أربع سنوات هي عمر مشروع مساكن الشباب بهضبة الهرم, ومع ذلك دبت الشيخوخة المبكرة في بنيان المشروع البالغ28 عمارة يضم560 وحدة سكنية. وحين تسلم الشباب وحداتهم السكنية بفرح غامر فوجئوا بوجود هبوط أرضي بمعظم العمارات, فضلا عن انتشار الشروخ والتصدعات التي تنذر بالخطر في معظم عمارات المشروع. مما دفع الشركة التي قامت بالبناء إلي المبادرة باستئجار شقق للمضارين لحين الانتهاء من الصيانة وإعادة حقن الأرض, وطال الانتظار بلا حدود والشباب مازالوا ينتظرون بعد أن تبددت أحلامهم وضاعت أموالهم. السيد سامح ندا أحد سكان العمارة10 والتي تعرضت للهبوط مؤخرا, أكد أن المشروع لم يمض عليه أكثر من عامين, وبدأت عيوبه تظهر في معظم المساكن, حيث ظهرت شروخ وفواصل داخل العمارات مما جعل الكثيرين يهجرونها والابلاغ عن مخالفات هذه المباني, وكان آخرها العمارتين10 و11 والتي فوجئنا فيهما نحن السكان بهبوط بالأرض وتشقق وتصدع بالمباني وذلك منذ أول العام الحالي وأخذنا وعدا من المحافظة والشركة باعادة الصيانة وتبطين الأرض ولم يحدث أي شيء ولاتوجد أية مؤشرات علي أعمال الترميم, فالمسئولون لايقولون أكثر من ربنا يسهل منتظرين أوامر الشغل..! وذلك وفقا لما نشرته الأهرام . ويضيف المهندس وائل النادي أحد سكان المبني11 أن مشكلة هذه المباني ترجع لغياب ضمير كل من حاول وساعد في هذا المشروع من مسئولين ومنفذين منذ افتتاحه, حيث فوجيء السكان بهبوط متتابع وتصدعات بالحوائط وميل المباني في16 عمارة حتي الآن وشكونا لكل الجهات لانقاذنا من هذه الكارثة ولم يحدث أي شيء بالنسبة لكثير من العمارات بينما تحاول الشركة المنفذة والمسئولة عن هذه الكارثة أن تقوم بنفسها بأعمال الترميمات مما يعني أن هناك مؤامرة لأن الاحتمال بأن المخطيء سيعاود الخطأ ولا أحد يحاسب فالمبني الأخير حدثت به تلك الأخطار منذ يناير الماضي ولا أحد يسأل عنا أو فينا. ويشير المهندس محمود محمد سليمان من سكان عمارات الشباب إلي أن الشقق البديلة التي وفرتها الشركة مؤقتا أكثر سوءا من الأصلية, في الوقت الذي لانعرف ماذا نعمل ولانعرف متي سنحصل علي الشقق, وماهي درجة معالجتها. وأشار إلي أن المهندس القائم بأعمال المشروع وصيانته أكد أن التربة صخرية في تلك الهضبة التي أقيم عليها المشروع, واتضح وجود مياه جوفية, ولم تعمل الشركة أية مجسات مناسبة تجاه الأرض. وقال: محمد عبدالعزيز محمد( مدرس) من سكان العمائر: إن المضارين من الشباب تقدموا بشكاوي لمحافظ الجيزة وطلبوا مقابلته لمواجهة هذه المشكلة وإنقاذهم, إلا أنه أحالهم إلي مدير مكتبه الذي أخذ يؤجل في الموضوع وتسويفه, وقال: إنه سوف يقوم بالمعاينة والمتابعة وتداراك الموقف, ثم ذهبنا إلي المهندس مصطفي محمد مصطفي بمديرية الإسكان بالجيزة الذي أفادنا بأنه تم الإتصال بالشركة والتي تعاقدت وقتها مع أستشاري بجامعة القاهرة, وأن دراسة المشروع مازالت قائمة, ثم لم يحدث شيء فنحن في انتظار تقرير الاستشاري وسنقوم بالعمل اللازم. وأشار كرم ابراهيم عبدالعاطي موظف بجامعة القاهرة إلي أن الشباب تقدموا بشكوي لرئيس حي الهرم والمجلس المحلي الذي أفاد بضرورة حصولنا علي شقة بديلة حتي الانتهاء من الترميم والصيانة, واستلمنا وحدات سكنية أسوأ حالا من السابقة, مما استحال معه المعيشة ففضل البعض منا العودة إلي منازل الأسرة, خوف علي أرواحهم من أخطاء لاتكون متوقعة, وأصبحت هذه الشقق مجرد مخازن للأثاث ولاقيمة لها, وتساءل: ماهو التعويض الذي يمكن أن تلزم فيه الدولة هذه الشركة للموطنين؟!