تباين أراء خبراء التأمين حول مدى الإقبال على التأمين متناهي الصغر من جانب العملاء بالسوق المصري، موضحين الأسباب والمتمثلة في قلة الإستثمارات والمشروعات الصغيرة، نتيجة لضعف حالة الإستقرار الإثتصادي في الوقت الراهن، بينما رأى البعض زيادة الإقبال على هذا النوع من التأمين، نظرا لتخوف الشركات من إرتفاع نسبة الخطر بالقطاعات التأمينية الاخرى، في ظل الإنفلات الأمني الحالي. رأى معظم الخبراء قلة تفعيل تأمين متناهي الصغر، بالرغم من أن المستقبل الكامل له خلال الفترة القادمة، لما يلعبه هذا النوع من التأمين من دورا هاما في نشر الوعي التأمين بين طبقات لا تدرك أهمية التأمين، كما أن تطبيقه بالسوق المصري ضروري مما له من بعد اجتماعي كبير، ولكن لابد من إيجاد سبل لكيفية تسويق الوثيقة التأمينية لها النوع، وذلك من خلال إيجاد طرق تعاون بين شركات التأمين و الجمعيات الخيرية أو المؤسسات التي تعطي تمويل متناهي الصغر للوصول للطبقات التي تحتاج لهذه التغطية. قال أحمد عارفين، العضو المنتدب بالمصرية للتأمين التكافلي "ممتلكات"، أن التأمين متناهي الصغر له فعالية ضعيفة في السوق المصري، مرجعا السبب في ذلك لضعف حجم تمويل المشروعات متناهية الصغر في الوقت الراهن، نتيجة لإنخفاض المستوى الإقتصادي لعدد كبير من فئات المجتمع، مما انتج تقليل حجم اعمال هذه المشروعات، مشيرا لوجود عدد لا بائس به من المنظمات والمؤسسات التي تعمل بمجال تمويل متناهي الصغر. أضاف عارفين أن حجم أعمال التأمين متناهي الصغر بالشركة، بالرغم من ضعفه، لكنه مع هذه الظروف الإقتصادية، فإنه يعتبر جيد إلى حد ما، مشيرا لطلب الهيئة العامة للرقابة المالية بفصل هذا النوع من التأمين عن بقية القطاعات، لمعرفة مدى الإقبال عليه بالسوق المصري. من جانبه ذكر محمد عبدالجواد، العضو المنتدب بالمشرق العربي للتأمين التكافلي، أن حجم التامين متناهي الصغر بالسوق المصري، ضعيف ولا يذكر، نتيجة لعدم وجود إقبال عليه من قبل العملاء، وخاصة نتيجة لقرب بدايته بالقطاع، تزامنا مع تدهور الأحوال الإقتصادية، مما قلل من وجود إستثمارات صغيرة تتناسب مع هذا النوع من التأمين. أشار عبدالجواد لزيادة الإقبال على التأمين متناهي الصغر، فور إنتعاش الإقتصاد وعودة الإستثمارات مرة أخرى، مما يحقق فعالية للقطاع بأكمله، موضحا توقف العديد من الوثائق التأمينية خلال الفترة الأخيرة، ولكنها من المتوقع عودتها وبقوة مع عودة الإستقرار السياسي والإقتصادي. ومن جانبه رأى مكين لطفي، نائب مدير عام تطوير الأعمال والمنتجات بشركة أميج للتأمين، أن التأمين متناهي الصغر لديه إقبال كبير بالقطاع، وأرجع ذلك لتخوف شركات التأمين من الأضرار الملحقة بالأنواع الأخرى من التأمين، في ظل إستمرار أحداث الشغب والإنفلات الأمني في الوقت الراهن، مما جعل الشركات تتجه نحو هذا النوع من التأمين، لقلة أخطاره والتي تصل لدرجة معدمة. أوضح مكين لرغبة شركته في النهوض بهذا النوع، مستشهدا بقيام الشركة بالإنتهاء مع هيئة البريد المصري، من وضع اللمسات الأخيرة لإطلاق حملة المائة جنيه من خلال مكاتب البريد المصري، بهدف التأمين على المساكن الخاصة في سابقة فريدة لتطبيق مفهوم التأمين متناهي الصغر.