تواصلت "حرب تكسير العظام" بين شركات المحمول في مصر .. فودفوان بعد أن تسيدت وتربعت على عرش قائمة الشركات الثلاثة، فتحت شهيتها كي تواصل هذا التقدم، وأعلنت عن استيراتجيتها الجديدة التي تستهدف خلالها التقدم على باقي الشركات و الانفراد بأكبر حصة سوقية لمدة ثلاث سنوات مقبلة على الأقل .. أما "موبينيل" فتعاني الآن جملة من الضغوط التي ساهمت بصورة مباشرة في نزوح عدد كبير من العملاء لشركات أخرى، على خلفية قيام المهندس نجيب ساويرس بنشر كاريكاتير عبر سفحته الشخصيه على مواقعه التواصل الاجتماعي، اعتبره البعض مسيئًا للدين الاسلامي .. أما شركة "إتصالات" فمازالت تحبو نحو القمة، بعد ان ارتفعت حصتها السوقية إلى 17.7% .. "اللعبة السياسية" كان لها دورًا كبيرًا في تحديد ملامح سوق الاتصالات في مصر، بعد أن تهاوت أسطورة "موبينيل" بعد جملة من حملات المقاطعة التي بدأت جحراء أنشطة سياسية لعضو مجلس إدارتها. استحوذت (فودافون) على الحصة السوقية الأكبر من السوق المصرية، وبلغت نسبة العملاء بها 42.2% من السوق، في الوقت الذي بلغت فيه نسبة عملاء موبينيل 39.1%، وارتفعت نسبة عملاء اتصالات إلى17.7% من سوق المحمول في مصر. في السياق نفسه فإن فوادفون أكدت على أن استراتيجيتها هي الحفاظ على صدارة السوق المصرية خلال السنوات الثلاثة المقبلة على الاقل، بالتركيز على تقديم خدمات أكبر للعملاء خاصةً عملاء الكارت الذين يمثلون نسبة 90% من عملاء الشركة. في الوقت ذاته، اتهمت موبينيل "البعض" باستغلال تلك القضية لمصالح معينة وحملات مدفوعة الأجر "على حد تعبيرها" لجذب العملاء بعيداً عن موبينيل. أرجع د.حمدي الليثى، الخبير بمجال الاتصالات، تفوق فودافون على كل من موبينيل واتصالات للتعديل الذي طرأ على الاستراتيجية التي تتبعها الشركة منذ دخولها السوق المصرية، مشيراً لتوجهها خلال آخر عامين لزيادة شعبيتها بالسوق. أضاف أن الاستراتيجية السابقة لفودافون كانت تركز على جني الارباح دون الاهتمام بزيادة عدد المستخدمين، وهو ما غيرته الشركة الآن. نوه الليثي على أن تراجع موبينيل لا يمكن وصفه ب "السياسي"، مستبعداً تأثير قضية الرسوم الكارتونية التى نشرها المهندس نجيب ساويرس على صفحته على تويتر على موبينيل، خاصةً بالنصف الثاني من العام، واصفاً "الأزمة" بأنها مرحلة وستمر، وأن من يرجع تراجع عملاء موبينيل على قضية الرسوم يقدم "رؤية خاطئة للأمور". أشار إلى أن عدم احتفاظ شركة بعينها بالصدارة طوال الوقت يدل على نضج السوق المصرية، منوهاً على أن جو المنافسة بين شركات المحمول "صحي" . تابع (أن تحويل المستهلكين من شبكة لأخرى مسألة وقتية وستعود الامور لطبيعتها عقب فترة زمنية قصيرة)، منوهًا أن الأحداث السياسية الراهنة هي التى تؤثر على حجم التحويل بين الشركات. اتفق معه عدد من خبراء الاتصالات، مؤكدين على أن (رسوم ساويرس) لم تؤثر على حجم موبينيل بالسوق، مطالبين بالفصلبين الشركة كعمالة مصرية و نوعية الخدمة التى تقدمها وبين الآراء السياسية لساويرس باعتباره سياسياً وليس عضواً بمجلس إدارة الشركة. أضاف الخبراء أن المنافسة بين شركات المحمول الثلاثة "عادلة " مشددين على ضرورة تحسين الخدمة وخفض اسعار المكالمات لتتماشى مع الاسعار العالمية، والابتعاد عن التركيز على زيادة اعداد المستخدمين وإغفال تحسين الخدمات خاصةً في القرى و مناطق الصعيد. أشار خالد حجازي، مسئول العلاقات الحكومية بفودافون، إلى أن شركته تستهدف الاستحواذ على الحصة الاكبر من السوق على الاقل للسنوات الثلاثة المقبلة، مؤكدًا أنها حققت هذا الهدف خلال العامين السابقين، وستسعى للحفاظ على مكانها في السوق. نوه على أن شركته هي أكثر الشبكات جذباً للعملاء المحولين بنفس الرقم من الشبكات الأخرى، مؤكداً على أن زيادة عدد العملاء لايرجع للتحويل من شبكات أخرى، إنما لزيادة أعداد المشتركين المقبلين على خدمات فودافون. أكد أن فودافون خلال النصف الاول من 2011 شهدت إقبالاً كبيراٌ من مستخدمين جدد على شبكتها، ليصل عدد عملائها 33.74 مليون عميل. أشار حجازي إلى أن 90% من عملاء الشركة يعتمدون على نظام الكارت المدفوع مقدماً، لافتاً إلى أن فودافون تستهدف تقديم مزيداً من العروض و الخدمات لعملائهم لدفعهم للبقاء على شبكة فودافون، بالإضافة لتشجيع زيادة عدد العملاء الجدد المقبلين على الشركة. من ناحيته، أكد حسان قباني، الرئيس التنفيذي لموبينيل، على أن شركته تأثرت سلبًا بحملات المقاطعة التى تتعرض لها، وفقدت مئات الألاف من العملاء، مشيراً إلى أن نتائج أعمال الربع الثالث للشركة ستظهر هذا التأثير . أضاف أن البعض استغل القضية لمصالح معينة وحملات مدفوعة الأجر "على حد تعبيره"، منوهاً على أن الشركة ستواجه هذه الحملات بتركيز حملاتها التجارية على الأسواق وإطلاق مبادرات جديدة وتطوير خدمات "الداتا" و"الانترنت" لتعويض خسائرها خلال النصف الثانى لتعود الشركة اقوى مما كانت الفترة المقبلة. نوه قباني على أن خسائر الشركة بلغت 85.763 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الجاري، مرجعًا ذلك للأحداث السياسية التي تمر بها مصر فضلا عن زيادة الضرائب بنسبة 5%، فالحكومة فرضت شريحة إضافية بنسبة 5% علي أرباح الشركات التي تحقق أكثر من 10 مليون جنيه أرباحًا سنويًا ليصل مجمل الضريبة إلى 25 %، بهدف سد العجز في الموازنة، مما أثر سلبًا على صافي أرباح الشركات، فى ظل حالة عدم الاستقرار التى يمر بها قطاع الأعمال بسبب تداعيات الثورة مستبعداً تأثير الرسوم الكارتونية لساويرس على زيادة الخسائر. أضاف ان أعمال الشركة تحسنت خلال الربع الثاني، بالمقارنة بالربع الأول الذي تأثر خلاله قطاع الاتصالات بشكل عام بأحداث الثورة، و انقطاع الاتصالات، وتراجع حركة السياحة ونشاط العقارات. fb:comments title="تحليل : "اللعبة السياسية" سلاح حرب تكسير العظام بقطاع الاتصالات" href="http://www.amwalalghad.com/index.php?option=com_content&view=article&id=32128:تحليل-اللعبة-السياسية-سلاح-حرب-تكسير-العظام-بقطاع-الاتصالات&catid=1140:2010-07-21-09-40-37&Itemid=264" num_posts="1" width="700" publish_feed="true" colorscheme="light"