غزة- الأناضول: محمود العيسوى لم يجد الطفل الجريح رامز أبو مدلل (6 أعوام) مأوى يحميه من الغارات الإسرائيلية، بعد قصف الجيش الإسرائيلي لمنزله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة سوى حديقة مجمع الشفاء الطبي، غربي المدينة. ولا يستطيع الطفل أبو مدلل ووالده اللذان أصيبا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهما، مساء الجمعة، مغادرة مجمع الشفاء الطبي خشية من تعرض حياتهما للخطر فالطائرات الإسرائيلية تحلق بكثافة وعلى ارتفاعات منخفضة في أجواء القطاع، ويسمع على فترات قريبة أصوات انفجارات عنيفة ناتجة عن القصف الإسرائيلي المتواصل. وقال الطفل أبو مدلل لوكالة (الأناضول): "سأمكث هنا إلى أن تنتهي الحرب فلم يعد أبي يملك بيتا وأخاف أن أغادر المستشفى مع والدي إلى بيت أحد أقاربنا فربما تقصفه الطائرات الإسرائيلية". ويعيش الطفل الغزي حالة من الخوف الشديد، نتيجة لكثافة الغارات التي تشنها الطائرات الإسرائيلية ضد غزة. ولا يملك سليم أبو مدلل وهو والد الطفل الجريح، إلا أن يحاول التهدئة من روعه كلما تجدد القصف الإسرائيلي. وقال أبو مدلل: "الجيش الإسرائيلي أحال حياتنا إلى عذاب، منزلنا دمر، وأخي استشهد، ولا أستطيع الخروج من بوابة المستشفى فالموت يلاحق الفلسطينيين في كل بقعة هم يتواجدون فيها على أرض غزة". وأضاف "لا أستبعد قصف الطائرات الإسرائيلية لهذا المستشفى، كما فعلت سابقا، فكل شيء عند إسرائيل مباح". وطالب الفلسطيني الجريح، دول العالم والمنظمات الحقوقية ب"توفير حماية دولية لمنازل المدنيين الفلسطينيين الآمنين". وتشن إسرائيل منذ يوم الاثنين الماضي، سلسلة غارات عنيفة ومتواصلة على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد". وتسببت الغارات الإسرائيلية المتواصلة باستشهاد 113 فلسطينيا وإصابة 900 آخرين بجراح متفاوتة حتى الساعة 01:50 ت.غ من صباح اليوم السبت، وتدمير 282 منزلاً بشكل كامل، وتضرر 8910 منازل أخرى بشكل جزئي، منها 260 منزلاً "غير صالح للسكن"، حسب مصادر رسمية فلسطينية للأناضول.