في الوقت الذي وصل فيه عدد مستخدمى الانترنت في مصر إلى أكثر من 25 مليون مستخدم، وبلغ عدد مشتركي موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك" إلى ما يقرب من 8.6 مليون مشترك، ونظراً للدور الكبير الذى لعبة الموقع فى إنجاح الثورة المصرية، تحاول الشركات المصرية الالتحاق بموكب مواقع التواصل الاجتماعية متوقعة تحقيق نجاحات في المجال الذي يشهد أكبر قدر من النمو في تكنولوجيا المعلومات. يتوقع خبراء التكنولوجيا أن تبوء تلك المحاولات بالفشل خاصةً مع ضعف تقدير الأمور من قبل الشركات التى أعلنت أنها ستطرح شبكات للتواصل الاجتماعي حول حجم انتشار المواقع العالمية وقوة الخصائص التى تقدمها للمستهلك. ويرى الخبراء أن فكرة منافسة مواقع فيس بوك وتويتر أو عملاق جوجل القادم "جوجل بلاس" تنم عن سوء تقدير للأمور، وعدم وضوح الرؤية حول رسوخ المواقع الكبرى داخل مصر، وأشاروا إلى أن تلك الخطوة قد تكون تكرار لتجربة النطاقات العربية والتى تتعثر حتى الآن في محاولة للنهوض أمام النطاقات الانجليزية منذ سنوات ولا تستطيع الاستمرار. استقرئت "أموال الغد" حجم انتشار "فيسبوك" في مصر، واستطلعت آراء الخبراء حول إنشاء مواقع للتواصل الاجتماعي مصرية وجدواها واحتمالات نجاحها خاصة مع إعلان أكثر من شركة عن نيتها فى الدخول فى هذا المجال على رأسهم "أوراسكوم تيليكوم" و"راية". قال حازم نبيل، مدير إدارة الملكية الفكرية في "مايكروسوفت - مصر"، أن طرح مواقع للتواصل الاجتماعي في مصر سيواجه مافسة شرسة مع مواقع التواصل الاجتماعي العالمية، مشيراً إلى أن حجم الانتشار والتغطية الذي حققته المواقع الكبرى سيؤثر سلباً على المواقع المزمع تدشينها. نوه على أن تقديم الطابع الخدمي في مواقع التواصل الاجتماعي قد يلقى نجاحاً طفيفاً لكنه لن يحقق النجاح المطلوب لاستمرار تلك المواقع في مواجهة النمو المطرد لمواقع التواصل الاجتماعي العالمية و التى حققت نجاحاً كبيراً. ويرى نبيل أن المحتوى المتصل بالأقاليم سيؤثر على نسبة توجه المستخدمين نحو الخدمات التى تقدمها الشبكات فى المحافظات مما قد يخلق جمهوراً نوعياً للمواقع الاجتماعية المحلية. ويرى مدير إدارة الملكية الفكرية في مايكروسوفت، ضرورة ألا تتبني شركات مواقع التواصل الاجتماعي لوجهات نظر سياسية، منوهاً إلى أن الشركات التى تستهدف نجاحاً في مجال الأعمال يجب أن تبتعد عن تبني وجهات نظر سياسية والدعاية لها عن طريق مواقعها. وأضاف على أنه لا يمكن فصل شبكة الانترنت بصورة عامة عن السياسة لما حققته من تأثير في الساحة السياسية رافضاً الربط بين مدشني الموقع ووجهات نظرهم السياسية. ومن جانبه، ربط تامر الزناتي، المنسق العام لخدمات البرودباند بشركة "اتصالات مصر"، بين توجه الشركات المحلية لخدمات التواصل الاجتماعى بمعدل الربحية الذي تستهدفه الشركات من الخدمات المقدمة لها، معتبراً أنه مشكلة دخول سوق التواصل الاجتماعي في الأصل. أضاف أن الشركات العالمية تحقق أرباحاً لشبكاتها من خلال الاعلانات الموضوعة على الموقع، مشيراً إلى أن دخول شركات مصرية في مجال التواصل الاجتماعي سيضعها في مأزق نتيجة قلة عدد الإعلانات بالتالى انخفاض الإرباح العائدة على الشركات الأمر الذى قد يعرض هذه الشبكات لخطر التوقف عقب وقت قصير من إطلاقها. ويرى أن فكرة التوجه نحو الأقاليم بصورة أساسية سيجعل حجم التواجد على الشبكات قليلة جداً لارتفاع نسب الامية وانخفاض حجم البرودباند وخدمات البنية التحتية في المحافظات وهو ما يهدد استمرار تلك المواقع في العمل. أشار الزناتي إلى أنه في حالة تعميم المواقع لتغطي مصر بصورة كاملة فور إطلاقها سيتوقف نجاحها على الخصائص التى يقدمها المواقع، مضيفاً أن وضع الخصائص في المواقع المصرية ستواجه مشكلة المنافسة مع الخدمات والخصائص التى تتيحها المواقع العالمية. شدد المنسق العام لخدمات البرودباند بشركة "اتصالات مصر" على أن القيم السوقية والتى تتيح نجاح أي خدمة جديدة تستدعي البعد عن الرؤى السياسية والربط بين الخدمات التى تقدمها الشركات والتوجهات السياسية لأعضاء مجالس إداراتها. ويختلف مع الرأى السابق، خالد شاش رئيس قطاع الصناعة بشركة "راية القابضة"، والتى أعلنت منذ عدة أسابيع عن إطلاق شركة متخصصة في تدشين مواقع التواصل الاجتماعي، وقال أن فرصة المواقع المصرية للتواصل الاجتماعي في النجاح كبيرة جداً خاصةً في حالة تركيزها على المحتوى المحلي، مشيراً إلى أن اعتماد مواقع تواصل اجتماعي داخل القرى والمحافظات لتقديم خدمات محلية وخرائط للقرى والأحياء داخل المحافظات سيتيح لهذه المواقع فرصاً هائلة للنجاح. لفت شاش إلى أن إطلاق مواقع تواصل اجتماعي مصرية سيتيح ميزات تنافسية غير متوافرة لدى المواقع الكبرى الموجودة حالياً مثل "تويتر" و"فيسبوك" و"جوجل بلاس" لما ستتميز به تلك المواقع من تعرف على احتياجات المستخدم النهائي والتركيز على المحتوى المحلى وهو ما لا تتيحه المواقع العالمية. أشار إلى أن الشركات المصرية ستكون لديها قدرة أفضل على المنافسة في الأسواق المصرية لتركيزها على تقديم خدمات حكومية وخدمات صحية محلية في المحافظات المختلفة. من جانبه أكد وائل الفخراني، مدير شركة "جوجل" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن مواقع التواصل الاجتماعي المصرية خطوة إيجابية تتخذها الشركات المصرية، مشيراً إلى أن محلية تلك الشبكات سيجعل قدرتها على المنافسة أعلى في القرى والمناطق الخدمية. ويرى الفخراني أن المنافسة على شبكة الانترنت مفتوحة لجميع الكيانات سواء الكبيرة أو الصغيرة، موضحاً أن ما يمكن أن يعيق تلك الشركات هو الامكانيات المتاحة لها وحجم البنية التحتية الواجب توفيرها لهذا النوع من الخدمات. أشار إلى أن الشركات المحلية المصرية لم تحقق بعد الاستفادة الكاملة من شبكة الانترنت مشدداً على أنه لاتزال هناك العديد من المجالات التى لم تقتحمها مصر منها تدشين مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الخدمات، وأوضح أن الانترنت هي سوق مفتوحة لعرض جميع الخدمات وعلى المستخدم اختيار الافضل له. نوه مدير شركة "جوجل" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أن استخدام الشركات لمواقع التواصل الاجتماعي كمنبر للتعبير عن وجهات نظر سياسية غير مطروح حالياً للتفكير خاصةً قبل إطلاق تلك المواقع. قال المهندس حاتم زهران، الخبير في مجال تكنولوجيا المعلومات، إن إنشاء مواقع تواصل اجتماعي مصرية أمر غير منطقى، مشيراً إلى أن المواقع المصرية لن تستطيع أبداً منافسة المواقع الكبرى للتواصل الاجتماعي. ويرى أن تلك المشروعات من الناحية الاستثمارية غير مجدية وغير جاذبة للاستثمارات لما يحيطها من خطورة عدم الحصول على عائد من الشبكات الاجتماعية، مشيراً إلى أن المواقع المصرية لن تستطيع التواجد في السوق العالمي أو حتى مواجهة المواقع الكبرى محلياً والتى حققت انتشاراً كبيراً داخل السوق. وتساءل حول الفائدة التى تسعى إليها الشركات من تدشين شركات للمواقع الاجتماعية لافتاً إلى جدواها الاقتصادية والتكنولوجية التى تسعى الشركات للحصول عليها من إنشاء المواقع. ولفت إلى أن الإعلان عن إنشاء مواقع تواصل اجتماعي و التأكيد من الشركات المعلنة على أنها ستستغرق ما يقرب من 3 سنوات لتدشين المواقع هو نوع من الدعاية للشركات و لن ينتج عنها مواقع تواصل اجتماعي حقيقية. أكد الخبير في مجال تكنولوجيا المعلومات على أن البنى التحتية التى تحتاجها مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن عدد من الخوادم و وعدد من المطورين لتصميم المواقع مضيفاً أنها لن تحتاج سوى عدة أشهر فقط لإطلاقها، معتقداً أن مصير مواقع التواصل الاجتماعي المصرية لن يختلف عن مصير النطاقات العربية التى أوجدتها شركة "ايكان" ثم لم يتم العمل بها وظلت إلى الآن معطلة عن العمل بصورة شبه كاملة.