في مشهد تعليمي غالباً ما يرتكز على المناهج التقليدية، يبرز اسم الأستاذ بلال العثماني من المجمع التربوي علال عواد بمدينة سلا كنموذج ملهم، لا لمهاراته التدريسية فحسب، بل لذكائه الاجتماعي وقدرته الفائقة على التواصل مع تلاميذه، ليحول بذلك فصوله الدراسية إلى ورش عمل حقيقية للإبداع والتميز. يشكل الأستاذ العثماني أيقونة تربوية حقيقية، حيث ابتكر نموذجاً تعليمياً يضع التلاميذ في قلب العملية التعليمية. هذا النهج لا يقتصر على مجرد استيعاب المعلومات، بل يتعداه إلى تطوير القدرات الذاتية والشخصية للتلاميذ. من خلال إشراكهم في إلقاء العروض والمشاريع ضمن المادة الدراسية، ولا سيما في مادة اللغة العربية، يساهم العثماني في صقل مهارات الإلقاء والتعبير لديهم، ويعزز لديهم الاعتزاز بالهوية الوطنية. هذا الأسلوب المبتكر يدفع التلاميذ نحو التفوق الدراسي ويغرس فيهم روح التميز. ولم تمر هذه الرؤية التربوية المتفردة مرور الكرام، فقد لاقت إشادة واسعة من قبل نخبة من الخبراء والأكاديميين في مجال التعليم. وقد أشاد هؤلاء بنموذج الأستاذ العثماني، داعين إلى تعميم هذه التجربة الرائدة على نطاق أوسع. يرون في هذا النموذج طريقاً فعالاً لبناء قدرات التلاميذ ليس فقط من الناحية المعرفية، بل أيضاً على الصعيد التواصلي والذاتي، مما يؤهلهم لمستقبل واعد ويزودهم بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العصر. قصة الأستاذ بلال العثماني ليست مجرد خبر عابر، بل هي دعوة للتفكير في مستقبل التعليم، وتأكيد على أن الإبداع والشغف يمكن أن يحدثا فرقاً حقيقياً في حياة أجيال بأكملها.