في «جمهورية» الاثنين قال زميلنا السيد البابلي: «لم يكن غريبا في ظل هذا المناخ أن ترقص طفلة صغيرة بسكين في فمها وتقلد «عبده موته»، وتقول أمها إن هذا هو تأثير أفلام السبكي، وأن يذيع وائل الإبراشي في برنامجه فيديو لهذه الرقصة وأن يتدخل المنتج أحمد السبكي في الحوار مع وائل ويوجه إليه لفظا خادشا يستوجب مساءلة قانونية ومجتمعية وما حدث في برنامج الإبراشي من تجاوز للسبكي، لم يعد غريبا أن يتكرر، فقد حدث من قبل في الكثير من البرامج التلفزيونية وعلى الهواء، حيث كانت هناك شتائم وعبارات وأوصاف لا تليق ولا يجوز سماعها، لكن لأن أحدا لم يتحرك وأحدا لم ينل عقابا، فإن الشتائم أصبحت مستمرة ولم يجد أحمد السبكي غضاضة في أن يطورها إلى استخدام كلمة أكثر فظاظة وإيلاما..». وهذه الواقعة قال عنها في يوم الاثنين نفسه في «المصري اليوم» زميلنا وصديقنا محمد أمين في عموده اليومي «على فين»: « لن ينسى وائل الإبراشي ما قاله السبكي في حقه على الهواء مباشرة.. مهما اعتذر السبكي للإبراشي.. ولن ينسى السبكي هذه الهجمة عليه من الفضائيات كل ليلة.. يريدون محاكمة السبكي، لكنه حين يطرح فيلما في السوق، يكون الإقبال عليه منقطع النظير.. فما معنى هذا؟.. هل معناه أننا شعب يعاني من «الانفصام»؟.. هل الشارع شيء والفضائيات شيء؟.. هل الحرب الدائرة مجرد أكل عيش والسلام! لا أعرف لماذا وصلت السينما إلى هذه الحالة؟.. نأسى على زمن الفن الجميل.... الآن نعيش عصر اللمبي وعبده موتة.. في كل مجال «لمبي» و«سبكي وشركاه»! فلا تحاكموا السبكي وحده.. حاكموا كل سبكي في الصحافة والأدب والسينما.. لم أستغرب من سب الإبراشي، ولم أندهش، لأن هناك مَن جرح حياء المشاهدين.. ليس لأن الإبراشي بدأ اتهامه بالبلطجة.. ولكن لأن السبكي حين قال ما قاله، لم يشعر بأنه قال شيئاً غريباً.. هذه هي اللغة المستخدمة في سيناريوهات الأفلام التي ينتجها.. هذه هي السينما المصرية الآن.. «حواري» وبرشام ومخدرات ودعارة! الحارة المصرية في أدب نجيب محفوظ حاجة تانية.. كانت تقدم نموذجاً للشهامة والأخلاق ونصرة الضعيف وإغاثة المظلوم.. الآن تحولت مصر إلى حارة كبيرة فاسدة.. لا تجد فيها غير الفوضى.. ولا تجد فيها غير المطاوي والسكاكين والمخدرات و«فتيات الليل»... الفضائيات تضر الآن أكثر مما تنفع.. في واقعة السبكي والإبراشي، كان خدش الحياء العام.. وفي «القاهرة والناس» كانت انتصار تروج للفسق والفجور، في برنامج «نفسنة».. فلماذا نُحاكم السبكي وحده؟.. الدراما التركية ساعدت السياحة هناك.. الدراما المصرية فعلت بمصر أكثر مما فعلته بها الحروب!». وبالنسبة للفنانة انتصار فقد قام المحامي سمير صبري بإقامة جنحة مباشرة ضدها وحددت محكمة جنح مدينة نصر العاشر من الشهر المقبل نوفمبر/تشرين الثاني أولى جلساتها.