أكد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أن التخطيط الاستراتيجي وتحقيق التكامل بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وصولا للتنمية المستدامة يتطلب توفير قواعد بيانات شاملة وحديثة تتيح المجال لتحديد مستويات التفاوت فى المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية فى مختلف مناطق الجمهورية وتوجيه الجهود للمناطق الأكثر احتياجا وصياغة برامج ومشروعات موجهة لمناطق بعينها وإحداث اثار إيجابية ملموسة فى نوعية حياة المواطنين . جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها نظيف في الاحتفال باليوم العالمي للاحصاء الذى أقيم اليوم بمقر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء بمديمة نصر. ونوه نظيف بالدورالمهم الذي تلعبه الاحصاءات فى حياة البشر بدءا من رسم خريطة واضحة المعالم لخصائصهم الاجتماعية والديموغرافية واحتياجاتهم من السلع والخدمات إلى رصد جميع نواحى النشاط الاقتصادى والظروف البيئية وإتاحة كل تلك البيانات لمتخذي القرار والباحثين لرسم السياسات والتخطيط للاستغلال الأمثل للموارد وتحقيق افضل النتائج التى تؤدى الى تحقيق حياة أفضل. وقال إن ما يمكن أن تتصف به الاحصاءات من النزاهة والشفافية والحرفية يزيد من فرص الثقة والمصداقية لدى مستخدميها وتجعلهم في الوقت نفسه أكثر تعاونا مع الأجهزة المسئولة عن جمع البيانات ما يؤدي إلى مزيد من الدقة والاتقان والحداثة فى انتاج البيانات. وأوضح نظيف رئيس مجلس الوزراء فى كلمته أن عالم اليوم أصبح عالما معلوماتيا تلعب فيه التقنيات الحديثة فى مجالات الاتصالات ونظم المعلومات أدوارا مؤثرة ، واصبحت المعرفة متاحة للجميع .. مؤكدا ان الدولة تولي اهتماما خاصا للانفتاح على العالم فى هذا المجال. ودعا رئيس مجلس الوزراء الإحصائيين إلى استغلال الفرص المتاحة للتعرف على التجارب الناجحة فى هذا المجال. وأشار الى التاريخ المصرى المشرف فى مجال الإحصاءات منذ منتصف القرن التاسع عشر ومحاولات محمد على إجراء تعداد شامل للسكان وكذلك إجراء أول تعداد متكامل بالمفاهيم الحديثة عام 1882 باستخدام عناصر وأدوات تم اختيارها فى ذلك الوقت لهذا الغرض الى ان تم انشاء مصلحة الاحصاء فى مطلع القرن العشرين حيث قامت بإجراء التعدادات المتتالية ثم تحولت الى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 1964 والذى استمر فى إجراء كافة التعدادات والمسوح وانتاج الإحصاءات الرسمية . وشدد رئيس الوزراء على ان العمل الاحصائى بالمفاهيم الحديثة يتطلب زيادة التنسيق والروابط بين الشركاء فى هذا المجال . ودعا نظيف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الى ان يضطلع بدور المنسق الرئيسى بين هؤلاء الشركاء لضمان تكامل ودقة وحداثة البيانات وكذلك انتاج بيانات وفق المعايير الدولية . وقال الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء إن مشاركة مصر منذ عام 2005 فى معيار النشر الخاص بصندوق النقد الدولى كان نتيجة للجهود المتميزة لوزارة التنمية الإقتصادية ، وجاء كشهادة واضحة من المجتمع الدولى لدقة وحداثة وشمول الإحصاءات الرسمية المصرية . وحث الدكتور نظيف شركاء العمل الإحصائى فى مصر على مزيد من التطوير وخاصة فى الربط بين منتجى ومستخدمى البيانات ، والتعرف على احتياجاتهم والعمل على تلبيتها بأفضل الطرق والوسائل . وأكد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة بذل المزيد من الجهد فى أساليب نشر واتاحة البيانات. وأفاد نظيف بأن الإحصاء وسيلة وليس غاية وتحسين الوسيلة يضمن بلوغ الغاية ، ودعا كل شركاء العمل الإحصائى فى مصر وعلى رأسهم الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لتعزيز قدراتهم الذاتية سواء من الكوادر والقيادات الواعية القادرة أو الإمكانيات الحديثة التى تمكنهم من مسايرة أفضل الممارسات العالمية وتتيح للمجتمع كل ما يحتاجه من معلومات وبيانات دقيقة وموثقة، حسبما ورد بوكالة أنباء الشرق الأوسط.