استغلت نيكاراغوا خطأ وقع فيه نظام غوغل للخرائط لتبرير غزوها لكوستاريكا، فقد عبرت قوات نيكاراغوية الأسبوع الماضي نهر سان خوان الذي يفصل بين البلدين قرب ساحل الكاريبي ونصبت علما على جزيرة كاليرو في كوستاريكا. وذلك وفقا لما ذكرته " الجزيرة نت". وقالت صحيفة ديلي تلغراف إن الجنود كانوا بقيادة قائد حرب العصابات السابق في حركة ساندينيستا الثورية اليسارية إيدن باستورا الذي قال إنهم كانوا يجرفون الجانب النيكاراغوي للنهر وقرروا إقامة معسكر. يشار إلى أن الجزيرة تقع في منطقة حدودية طالما كانت سيادتها محل نزاع شرس، لكن تم الاعتراف بها كجزء من كوستاريكا منذ عام 1897. ورغم ذلك وضعت خرائط غوغل الجزيرة ضمن حدود نيكاراغوا. وذكرت الصحيفة أن كوستاريكا التي لا تملك جيشا سارعت إلى إرسال قوات أمن إلى الحدود لتعزيز 150 من أفراد الأمن الذين كانوا هناك منذ اندلاع التوتر الشهر الماضي. وطالبت رئيسة كوستاريكا لورا شينشيلا منظمة الدول الأميركية بالتحقيق في هذا التوغل، وهددت بنقل النزاع إلى مجلس الأمن الدولي. وقالت إن كوستاريكا تشهد تلطيخ كرامتها، كما ناشدت حكومتها شركة غوغل تغيير الحدود على خرائطها. وبعد إجراء تحقيق في الأمر أقرت غوغل بأنها منحت بالخطأ مسافة 2.73 كلم لنيكاراغوا وألقى محلل السياسة الجغرافية في غوغل تشارلي هيل باللوم على وزارة الخارجية الأميركية التي توفر بيانات سيئة، مشيرا إلى أنهم يعكفون الآن على تحديث خرائطهم. وأضاف أن علم الخرائط مهمة معقدة والحدود تتغير دائما.. ورغم ذلك كتب أيضا وزير خارجية نيكاراغوا صامويل سانتوس لغوغل قائلا إن خرائطهم الأصلية كانت صحيحة تماما، رافضا بذلك مطالب كوستاريكا. كما عدل باستورا تصريحاته الأولية مدعيا أن خريطة غوغل عززها أيضا النص الأصلي لمعاهدة كانياس خيريز للمنطقة عام 1858، وقال إن الخرائط لن تخبره بمكان الحدود، لكن المعاهدة هي التي توضح ذلك. لكن غوغل وكوستاريكا والولايات المتحدة متفقة على أنه بموجب أول قرار تحكيم لاحق في عام 1897 فإن الأرض ملك لكوستاريكا. ومما سبب إحراجا لمحرك البحث العملاق أن موقع خرائط بنغ -وهي الخدمة المنافسة التي أنشأتها مايكروسوفت- رسم الحدود بما يتماشى مع الحدود المقبولة عادة. ويأتي هذا النزاع بعد تسعة أشهر على انتقاد كمبوديا لغوغل على تصويرها الحدود التايلندية الكمبودية. وقال متحدث باسم غوغل إنه في الوقت الذي تصارع فيه الشركة لجعل خرائطها دقيقة، ينبغي عدم استخدامها بأي حال مرجعا لتقرير عمليات عسكرية بين الدول.