لندن 'القدس العربي – الزمان المصرى :ناصر البدراوى ماذا ستفعل الحكومة العراقية التي تدير شؤونها في القصور الرئاسية التي أقامها الرئيس الراحل صدام حسين بإرثه، فهي دمرت كل ما يرتبط به، من صور على العملة، ولوحات فنية، وتماثيل وغيرت العلم العراقي في عهده، لكن تبقى شيء واحد حائرة ماذا تفعل به 'القرآن الذي خطه الخطاطون بدمه'، فقد كتب المصحف على مدار عامين في التسعينات من القرن الماضي، حيث كان صدام يجلس مع ممرضة تأخذ من دمه والذي يستخدمه الفنان فيما بعد في كتابة المصحف. ومنذ سقوط بغداد قبل 8 أعوام ظلت النسخة خارج العيان محفوظة خلف الأبواب. والغرفة المحصنة والتي يحتفظ بها المصحف في واحد من مساجد بغداد لا تزال مغلقة ويمنع الناس من مشاهدتها. ونقلت صحيفة 'الغارديان' عن احمد السامرائي، رئيس الوقف السني ان النسخة 'لا تقدر بثمن' وان قدرت فثمنها يتعدى الملايين. ومع أن السامرائي يقول أن استخدام دم الرئيس في كتابة المصحف كان عملا غير مشروع 'حرام' الا انه حمى النسخة اثناء الفوضى التي عانى منها العراق بعد سقوط النظام حيث نقل أجزاء منها لبيته والأخرى لبيوت أقاربه. وقال السامرائي انه عرف أن النسخة ستكون مستهدفة ولهذا اتخذنا القرار لحمايتها. وعليه من الصعوبة الدخول الى الخزنة التي يحتفظ بها بالمصحف ولها ثلاثة مفاتيح مخفية في عدة أمكنة. وقال ان الوقفية لديها واحد وان مدير الشرطة في المنطقة لديه اخر وهناك ثالث مخفي في مكان ما في العاصمة بغداد. ويقول كاتب التقرير ان العراق الذي يشكل حكومته الرابعة منذ سقوط صدام حسين عام 2003 يدرس العديد من الأمور المتعلقة بفترة الرئيس السابق، ففي الوقت الذي كان سهلا على الحكومة التخلص من كل المعالم المرتبطة بشخصه لكنها لا تدري ماذا تفعل بالمعالم التي بناها وأصبحت علامة على العراق وجزءا من تاريخه. مثل ساحات العرض التي كان يستعرض فيها الجيش والسيوف. وتقول الصحيفة أن بعض مسئولي النظام الجدد من مثل احمد الجلبي مصر على ان اي شيء مرتبط بذكرى صدام يجب تدميره. واشرف الجلبي على سياسة اجتثاث البعث. ونقلت الصحيفة عن الجلبي قوله أن أحسن العقول العراقية تم استغلالها لبناء معالم استخدمت لاضطهاد العراقيين. وأضاف الجلبي قائلا أن بقاء الرموز هذه مدمر للنفسية العراقية ويذكر العراقيين بالشمولية وتقديس شخص مثل الشر. وعلق ان المعالم التي بناها النظام السابق لم تجلب للعراق شيئا ولا يجب الاحتفاء بها ولا قيمة جمالية 'وانا مع تدميرها'. ولكن موفق الربيعي الذي حضر إعدام الرئيس اتخذ موقفا اقل شدة حيث قال ان صدام كان هنا وترك اثره على العالم وعلى العراق وان كان الاثر سيئا ويجب والحالة هذه الابقاء على ارثه لانه جزء من تاريخ العراق 'علينا ان نتذكر الدروس السيئة والجيدة والتعلم منها والدرس الاهم هو ان لا نسمح بعودة الديكتاتورية للعراق'. وقالت الصحيفة ان الحكومة العراقية أنشأت في عام 2005 لجنة للإشراف على المعالم المرتبطة بالنظام السابق. ونقلت عن علي الموسوي، المتحدث باسم نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي قوله انه يجب عدم تدمير اي شيء مرتبط بالنظام السابق، ولكنه أشار الى بعض التماثيل التي تحمل معنى طائفي واثني ويجب والحالة هذه نزعها والبعض يذكر بحقب ديكتاتورية ومعارك. وقال تحديدا ان تماثيل صدام لا مكان لها في شوارع البلاد وان بقاءها يعني مشاكل وفرقة. أما بالنسبة لنسخة القرآن فقال انه يجب الإبقاء عليها كوثيقة مع ان فعله لم يكن صحيحا. وأكد انه يجب عدم وضعها في المتحف ليراها الناس، وربما تم وضعها لاحقا في متحف خاص. وقال أنها مثل تذكار من تذكارات عهد هتلر وستالين. وكان الخطاط عباس شاكر الجودي البغدادي قد خط المصحف وقضى في عمله عامان، بعد تلقيه مكالمة من صدام، وكان نتاج العمل تحفة فنية يمكن ان تعرض في معارض الفن ولكن المشكلة كما يقول التقرير أنها مكتوبة بدم صدام. ولكن الفنان نفسه لا يريد الحديث عن النسخة الآن، وقال في مكالمة من فيرجينيا الأمريكية حيث يعيش أنها جزء مؤلم من حياته. وختم الكاتب تقريره بالعودة الى السامرائي الذي يحفظ النسخة حيث سمح للصحافي برؤيتها وقال أن الأمر قد يؤدي لمشاكل