لاول مرة لن يشهد ميناء سفاجا سفر الحجاج لعدم وجود عبارات صالحة لنقلهم, ففي بداية الشهر الحالي ألغت وزارة الداخلية الحج البحري لحجاج القرعة, والاكتفاء بالحج الجوي والبري. واتخذت الوزارة وفقا لتحقيقات "الاهرام" هذا الموقف نتيجة لعدم وجود عبارات تتوافر بها مواصفات حسب اتفاقية سلامة الارواح في البحار, بالاضافة الي عدم تقدم شركات النقل البحري لمناقصة وزارة الداخلية, وهو نفس الموقف الذي حاولت هذه الشركات تنفيده السنة الماضية, ولكن خططها فشلت بقيام شركة كبري للتقدم وحدها وحصلت علي حق نقل حجاج القرعة, لكن هذا الموقف تغير هذا العام بفرض شروط صارمة علي العبارات, واشتراط حصولها علي شهادات معتمدة للسلامة البحرية مما يكلف الشركات مبالغ طائلة للحصول علي هذه الشهادات, وادي الي احجامها عن العمل العام الحالي. مصدر مسئول بهيئة الموانئ اكد ان عددالسفن الصالحة للابحار بين سفاجا وجدة لا يكفي, خاصة ان اغلبها يخضع للصيانة حاليا بترسانة السويس بعد انتهاء موسم العمرة, بالاضافة الي اجراء التعديلات التي فرضتها المنظمة البحرية العالمية ووجب تطبيقها اعتبارا من اول الشهر الحالي, وتتعلق بفرض المزيد من شروط الاتزان والسلامة التي تؤمن حياة المسافرين في اثناء الابحار. واشار الي انخفاض اعداد العبارات العاملة في نقل الركاب عبر الموانيء المصرية بنسبة كبيرة حتي وصل عدد العبارات حاليا الي10 عبارات فقط, هي اجمالي العبارات التي تعمل فعليا عبر مواني سفاجا ونويبع والغردقة, بالاضافة الي عبارتين احداهما انتقلت للعمل للسودان, والاخري تخضع لاجراء تعديلات عليها بترسانة السويس, بعدما كان يصل عدد العبارات العاملة بالمواني المصرية قبل عام2006 الي37 عبارة, وتوقع ان تصل نسبة الانخفاض خلال الفترة القادمة الي اكثر من ذلك مشيرا الي ان السوق اصبحت غير مشجعة لمشغلي العبارات, والعائد الاقتصادي اصبح ضئيلا جدا بعد فرض شرط الحصول علي شهادات معتمدة دوليا. وقال ان كلا من وزارتي السياحة والداخلية قررتا الغاء الحج البحري نظرا لانخفاض عدد العبارات التي يتم الاعتماد عليها, ودخول باقي العبارات الي الصيانة الدورية لمدة تصل الي45 يوما, بالاضافة الي عدم مطابقة العبارات الاخري لمقاييس الجودة العالمية للملاحة. المهندس محمد عبد النبي الاستشاري البحري ورئيس جمعية المهندسين البحريين ومهندسي بناء السفن اكد ان العديد من العبارات لا تنطبق عليها شروط السلامة البحرية, مما دفع اصحاب العبارات لا يقافها, لان تطبيق شروط السلامة عليهم سيكلفهم مبالغ هائلة, ولن يستطيعوا تعويضها من نقل الحجاج, وعلي الجانب الحكومي, فعبارات القاهرة والرياض التابعتان لوزارة النقل تعملان في الرحلات القصيرة وغير مسموح لهما بالعمل علي خط سفاجا جدة برغم انهما مركبات علي مستوي عال جدا والسلطات السعودية ترفض نزول الحجاج في ميناء ضبا المخصص لنقل العمالة, ويؤكد ان الحل الوحيد هو تدخل الدولة لدعم هذا القطاع لكي يكون لدينا سفن صالحة للعمل علي الخط الملاحي سفاجا جدة لان اقل سفينة ركاب جديدة لا يقل ثمنها عن50 مليون دولار وفي الوقت ذاته عائدها يكون ضعيفا. ويقول الوكيل الملاحي عوض عبد السميع ان خط سفاجا ضبا هو نقل عماله اماسفاجا جدة فهو للحج والعمرة, وكان يعمل عليه العام السابق عبارات وادي النيل ودهب وموده ومحبة والعام الحالي توقفت تلك العبارات بلا سبب معروف. ويؤكد ان الاستثمار في هذا الخط جيد ويحتاج الي تدفق استثمارات اكثر بكثير مما هو عليه, وتنظيم استراتيجية النقل البحري فيه. ويؤكد احد الوكلاء الملاحيين ان الدولة اشترطت حصول سفن نقل الركاب علي شهادة من الهيئات الدولية المتخصصة بمراقبة سلامة السفن, ورغم ذلك فإن اصحاب السفن يحصلون عليها من هيئات ذات جودة أقل من الهيئات ذات السمعة العالمية, وذلك لان الهيئات الدولية ترتفع تكاليف شهاداتها لانها تلتزم بشروط ومواصفات أشد لحرصهما علي تأمين سلامة السفينة والراكب معا, فشهادات الهيئات الكبري تضمن سلامة السفينة, فكل شيء فيها وصيانتها محددة بشروط عملية صارمة.