زعيم المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو يضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق بشأن غزة    توقف خدمة سحب الحوالات بمكتب بريد طرة البلد تزامنًا مع تفقد مدبولي سنترال رمسيس    مرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تخطط لاحتجاز سكان غزة قسرا في معسكر اعتقال فوق أنقاض رفح    وزير خارجية روسيا يزور كوريا الشمالية نهاية الأسبوع الجاري    وزير الزراعة يبحث مع «الرقابة المالية» تسريع خطط عمل «التكافل الزراعي»    ختام هادىء لامتحانات الثانوية الأزهرية بمطروح    ضبط طرفي مشاجرة بالأسلحة البيضاء بسبب لهو الأطفال في السلام ثان    مصرع طفلة إثر سقوطها من الطابق الثاني عشر بكفرالشيخ    «حدوتة حب مصر».. قصور الثقافة تحتفي بمسيرة أحمد منيب بحضور أبنائه غدًا    حزب الجبهة: لدينا 12 مرشح للشيوخ في القائمة الوطنية و10مرشحين فردي    ولي العهد السعودى يؤكد لوزير الخارجية الإيراني دعم المملكة لحوار تسوية الخلافات    سعر الذهب اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 في مصر.. عيار 21 يسجل 4625 جنيهًا    الضرائب: التسهيلات الضريببية الجديدة تهيئ الطريق أمام المشروعات الصغيرة    في التعاملات الصباحية.. أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم الأربعاء 9- 7 - 2025    لاول مرة مساعد رقمى يتنبأ بالخطر بالمحطات النووية قبل وقوعه ب30 دقيقة    وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماع اللجنة العليا للأسر البديلة الكافلة    الذكاء الاصطناعي يتوقع نتيجة مفاجئة لمباراة ريال مدريد ضد باريس سان جيرمان    جامعة حلوان تشارك في مؤتمر الفولبرايت لدعم التعليم الثنائي اللغة    دليل اختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة.. مكتب التنسيق يوضح كيفية التسجيل.. محظورات خلال أداء الامتحانات.. و7 خطوات لسداد الرسوم    بعد حريق سنترال رمسيس.. المصرية للاتصالات تعلن استعادة الخدمات بعد نقلها إلى سنترالات بديلة    وزير الإنتاج الحربي يستقبل محافظ جنوب سيناء لبحث تعزيز التعاون المشترك    وكالة الطاقة الذرية: ألمانيا قادرة على صنع أسلحة نووية خلال أشهر    اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة تعلن عن جائزة الشارقة للاتصال الحكومي 2025    "تكنو فن.. رؤى مهاجرة بين الوسائط"، ندوة تناقش مستقبل الفن وتحولات الصورة والمفهوم    مبيعات فيلم ريستارت تصل إلى 676 ألف تذكرة في 6 أسابيع    بالأسماء، تعيينات قيادات جديدة بكليات ومراكز جامعة القاهرة    "قلبي ارتاح"، لطيفة تعلن موعد طرح أغاني ألبومها الجديد    كارثة داخل غرفة العمليات في المغرب، أطباء يرقصون على أنغام الشعبي أثناء عملية جراحية (فيديو)    طب قصر العيني تستضيف الامتحان الإكلينيكي للزمالة المصرية في تخصص الأنف والأذن والحنجرة    مصرع طالبين غرقا داخل ترعة بقنا    الاستماع لأقوال شهود عيان لكشف ملابسات مقتل سيدة على يد طليقها بأكتوبر    البورصة المصرية تعلن استئناف التداول اعتبارًا من اليوم الأربعاء بعد توقفها بسبب سنترال رمسيس    انطلاق منافسات تتابع الناشئين والناشئات ببطولة العالم للتتابعات للخماسي الحديث    ل5 مساء.. «الوطنية للانتخابات» تواصل تلقي وفحص طلبات الترشح ل انتخابات مجلس الشيوخ 2025    ارتفاع في الطماطم.. أسعار الخضار اليوم الأربعاء في أسواق مرسى مطروح    أوكرانيا: روسيا أطلقت 728 طائرة مسيرة و13 صاروخا خلال الليل    فيديو.. السفير حسام زكي: حزب الله ارتكب خطايا كبيرة ولا يمكن تناسي إساءاته    ما بين السينما والدراما.. نجوم في بلاتوهات التصوير    هربا من الحر للموت.. وفاة طالبين غرقًا داخل ترعة في قنا    إحباط ترويج ربع طن مخدرات ب34 مليون جنيه| صور    تشغيل وحدة القسطرة القلبية بمستشفى طنطا العام وإجراء 12 عملية    وزير الصحة يبحث مع المدير الإقليمي للصحة العالمية التعاون في ملفات المبادرات والتحول الرقمي    البابا تواضروس يلقي محاضرة بالكلية الإكليريكية ويلقي عظة روحية بكنيسة القديسين (صور)    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. مؤشرات كليات ومعاهد دبلوم سياحة وفنادق    مدرب الزمالك السابق يحذر الإدارة من التسرع في ضم نجم بيراميدز: "تحققوا من إصاباته أولًا"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 9-7-2025 في محافظة قنا    اغفروا لها هذا الخطأ.. «ليزا نيلسون» تقبل اعتذار مها الصغير    بعد تجديد رونالدو.. عرض من النصر السعودي لضم وسام أبو علي (تفاصيل)    دعاء الفجر| اللهم ارزقني الرضا وراحة البال    الاتحاد المنستيري يرفض استعادة الجفالي.. والزمالك يتحرك لإعارته وتوفير مكان للاعب أجنبي    الخارجية الإيرانية: تلقينا رسائل من واشنطن للعودة إلى المفاوضات    الفيفا يفتتح مكتبا داخل برج ترامب استعدادا لمونديال 2026    الرمادي يفجر مفاجأة بشأن طلب مشاركة زيزو في نهائي الكأس    مدرب الزمالك السابق: يجب أن نمنح جون إدوارد الثقة الكاملة    غالبًا ما تمر دون ملاحظتها.. 7 أعراض خفية لسرطان المعدة    أمين الفتوى يحذر من الزواج العرفي: خطر جسيم على المرأة    أمينة الفتوى: «النار عدو لكم فلا تتركوا وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم»    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مالك العثامنة يكتب عن : إعلام مصري بنكهة السيرك... وفانتازيا فيصل القاسم في «النيو لوك»
نشر في الزمان المصري يوم 21 - 10 - 2015

وفيما أهم بكتابة المقال صباحا، تلتقط أذني ما يبثه التلفزيون على قناة إم بي سي، ومن خلال البرنامج الهادف إلى «سعودة» العالم العربي من محيطه إلى خليجه، «صباح الخير يا عرب».
الفقرة التي التقطتني بمضمونها العجيب، والتقطتها بدهشة المتلقي، كانت تتحدث عن قرار سعودي ب»تأنيث» تجارة و بيع الذهب في السعودية!
القرار «المحلي جدا» والخاص بواقع سعودي لا يشترك به أحد في العالم مع المملكة، يجد طريقه إلى قناة تطرح نفسها انها قناة العرب جميعا، وبرنامج يومي مباشر يلقي تحيته الصباحية في عنوانه على العرب جميعا.
«تأنيث تجارة الذهب» حسب التقرير الذي تابعته، أجمع كل من فيه بلا استثناء على رفضهم أن تقوم المرأة بأي دور في تجارة الذهب، والمدهش أن التقرير كان يخلو من أي رأي لأي امرأة في الموضوع، إلا رأي مراسلة البرنامج والتي وزعت الحوار لا أكثر.
حتى اليوم، لا أفهم كيف يمكن استساغة هذا النوع من الخطاب في عالم تشترك في قيادته أنغيلا ميركل مثلا، وما القيمة المضافة من فكرة منع او حتى السماح للنساء بتجارة الذهب!
على كل حال... «تأنيث» تجارة الذهب قد تفضي إلى نوع من الذهب المؤنث السالم... بعدما كان الذهب السعودي كله مذكر حالم.
مسرحيات الانتخاب
بصدق، صرت أرى في صناديق الاقتراع ومواسمها في العالم العربي مسرحية كوميدية مكررة الإفيهات والقفشات والقفلة واحدة.
لكن، في مصر، هنالك تجديد، لا في الانتخابات، بل في المعالجة المسرحية نفسها، فلدينا إعلام مصري مدجن حد إباضته لكل ما هو مدهش في عالم الفضائيات العربية.
تامر أمين، مثلا، يؤكد في حوار على «سي بي سي»، أن الشعب المصري لم يشارك لأنه يخاف على رئيسه المحبوب من البرلمان! وحسب نظرية تامر، الله يسلمه، فالشعب قرر حرمان نفسه من ممثليه لكي يطمئن الرئيس ولا يقلق.
أما نجم النجوم، سيد التهريج الفضائي بلا منازع، الدكتور العلامة المحلل السياسي والعسكري والاقتصادي توفيق عكاشة فقد أبدع في آخر تجلياته على الهواء وعلى شكل حوار مع الممثلة المساندة له في كل أعماله «حياة الدرديري» حين بارك وهنأ بسخرية «بني إسرائيل» على أكبر انتصار لهم في التاريخ! حيث اعتبر لا فض فوه، أن نسبة ال15٪ بالمشاركة في الانتخابات المصرية هي مؤامرة بني إسرائيل على مصر، والتي انتصروا بها، وأن تقاعس الشعب المصري هو في المحصلة حسب أبوالعكش، ترسيخ للنصر الإسرائيلي التاريخي... («حياة» بكل ماكياجها الصارخ هزت رأسها بالموافقة والإعجاب بالفكر المستنير للكبير أوي عكاشة).
الديمقراطية في بلادنا العربية، باتت مهزلة سمجة بصراحة... ولأننا نفقد ميزة الممارسة الديمقراطية الصحيحة، فإننا الأمة الوحيدة في العالم التي تتقن ممارسة «العادة الديمقراطية» حسب الأصول الفانتازية المطلوبة!!
نقد فيصل القاسم
أحاول – بكل ضبط النفس- منع نفسي من أي كتابة تنتقد الدكتور فيصل القاسم و برنامجه «الاتجاه المعاكس»، وترسخت تلك القاعدة لدي بعد «النيو لوك» للدكتور، والذي اعتمده في تناسب طردي مع «نيو لوك» في مضمون البرنامج ليتحول إلى مواضيع غاية في الغرابة واللامنطقية واللاموضوعية... ضمن سياق المدهشات القاسمية طبعا.
لكن الحلقة الأخيرة التي كان أحد ضيفيها، الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد ألبرتو فرناندز، وهو أحد أهم الخبراء الحقيقيين في العالم العربي وأحد دارسي التاريخ بعمق، وأنا أعرف ألبرتو شخصيا ولسنوات طويلة، وكان يثير إعجابي دوما بسعة اطلاعه القائمة لا على خبرته في السفارات التي شغلها في الشرق الأوسط وأفغانستان، بل على خبراته الخاصة المعرفية المكتسبة من بحثه الذاتي وتقصيه المعرفي الدؤوب لفهم الأشياء كما هي، ولذا كانت علاقته مع دوائر صنع القرار في واشنطن بين مد وجزر، لم تحسمه إلا لحظة تقاعده قبل شهور.
الدكتور فيصل القاسم، ترك مقعد المحاور الموضوعي منذ زمن طويل، وصار وجوده في البرنامج واضح الانحياز للطرف الذي يمكن معرفته فورا من أول فقرة في الحديث، خصوصا أن الدكتور لا يخفي مواقفه المنحازة على صفحات التواصل الاجتماعي (مقالي هذا مرشح لسيل من الشتائم الآن على صفحة الدكتور).
في كل الأحوال، عنوان الحلقة الفانتازي الغريب يسقطه من حسابات المنطق الموضوعي لدي على الأقل، فالحوار الذي أراده الدكتور القاسم كان تحت عنوان (أيهما الأكثر إجراما... الأسد أم تنظيم الدولة؟). مما جعله يختار ضيفين كل يدافع عن الجواب الذي يفترض أيهما أشد إجراما! مما يضع الموت المجاني في الشرق الأوسط في مفاضلات تقريبية ومقارنات عجيبة.
ثم يأتيك الضيف العجيب في الاستوديو، الأخ العراقي المسمى باحثا، ليؤكد ان صفة الباحث صفة عبثية يمكن أن يحملها أي عابر «غوغل» ليأخذ من نتائج البحث ما يتناسب مع قدراته العقلية، وهكذا كان الباحث نوري المرادي، الذي يتناسب تماما مع الفانتازيا الجديدة لبرنامج «الاتجاه المعاكس»، وهو مرشح في رأيي لأن يكتب قصص الخيال العلمي السياسي الفانتازي، وهو لا يختلف كثيرا – ويا للمفارقة- عن خطابات المؤامرة الكونية والقوى الغامضة المتآمرة.
بعد الحلقة، التي شن فيها الباحث نوري المرادي هجوما شرسا و شخصيا على ألبرتو فرناندز، بالمشاركة المباشرة مع الدكتور فيصل القاسم، كان تعليق ألبرتو فرناندز على أسئلتنا (نحن أصدقاؤه ومعارفه) أنه لم يكن سعيدا بأن يتعرض لهجوم ثنائي بهذا الشكل، وأنه لم يكن راضيا لاضطراره للتحدث بصوت مرتفع، لكنه يعتقد – حسب قوله – أن القاسم والمرادي افترضا أنه بالغ التهذيب وأن لغته العربية لن تسعفه بالرد السريع مما جعلهما يفترضان قصفه بسهولة.
شخصيا، كنت أتمنى فعلا أن يستضيف الدكتور ضيفا آخر غير تلك الشخصية التي أتحفنا بها، كنت اتمنى حوارا يحرج ألبرتو لا يحرج البرنامج. كنت أتمنى وجود ند حقيقي وموضوعي لألبرتو وهو المتقاعد حديثا، ليقدم له جردة حساب موضوعية عن السياسات الأمريكية لا قائمة خزعبلات تكشف عورنا التاريخي مثل ما قدم الباحث العجيب.
لقد زارني ألبرتو قبل أسابيع، في بيتي، وعلى طاولة المطبخ عندي حاورته حوارا عاديا لا فذلكات فيه، وتحدث الرجل بشكل واضح وصريح، عن أمور وخفايا عديدة هي ليست أسرارا بقدر ما هي آخر اهتماماتنا أمام أولوية الدخول في حوارات عبثية نحشر فيها أنفسنا بزاوية الغرائبيات والغيبيات.
كان الأولى بطاولة فيصل القاسم ان تفيدنا أكثر من ذلك... بصراحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.