تأمل قول الله تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)) من الاية 4 / سورة الطلاق طيب ما أنا عارف! قلت له : طالما عارف ما لى أراك هكذا منفوخ ومتكبر ومتعالى، تأنف البسطاء، وتفرح لقيامهم لك ، معذرة أراك بعيد عن المعرفة التى تدعيها! فإذا كنت حقا تعرف فاعلم ان " العزة " فى العفو ؛ و " الرفعة " فى التواضع نظر إلى وكأنه مستنكر ، ولكنى واصلت قائلا له لقد سمعت استاذى يقول : قال سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :- (( مازاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه )) قال بعد ان تبدلت نظرته؛ صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فسررت وقد انقشعت من وجهه طلة الكبرياء فقلت مستكملا: الأمر بسيط إذا كان الاجتهاد مع النفس وبصحبة استاذ خبير بامراض النفوس ودسائسها؛ ولازلت اذكر " البذلة" و" الصورة " و" الناس" وتقديرهم لمقام الوظيفة ، حتى إذا ما خلعت البذلة وسرت بينهم دون امارة او إشارة، وجدتهم على الحقيقة، باعتبار ان المذكور " مجهول " ومثله مثل الآخرين لاتمييز او تقديم؛ كنت اتألم احيانا فإحساس البذلة متعب! اجتهدت واجتهدت؛ استغرق الأمر وقت؛ وسمعت استاذى فى المندرة وهو يقول: [ إذا أردت ان يرق قلبك فجالس الفقراء ] ففهمت ان لهؤلاء دولة واى دولة، وحقا " وجدتها" وفهمت دعاء حضرة النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (اللهم احينى مسكينا وامتنى مسكينا واحشرنى فى زمرة المساكين) فبينهم تجد الحب والبساطة والسعادة واليسر، فهم يعملون على ان تكون قلوبهم سليمة ومهيأة لتلقى الانوار؛ فالمقام الحقيقى ان تكون " عبد" " لله" حريص على مرضاته بمرآة الكتاب والسنة؛ ولهذا كله علامات! وعندها ستكون فى معية الخير، وركب الصالحين باعتبار ان تقوى القلب ؛ بات لها " وصلات" و" صولات" ويضحى العبد فى مركب " اليسر" باعتبار ان كل شيئ " بقدر الله " فانت فى حال الرضا حتما سعيد ، فإذا كنت بحق متوكل على الله ، بعد الأخذ بكل الأسباب ، فابشر ؛ الم تسمع قول الله تعالى : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا )) فابشر طالما انت عبد لله ، وتلك هى المعرفة التى من خلالها تتحقق " الخيرية " لك ولمن حوّلك؛ فنحن فى هذه الدار اصحاب رسالة ؛ نعم تحقيق العبودية لله؛ بإتيان اوامره والانتهاء عند نواهيه؛ فالمراد خير وإصلاح ؛ المراد نفع وعمران ؛ المراد إثمار ؛ وصدق بن عطاء الله – رضى الله عنه- الذى قال: [ لاتزكين واردا لم تعلم ثمرته ، فليس المراد من السحابة الأمطار، وإنما المراد منها وجود الإثمار ] فماذا تريد ياهذا??!