رأوا القمر قالوا هذا ربنا فأًفَلَ القمر قالوا سنبحث عن آخر رَأَواْ الشمس قالوا هذه ربنا أنها أكبر ومضيئةٌ أكثر وذات هيبة وربما هي تعاقب وتثيب فَلَمّا أفلت قالوا سنبحث عن أخرى إختاروا الهواء مرةً والماء أخرى والبرق والرعد وصوراً وهيئات وصنَعوا طواطم وإتخذوا رَبّات لكنها جميعها لا تُغْني ولا تُسْمِنْ إلتفتوا يميناً وشمال يبحثوا عن مخرج ليُخْرِجْهُمْ من المأزق إنتخوا وتناخوا ولا من مجيب الأبواب موصدة أمامهم لا سبيل لِما به يفكرون أغْرَتْهُمْ الدنيا فعُميت الأبصار وتلتها البصائر إستنجدوا فلم يفلحوا ظَنْوا خابت ظنونهم لا مفر ولا سبيل لهم سوى التفكر تفَكَروا وتذكروا كتبوا نظريات طوروا الرياضيات صنعوا تلسكوب وحاسبات شيدوا مراصد عينوا مقاصد جابوا الدنيا بِدِوار تحروا عن القر والصر والأوار فلا مناص لهم إلاّ أن يتدبروا خرجوا في الفلوات والبحار والجبال والبحيرات نزلوا في الاعماق تدخلوا في الارزاق وفي النفس أيضا تارة في الحب وأخرى في النفاق فلم يتركوا باباً إلاّ وطرقوها وكلمات وارقام فحفظوها ولم يجدوا شيئا آخر كي يبحثوا عنه ليشككوا به وبعد أن يَئِسوا وتيقنوا ولو بعد حين بأنهم خُلِقوا من العَدَمْ قالوا ومن خلق العدم همسوا بينهم إن من خلق العدم ؟ هو رب لايوصف