تحت رعاية الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء ورئيس لجنة تعمير سيناء يعقد المؤتمر الدولى الأول لتعمير سيناء فى الفترة من 16 إلى 18 يناير بقاعة المؤتمرات بالمدينة الجامعية لجامعة القاهرة فى تمام التاسعة صباحاً ، وهو المؤتمر الدولى الأول الذى يضم خبراء من عدة جهات ومؤسسات علمية داخل مصر وخارجها . يشارك بالمؤتمر مركز البحوث الزراعية بالقاهرة وجامعة القاهرة والهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء والجامعة الأمريكيةبالقاهرة وجامعة ووترلو بكندا ويبحث المؤتمر سبل تنمية سيناء باستخدام أحدث التقنيات العلمية فى مجالات الزراعة وتوليد الطاقة والتعدين وتحسين التربة والسياحة والصناعات المتعلقة بها والبنية التحتية والثقافة والفنون . وفقا لموقع المحيط المحاضرة الأولى يلقيها أ.د عفيفى عباس عفيفى رئيس بحوث متفرغ بمعهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة مركز البحوث الزراعية وعنوانها " أهمية المكان والموقع فى تنمية سيناء" يؤكد فيها على المواجهة الحقيقية لتحديات الفكر العقائدى لإسرائيل لسلب سيناء والذى تأكد تاريخيا وفعليا بعدة شواهد فبرغم الانسحاب الإسرائيلى من سيناء طبقا لمعاهدة السلام كشفت نتائج استطلاع أجراه المعهد الديمقراطى التابع للكنيست الإسرائيلى أن89 % من الإسرائيليين يؤيدون إعادة احتلال سيناء وقد نشأت حركة أرض إسرائيل الكاملة بعد حرب 1967 ومؤسسها إبراهام يوفه واستمرت حتى بعد توقيع معاهدة السلام مع مصر حيث ذكر إبراهام يوفه ممثل الحركة فى الليكود والكنيست أن " سيناء أرضاً تشكل الوعى لإسرائيل وهى الأرض التى تلقى فيها شعب إسرائيل التوراة وانتهى فيها استعباد الشعب اليهودى وستبقى سيناء فى يد الشعب الذى ارتبط بها لتكون فى أيدينا رمزاً للأمن والإلهام" . واعتبرت حركة أرض إسرائيل الكاملة أن شبه جزيرة سيناء جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل سيناء والنظام البائد يشير د.عفيفى إلى سيناء فى عهد النظام البائد حيث كان المستهدف من مشروع ترعة السلام زراعة 400 ألف فدان تصل الى منطقة السر والقوارير إلا أن المساحات المنزرعة لم تغطى إلا سهل الطينة وجنوب القنطرة شرق وتوقف مسار الترعة عند بئر العبد . كما تم إنشاء قرى سياحية بشرم الشيخ على ما يقرب من 6431 فدان من أجود الأراضى الصحراوية التى كان من الممكن تنميتها زراعيا بمنطقة هامة استراتيجيا محاطة بمرتفعات جبلية عالية وقد تم افتتاح مشروع قطار سيناء في 25 أكتوبر 1998 على أن يستكمل إلى العريش ثم رفح ووسط سيناء وحتى الآن لم يصل إلى العريش رغم مضى 13 عاماً وأهدر على الدولة أكثر من مليار جنيه . والمبلغ الإجمالى الذى أنفق على هذا المشروع مليار و 525 مليون جنيه حيث أصبحت كل المحطات مشيدة لكنه توقف فى بئر العبد مما دمر المشروع . ومنذ 2001 حتى الآن سرقت قضبان السكة الحديد وتدهورت أحوال القطار وكان من المفترض أن يحاكى مشروع قطار سيناء فى أكتوبر 1998 قطار الشرق الذى شيده المصريون بداية من عام 1914 وكان يصل القاهرة بأوروبا عبر فلسطين آنذاك . وإهمال محور وسط سيناء الذى يمتد بين الإسماعيلية وأبو عجيلة ويعد طريق الخطر الأول الذى مرت منه إسرائيل فى كل عدوان شنته فهو صالح لتحرك الحملات الميكانيكية الثقيلة ويؤدى إلى قلب الدلتا عن طريق وادى الطميلات . ويبدأ المحور على القناة عند الإسماعيلية وبعدها ويتبع ممر الحتمية المهم الذى يقع بين جبل الحتمية شمالاً وجبل أم خشيب جنوباً ثم يستمر المحور شرقاً حتى يصل إلى مضيق الجفجافة الذي يُعد الفتحة الحاسمة بين جبل المغارة فى الشمال وكتلة جبل يلق الصعبة فى الجنوب وبعد ذلك يستمر المحور حتى يصل إلى أبوعجيلة حيث يتصل المحور الأوسط بالمحور الشمالى ومن هناك يؤدى إلى قلب إسرائيل . وتضم هذه المنطقة قبائل المنطقة الوسطى المقترحة تنميتها في ممرات سيناء الإستراتيجية وهى قبائل بلاد التيه والتى تضم التياها -اللحيوات –الحويطات. وكان من الضرورى تكثيف الاستيطان البشرى في وسط سيناء والشريط الحدودى وإيجاد تجمعات سكانية تشمل توطين أهالى سيناء فى نمط سكنى يتناسب مع طبيعة البيئة وثقافة الإنسان تهديد النخيل يشير د. عفيفى إلى تهديد النخيل بسيناء بسبب إقبال إسرائيل على استيراد سعف النخيل السيناوي قبيل الاحتفال بعيد المظال اليهودى وتقدر كمية ما تستورده إسرائيل من سيناء بحوالى 700 ألف سعفة نخيل يتم اقتطاعها من الأشجار المنتشرة فى أنحاء مدينه العريش وتؤثر عمليات التقليم الجائر على عملية التمثيل الضوئى للنخيل مما يؤدى إلى نقص إنتاج التمر وإهمال الصناعات القائمة على زيتون سيناء . ويُزرع بسيناء قرابة 3 ملايين و440 ألف شجرة زيتون فى مساحات تصل إلى 39 ألف فدان منها 18 ألف فى الشمال و20942 فى الجنوب وتنتج قرابة 84 ألف طن زيتون مائدة سنوياً و13 ألف طن زيت زيتون سنوياً يصدّر إلى أسبانيا لكن الإمكانيات الحالية لمعاصر الزيت بسيناء ضعيف ويمكن زراعة 10 الى 15 مليون شجرة خلال الفترة المقبلة فى أراضى ترعة السلام وفى الوديان ومثلها في جنوبسيناء كما أن هناك صعوبة فى تسويقه حيث تدنى سعره إلى جنيه ونصف الجنيه للكيلو بعد أن كان بأربعة جنيهات مشروعات لتنمية سيناء يقدم د. عفيفى رؤيته لتعمير سيناء ومنها التوسع فى زراعة شجرة الهوهوبا أو الجوجوبا ويستخرج منها زيت الجوجوبا المستخدم فى تصنيع مستحضرات التجميل وعدد من المنتجات الطبية و زيوت المحركات وخاصة المحركات الثقيلة والهامة مثل الطائرات الحربية ,الصواريخ , الدبابات وكافة المحركات الثقيلة لكونه يحتفظ بلزوجته تحت درجة حرارة مرتفعة فيطيل عمر المحرك ويقلل الحاجة إلى تبديل الزيت وعند إضافة 50 جم من زيت الجوجوبا لكل كيلو زيت محركات للسيارات فإنها تسير 20 ألف كيلومتر دون الحاجة لغيار آخر كما تم التوصل إلى إنتاج وقود حيوى من زيت الجوجوبا (بيوديزل) وهو مطابق للمواصفات الأوروبية والأمريكية للوقود الحيوى وجارى حالياً إجراء تجارب على إنتاج بنزين حيوى اوكتين 95 من الزيت ذاته . وأن سولار زيت الجوجوبا قيمته الحرارية ترتفع عن القيمة الحرارية للسولار البترولى مما ينعكس على استهلاك أقل للوقود بنفس النسبة تقريبا مما يؤشر لتحسن عوامل التشغيل المذكورة وكذلك استغلال خامات ومعادن سيناء الضخمة والتى تنافس بها أكبر دول العالم المنتجة حيث تحوى أرض سيناء احتياطى كبير من الرخام والحجر الجيرى، الطفلة، الجبس، الكبريت، الرمال السوداء والبيضاء والفحم إضافة إلى أكبر مخزون على مستوى العالم من مادة السيراميك بمنطقة نبق ومخزون هائل من البترول فى بلاعيم وأبو رديس والطفلة الكربونية والألباتايت وربط سيناء بقارة آسيا بريا عن طريق معبر برى فوق خليج العقبة وإحياء فكرة ربط مصر والسعودية عبر جزيرة تيران وإنشاء محافظة جديدة بوسط سيناء لضرورة اقتصادية وأمنية