الدول او من خلال الشراكة ، ونفى استثمار الشركات فى الخارج فى الوقت الحالى . واضاف الليثى ان السوق فى افريقيا فى حاجة الى بنية اساسية فى المجالات المختلفة كالامن والصحة والتعليم والبنوك والنقل والمواصلات ، مؤكدا على ضرورة بدء الاستثمار لبناء استراتيجية قوية يليها التدريب .