حتى أمد قريب كانت آلاف الأفكار التي يمتلكها الشباب العرب، لاتجد دعماً أو تمويلاً، لكن في ظل التغيرات التي شهدها العالم مع ثورة المعلومات والإتصالات، تغير المشهد نحو الأفضل. اليوم توجد صناديق وشركات استثمار ومؤسسات مالية تعمل برؤوس أموال ضخمة هدفها تبني الأفكار الجيدة، وتقديم الدعم المادي أو الخبرة أو التدريب أو الإستشارة، وربما جميع أشكال الدعم تلك معاً. ذلك وفقا لما جاء في العربية نت ومع أن حجم المبادرات تلك ليس كبيراً بحيث يبلغ حوالي 3 مليارات دولار، إلا أنها تشكل بلا شك ركيزة جيدة للمضي قدماً في هذا الطريق الذي يفتح الأبواب أمام مئات الشباب العرب لدخول عالم الأعمال والثراء. متى يمكنك الحصول على الدعم؟ ويشترط في الشاب الراغب بالحصول على التمويل وفقاً لحديث محمد البلاع، رئيس المجموعة الوطنية للتقنية في السعودية، أن يقدم فكرة ذات جدوى إقتصادية، جديدة من ناحية المضمون، قابلة للتطبيق والتحول إلى مشروع رابح. ويضيف البلاع في حديث ل "العربية" في دبي " أيضاً يجب أن يكون صاحب الفكرة مقنعاً، راغباً في العمل على تطوير فكرته، وإنجاح مشروعه بكل ثقة وجدارة". وكانت المجموعة الوطنية للتقنية، أطلقت شركة تمول الشباب الراغبين باطلاق مبادرات في مجال الإنترنت وتقدم لهم في حال تبني الفكرة مبالغ تتراوح بين عشرات الآلاف من الدولارات وتصل إلى بضع ملايين وفقاً للبلاع. ويلاحظ أن القطاع الخاص أكثر ميلاً نحو تحويل الفكرة من الدعم إلى الإستثمار، في حين لايزال القطاع الحكومي يرى أن من واجبه تقديم الدعم بصفته واجباً وضرورة إقتصادية. قيمة المبادرات وحسب رئيس شركة "أبراج كابيتال"، مصطفى عبد الودود، فإن العالم العربي شهد إطلاق العديد من المبادرات على مستوى الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص للإستثمار أو لتمويل "أفكار الشباب" ومع أنه يرى أنه من الصعب تحديد قيمتها يمكن الحديث عن مبادرات ربما تفوق 3 مليارات دولار ويبقى تحديدهها بدقة صعباً. ويرى عبد الودود أن الهدف منها هو رفع حصة الكيانات الصغيرة والمتوسطة إلى نحو 20 إلى 30 % من الناتج القومي. ويتعدى الدعم الأغراض التمويلية، إلى تقديم الخبرات، الإستشارات، والتدريب، لكن لايوجد حتى الآن رقم واحد لأعداد المستفيدين من كل صنوف الدعم تلك، إلا أن هناك أرقام أخرى عن نسبة من يحملون فكرة لمشروع ويبحثون عن داعم، فحوالي 13 % من الشباب العربي لديهم أفكار، وهي نسبة تعد من النسب العليا عالمياً. نماذج للباحثن عن تمويل ويعد محمد الجهماني، الشاب السوري صاحب فكرة "تطوير محتوى الإعلام العربي على الإنترنت" نموذجاً لآلاف الشباب العرب الذين يحاولون الإستفادة من الاموال الموجودة في الصناديق التي تغازل هذه الأفكار. ويقول الجهماني ل"العربية" خلال مؤتمر ريادات الأعمال في دبي أنه طرح فكرته أمام عدد من المستثمرين، وقد وجدت صدى جيداً لدى 3 مستثمرين أبدوا رغبة بتطبيق الفكرة.