وصفت جريدة الهيرالد تربيون هدوء الانتخابات البرلمانية بمصر، وعدم وقوع أية أحداث شغب أو عنف ب "المفاجأة" في ظل توقعات العديد من الخبراء والمراقبين بإمكانية حدوث أعمال شغب وعنف، مرتبطة دائمًا بعملية الانتخابات. الثابت أنه خلال عهد الرئيس السابق، حسني مبارك، انتشرت أعمال الشغب والعنف بالانتخابات الرئاسية، حتى باتت سمة من سمات الانتخابات بمصر، حتى في ظل سطوة الداخلية وسيطرتها على زمام الأمور. أشادت الجريدة بالاقبال المكثف من الناخبين على الادلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية باليوم الأول من المرحلة الأولى أمس، في أول انتخابات حرة عقب سقوط نظام الرئيس حسني مبارك. تابعت "فاجأت أعداد الناخبين الجميع بعد أسبوع واحد فقط من اندلاع مظاهرات غضب حاشدة بمصر ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شئون البلاد حاليًا.. إذ اعتبر الناخبون أن الإدلاء بأصواتهم في تلك الانتخابات التي ستحدد مستقبل مصر واجب وطني، لخلق برلمان منتخب له صلاحياته الكاملة لنقل السلطة إليه". نقلت الهيرالد تربيون على لسان رأفت ليليان (23 سنة) إنه ذهب للانتخابات بعد أن شعر بأن صوته له قيمة الآن بعد سقوط النظام السابق. أشارت لطوابير الانتخابات الطويلة، التي وقف فيها المصريون نحو 4 ساعات كاملة، مؤكدة في الوقت ذاته لوقوع عدد من أعمال العنف المتفرقة، مؤكدة في الوقت ذاته على أن فرصة جماعة الإخوان المسلمين في البرلمان كبيرة. وصفت الهيراليد تربيون الانتخابات المصرية والأعداد الغفيرة النازحة للتصويت ب "التاريخي"، بعد أن تنفس المصريون الصعداء بعد سقوط النظام السابق. وفي المقابل، نقلت الهيرالد تربيون، رؤية نظر جديدة داخل الشارع المصري، تؤكد على أن الانتخابات البرلمانية ليست لها قيمة الآن و لاتعني شئ خلال الفترة الحالية. نقلت عن التلفزيون المصري إن نسبة التصويت بالانتخابات البرلمانية هي علامة على موافقة الشعب على الجدول الزمني الذي حدده المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشأن المرحلة الانتقالية. نقلت رغبة المصريين في وجود برلمان منتخب يستطيع الصمود أمام رغبات المجلس العسكري، ويكون له صلاحياته الكاملة. أكدت الهيرالد تربيون أن نتبيجة الانتخابات البرلمانية ليست محسومة، كما أن وقوع أحداث شغب أو تزويير مازالت قائمة خلال المراحلتين المقبلتين. قالت الجريدة إن شباب جماعة الاخوان المسلمين قاموا بالتجمهر في عدد من الأماكن الاستراتيجية والرئيسية بمصر، حاملين أجهزة "لاب توب" لمساعدة الناخبين على تحديد أماكن اللجان الانتخابية، والدعاية لمرشحي حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي للجماعة. نقلت عن سعد الكتاتني، الامين العام للحزب، إن الجماعة خصصت 40 ألف من أعضائها لتأمين المقار الانتخابية خلال المرحلة الأولى. أشارت الهيرالد تربيون للمنافسة الشرسة بين الجماعة والتيار السلفي بالاسكندرية، والعديد من التيارات السياسية الليبرالية الأخرى ذات الثقل بالشاع المصري، مؤكدة على أن السلفيين حديثي العهد بالسياسية، وأقل تنظيمًا من جماعة الاخوان المسلمين. وفي ختام تقريرها عن الانتخابات المصرية، أكدت الصحيفة إن إمكانية انتهاء اجراء انتخابات ذات مصداقية بمصر تصل إلى 75%.