انسحب مقاتلو المعارضة السورية المرهقون من حي مدمر بمدينة حمص يوم الخميس بعد حصار استمر 26 يوما بهدف سحق معقل للاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ نحو عام ضد حكم الرئيس بشار الاسد. وقال نشطاء سوريون أن بضعة مقاتلين بقوا في حي بابا عمرو الذي تعرض لاسابيع من القصف ونيران القناصة والحرمان لمحاولة تغطية "الانسحاب التكتيكي" لزملائهم، وفقا لرويترز. وقال أحد النشطاء ان الجيش السوري الحر وكل المقاتلين الاخرين غادروا بابا عمرو، واصفا اياه بالانسحاب. وناشد بيان باسم المقاتلين اللجنة الدولية للصليب الاحمر وغيرها من المنظمات الانسانية، دخول بابا عمرو وتوفير الحاجات الانسانية لاهلنا في الحي الذين رفضوا مغادرته وأصروا على البقاء في منازلهم المدمرة بالكامل، ويبلغ عددهم حوالي 4000 شخص. وقال البيان انه نحذر النظام من أي أعمال انتقامية تطال المدنيين ونحمله المسؤولية الكاملة عن سلامة الاهالي وأي فعل طائش من هذا النظام وأزلامه سيكلف النظام غاليا. وقال الصليب الاحمرفي وقت لاحق انه تلقى مؤشرات ايجابية من السلطات السورية بشأن مبادرته الخاصة بهدنة لاغراض انسانية. وقال أحد النشطاء ان الجنود السوريين بدأوا التوغل في بابا عمرو من جميع الاحياء بعد أن غادر أغلب المقاتلين وانهم يلاحقون المتبقين منهم مشيرا الى أن 17 معارضا على الاقل قتلوا. وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف ان طاقم المنظمة لم يصل الى بابا عمرو بعد الخميس. وافاد بيان الصليب الاحمر انه مع استمرار العنف في حمص اصبح الوضع الانساني مقلقا للغاية.