وسط إجراءات أمنية مشددة وقطع لأغلب الطرق المؤدية إليه، افتتح معرض بغداد الدولي دورته ال40 بحضور شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية. وقال نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني خلال كلمة ألقاها في الحفل إن العمليات الإرهابية لن تقف عائقا أمام عزيمة العراق على مواصلة العمل والبناء"، مشيراً إلى أن 17 دولة عربية وأجنبية شاركت في فعاليات المعرض هذا العام، وأن فرنسا وألمانيا وتركيا والهند والصين والولايات المتحدة وبريطانيا فضلاً عن عدد كبير من الشركات العربية والدولية أبدت موافقتها وترحيبها بالمشاركة في فعاليات المعرض. في حين، قال وزير التجارة خير الله بابكر إن معرض بغداد الدولي ظاهرة اقتصادية سليمة وخصوصاً في المراحل الانتقالية للبلد على أساس العرض والطلب، حيث يكون هناك عرض منظم وآخر غير منظم للمنتجات الحديثة وللجديد على مستوى التطور التكنولوجي والعلمي، إضافة إلى أنه ظاهرة حضارية ووسيلة لتبادل الحضارات والخبرات والأفكار بين العراق والدول المشاركة وفق متطلبات السوق العراقية. تفاؤل من المسؤولين وإحباط في القطاع الخاص ففي تصريح للعربية.نت، قال رئيس التجمع الاقتصادي العراقي فلاح كمونه "في كل الدول التي نحاول الوصول إلى اقتصادياتها هناك دور أساسي ورئيس للقطاع الخاص، وأقصى ما يمكن أن تساهم فيه الدولة هو توفير المكان والغطاء الأمني، وربما بعض المساعدة اللوجستية، لكن ما نراه هو استحواذ المؤسسة على كل شيء وهذا لأغراض معروفة لنا كصناعيين وتجاريين"، مضيفا "وما يحدث الآن هو عبارة عن تمثيل شكلي لشركات تريد أن تسجل اسمها ضمن قائمة المشاركين ليس إلا". وأوضح أنه على الرغم من كل ما يمرّ به العراق من ارتباك أمني وسوء في التخطيط إلا أن فرص الاستثمار قائمة وتحتاج إلى تشخيص دقيق لاحتياجات البلد وقانون استثمار يسهل للشركات الأجنبية عملها في العراق. ويسهل للصناعيين العراقيين الإفادة من خبراتها. في حين قال الخبير الاقتصادي قاسم المظفر للعربية.نت "في كل المعارض العالمية المشابهة تحرص الإدارات على حضور نوعي للزائرين، ولذلك تضع أسعارا مرتفعة لبطاقات الدخول باعتباره تجمعا اختصاصيا للصناعيين ولرجال الأعمال، لكن ما رأيناه عبارة عن سفرات سياحية للعوائل، حيث أكشاك المرطبات وباعة أكياس الجبس وتراكض الأطفال الباحثين بين الأجنحة عن دعايات وفولدرات تعريف سرعان ما تمزق، فضلا عن غياب كامل للتنظيم، وأبسط صورة هو وضع خارطة للمعرض وعليها أرقام وأسهم ترشدك إلى الجناح الذي تريد زيارته لا أن تدخل في متاهة تمتد على عشرات الكيلومترات". يذكر أن النواة الأولى لمعرض بغداد الدولي كانت مع المعرض الصناعي والزراعي الذي رعته متصرفية لواء بغداد عام 1956، والبداية الحقيقية عام 1964 وكان عدد الدول المشاركة 5 دول عربية فقط. أما اليوم، وبحسب ما أعلنته وزارة التجارة العراقية فإن عدد الدول المشاركة لهذا العام بلغ 19 دولة وبحضور لأكثر من 700 شركة محلية وعربية وعالمية.