متابعات : حافظ الشاعر :عم حسين.. رجل بسيط طاعن فى العمر، على مشارف السبعين من عمره، يبدو من مظهره وثيابه، أنه ليس فقيرًا أو معدمًا، تجده يوميًا جالسًا يرتكز على عكازه فى ساحة مسجد السيدة زينب، اقتربنا منه لنسمع حكايته، لم يبد أي اعتراض، واستقبلنا بابتسامة بسيطة، تبعتها جملة: "أنا تحت أمرك، حابب تعرف إيه؟". بدأ "عم حسين" كلامه معرفًا نفسه "أنا حسين رجب طلبة من الفيوم، وميغركش إنى قاعد على الرصيف، أنا ليا أراضي في بلدي وأهل وأولاد، أنا مليونير، بس أنا جيت هنا وقعدت جنب جامع الست". ويوضح لنا كيف أن الجميع يعرفونه فى المكان، فيقول: "من كام سنة كدا، زهقت من الأرض والعيال، فجيت هنا واشتريت شقة جمب مسجد السيدة، وقولت أعيش مع أهل الله لحد نهاية عمري". ويكشف عم حسين أنه يوميًا ما يقوم بعمل زيارة لكل مساجد أهل البيت المحيطة، ومنها مسجد الإمام الحسين، والإمام على زين العابدين، والسيدة نفيسة، والسيدة سكينة، والسيدة عائشة، ولكنه يبين أن المكانة الكبرى عنده للسيدة زينب، لأنها "هى درة الدرر، فهى بنت ستنا السيدة فاطمة، ومولانا الإمام علي بن أبي طالب"، حسبما قال. ويؤكد عن حسين أنه لا يقدر أن يمر يوم دون أن يأتي ليجلس فى ساحة السيدة زينب من المغرب حتى العشاء، بعد أن يكون قد زار باقي مساجد أهل البيت، ويبدي سعادته برؤية محبيها، وهم يدخلون ويخرجون من مسجدها. "عم حسين"، لا ينتمي لأي طريقة صوفية، ولكنه لا يترك أي مولد أو حلقة ذكر إلا ويحضرها، ويكشف لنا عن سر هذه المحبة لأهل البيت ومساجدهم، بقوله "حب أهل البيت فطرة، إحنا اتولدنا كدا، اتولدنا وعارفين إن أهل البيت دول أهم حاجة لينا، وربنا بيكرم مصر عشان هما موجودين فيها". ويختم كلامه بتمنيه أن يظل حتى أن يلقى ربه يتنقل بين مساجد أهل البيت، وأن أمنيته الكبرى أن " يصلي عليا الناس في مسجد ستي السيدة زينب".