أكد الرئيس حسنى مبارك أن القمة الإفريقية الأوروبية منذ انعقادها بالقاهرة عام 2000 ارست اساسا قويا لعلاقات مشاركة مثمرة تقوم على التكافؤ والتعاون والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. رحب الرئيس فى كلمته أمام القمة الإفريقية الأوروبية الثالثة بالعاصمة الليبية طرابلس والتى ألقاها د. أحمد نظيف رئيس الوزراء نيابة عنه باختيار شعار الاستثمار والنمو وفرص العمل ليكون شعارا للقمة.. وأضاف ان افريقيا تحتاج أكثر من أى وقت مضى إلى دعم جهودها من أجل تعزيز النمو والاستثمار واتاحة فرص العمل خاصة مع ما تواجهه القارة من تحديات ما بين ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وتحديات تغيير المناخ وتواضع نصيب افريقيا من التجارة العالمية وتزايد الديون الخارجية.. وفيما يلى نص كلمة الرئيس مبارك أمام القمة والتى ألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء.. يسعدنى ان ألقى بيان مصر نيابة عن السيد الرئيس محمد حسنى مبارك الذى حال دون مشاركته فى هذه القمة الهامة انشغاله ومتابعته للانتخابات التشريعية التى أجريت جولتها الأولى بالأمس وتتم جولتها الثانية فى غضون الأيام القليلة المقبلة. - الأخ القائد معمر القذافى.. قائد الثورة الليبية ورئيس القمة. - الأخ الرئيس على بونجو.. رئيس الجابون والنائب الأول لرئيس الاتحاد الافريقى. - السيد فان رومبوى.. رئيس المجلس القومى الأوروبى. - السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات. أتوجه بالتحية والتقدير للأخ القائد معمر القذافى.. معربا له وللشعب الليبى الشقيق عن الامتنان.. للحفاوة وكرم الضيافة، كما أرحب بانعقاد هذه القمة.. بعد ثلاث سنوات منذ قمتنا الأخيرة فى لشبونة.. سعيا للارتقاء بمستوى التعاون والمشاركة.. بين افريقيا وأوروبا. - السيدات والسادة.. لقد مضت عشر سنوات.. منذ انعقاد قمتنا الأولى بالقاهرة عام 2000، وقد أرسينا خلالها أساسا لعلاقات مشاركة مثمرة.. تقوم على التكافؤ والتعاون والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.. واعتمدنا معا إعلان وخطة عمل القاهرة. ثم جاءت قمة لشبونة عام 2007.. فدفعت بهذا الإطار المؤسسى للتعاون خطوات إلى الأمام.. فاعتمدنا معا استراتيجية مشتركة.. وخطة للعمل ذات توجه عملى.. تضع أهدافا وبرامج محددة نسعى لتحقيقها. وتأتى قمة طرابلس اليوم.. لنراجع ما تحقق من هذه الأهداف والبرامج.. ولنضع معالم تحركنا فى المستقبل.. ودعونى أسارع بالقول إن ما تحقق حتى الآن.. لا يزال بعيدا عما ننشده.. وأقل مما نستطيعه.. وعلينا ان نعترف بأن العديد مما ورد فى خطتى عمل (القاهرة) و(لشبونة) من انشطة وبرامج.. لم يجد بعد طريقه إلى التنفيذ. تأتى قمتنا اليوم.. والعالم يحاول الخروج من أزمة مالية واقتصادية حادة.. تسببت فى فقدان الملايين لوظائفهم وانخفاض معدلات النمو.. ودخلت بالاقتصاد العالمى فى مرحلة ركود.. هو الأكبر منذ عشرينات القرن الماضى أزمة عانت افريقيا من تداعياتها.. ولا يزال.. ما بين تراجع أسعار المواد الأولية.. وموارد التمويل.. وتدنى الاستثمار الأجنبى المباشر.. وتفاقم البطالة حدث ذلك.. فى وقت تطلعت فيه افريقيا للمزيد من النمو.. ورفع مستويات معيشة أبنائها.. فجاءت هذه الأزمة لتضع أمام جهود التنمية عراقيل وتحديات جديدة.. ولتجعل افريقيا أكثر الاطراف الدولية تضرراً من تداعياتها. إننى ارحب باختيار شعار «الاستثمار والنمو وفرص العمل».. ليكون شعاراً لهذه القمة.. فالحاجة تشتد الآن أكثر من أى وقت مضى.. لدعم جهود أفريقيا من أجل تعزيز النمو والاستثمار وإتاحة فرص العمل.. خاصة مع ما تواجهه القارة من التحديات التقليدية والطارئة.. ما بين ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.. وتحديات تغير المناخ.. وتواضع نصيب افريقيا فى التجارة العالمية.. وتزايد أعباء الديون الخارجية.. فى وقت تحتاج فيه افريقيا للمساندة الدولية.. وللمزيد من المزايا والتسهيلات لنفاذ منتجاتها للأسواق الأوروبية والعالمية. ان افريقيا تشتد حاجتها.. لدعم شركاتها بدول الاتحاد الأوروبى وغيرها.. لمساندة جهودها من أجل التنمية، ولتعزيز سعيها للسلم والأمن والاستقرار وتنمية تضع الإنسان الافريقى على رأس أولوياتها.. تركز على التنمية البشرية فى التعليم والرعاية الصحية.. وعلى مشروعات البنية الأساسية.. وتدفع بمعدلات الاستثمار والنمو والتشغيل للأمام. - السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات.. تعتمد قمتنا اليوم خطة عمل جديدة.. للأعوام الثلاثة المقبلة.. تغطى المجالات الثمانية للشراكة فيما بيننا.. بعدد من المبادرات والانشطة لتعزيز التعاون فى تحقيق السلم والأمن.. والتنمية الاقتصادية.. وتنفيذ الأهداف الألفية للتنمية.. وغير ذلك من المجالات ذات الأولوية. إننى اتطلع معكم إلى التنفيذ الجاد والفعال لخطة العمل الجديدة.. باعتبار ذلك متطلبا ضروريا.. لتأكيد نجاح ومصداقية المشاركة فيما بيننا كما اشير فى هذا السياق إلى المسئولية الخاصة لكل من المفوضيتين الافريقية والأوروبية.. فى متابعة تنفيذ خطة العمل.. بمزيد من الجهود التى نحمل لها مشاعر التقدير والاعتزاز.. أعلم تماما ما تعانيه أوروبا من تداعيات الأزمة العالمية الخانقة.. لكن معاناة افريقيا اشد وطاة وابعد تأثيرا.. وأعلم ما اتخذته دول الاتحاد الأوروبى من سياسات للتقشف المالى.. لكن تطلع افريقيا لدعم شركائها.. لا يحتمل التأجيل أو الانتظار. لقد اعتمدت افريقيا مبادرة «النيباد».. تأكيدا لمسئوليتها عن تحقيق التنمية لشعوبها.. وتطلعا لدعم شركائها الدوليين اقامت القارة اطرا مؤسسية لشراكات عديدة مع دول وتجمعات العالم.. كما مضت فى تطوير مؤسسات الاتحاد الافريقى.. وتعزيز التكامل والاندماج بين دولها وتجمعاتها الاقتصادية الإقليمية.. على طريق غايته الوحدة الافريقية.. يستلهم التجربة الناجحة لدول الاتحاد الأوروبى. كما حققت افريقيا انجازات عديدة.. استكمالا لمنظمومة السلم والأمن.. فاقامت مجلس السلم والأمن الافريقى.. وبدأت فى تشكيل القوة الافريقية الجاهزة.. وتسعى لإنشاء ألية للإنذار المبكر لقد اقترحت مصر إنشاء مركز افريقى لإعادة الاعمار والتنمية.. فى مرحلة ما بعد انتهاء النزاعات المسلحة.. وستطرح أمام القمة الافريقية المقبلة تصورا متكاملا لإنشاء هذا المركز.. واثق انه سيعزز قدرات القارة فى بناء السلام.. ومنع الانزلاق مجددا إلى دائرة العنف والصراع.. كما اثق انه سيلقى مساندة شركاء افريقيا فى أوروبا. - السيدات والسادة.. ان ما حققته القارة فى مجالى التنمية وتعزيز السلم والأمن.. يظل فى حاجة لدعم شركائها الدوليين.. فى أوروبا وعلى اتساع العالم.. وهذا هو المغزى والهدف الرئيسى لقمتنا اليوم. آمل ان تمضى بنا هذه القمة لمستوى أفضل من التعاون والمشاركة.. بخطوات جادة وملموسة.. ترسخ دعائم الشراكة الافريقية الأوروبية.. وتعطى للتعاون فيما بيننا زخما متجددا.. ودفعة جديدة للأمام. لكم جميعا تحيتى وتقديرى.. أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،