قامت "القناة السابعة" الإسرائيلية بطرح تساؤل يتعلق بموقف إسرائيل من الأزمة المصرية الحالية ؟ وهل من المفترض أن تتدخل وتنحاز لطرف لتحمى مصالحها ؟ أم من الأفضل ان تراقب الأوضاع من بعد ؟ فاستضاف موقع القناة السابعة عددا من الخبراء والمسئولين الإسرائيليين ليجدوا إجابة على هذا التساؤل. وجاءت الردود كالآتى رأى " إيلى شاكيد" سفير اسرائيل الاسبق فى القاهرة ان إسرائيل اليوم لا تقف أمام معضلة فيما يتعلق باختيار الجانب الذى يجب ان تقف فى صفه ،و أضاف أن إسرائيل تأمل أن يتمكن "الجيش المصرى" من السيطرة على الأوضاع وإعادة القانون والنظام للشارع المصري ؛ مؤكداً أن إسرائيل لا تشارك اوروبا والولاياتالمتحدة غضبهم على المؤسسة العسكرية المصرية وأكد " شاكيد" أن إسرائيل تدرك ان مصر لن تتحول لدولة ديمقراطية حتى على مدار المستقبل البعيد ..حسب قوله .. ويجب على إسرائيل ان تركز على مصالحها الاستراتيجية فيما يتعلق بالشرق الأوسط بشكل عام وفيما يتعلق بمصر بشكل خاص والعمل على منع انتصار المنظمات المسلحة والإرهابية سواء المحلية او الدولية المحيطة بإسرائيل. وأجاب خبير الدراسات الشرق أوسطية فى جامعة بار إيلان "مردخاى كادير" ان هناك عدة سمات للشرق الأوسط مازالت إسرائيل لم تتأقلم عليهم بعد، مؤكداً ان اسرائيل مازالت على الأقل فى أعين الشعوب العربية بمثابة كيان غير شرعى وان اى دعم لإسرائيل لطرف معين فإن هذا الطرف يفقد شرعيته. وأوضح " كادير" انه إذا كان فى مصر صراع بين طرفين وإسرائيل تدعم الطرف الأول فعليها ان تُظهر للعالم انها تدعم الطرف الثانى لتقويض شرعيته بمعنى انه يجب على إسرائيل ان تظهر دعمها ظاهرياً للجماعة لأنها تريد تعزيز موقف الجيش المصري" . اما بالنسبة لتقدير اللواء «تسيبيكا فوجل» الذى شغل فى الماضى رئاسة القيادة الجنوبية فيرى انه عندما تتصاعد حالات الاقتتال والاشتباكات المسلحة والصراعات الداخلية فى سوريا، مصر ولبنان فإن هذا شىء لا يدعو إسرائيل للسعادة بل بالعكس يجب على إسرائيل ان تكون أكثر حذراً وان تستعد لسيناريوهات المواجهة. وفى نفس السياق قام الكاتب السياسى فى صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية "رون بن يشاي" بتوجيه انتقادات لاذعة على طريقه إدارة الرئيس الأمريكى "باراك اوباما" للأزمة الحالية فى مصر، لافتاً إلى انه "من المؤسف رؤية الولاياتالمتحدة برئاسة اوباما وهى تتعامل مع الأزمة المصرية بهذه الطريقة وفى نفس الوقت تصرح بأنها حليفة إسرائيل القلقة على أمنها القومى فى المنطقة". وقال "يشاي" بدلاً من ان تقوم الولاياتالمتحدة بالعمل على مبادرة اقتصادية واسعة لإنقاذ الاقتصاد المصرى المنهار ومساعدة مصر على إرساء قواعد النظام والقانون تقوم إدارة اوباما بإرسال رسائل مفادها ان الولاياتالمتحدة ترغب فى إستمرار حالة الاقتتال والكر والفر فى الشارع المصرى بإدعاء انها منارة الديمقراطية فى العالم ولا ترضى بإقصاء فصيل سياسى تاريخه معاد للولايات المتحدة وإسرائيل. وتساءل الكاتب قائلاً: " لماذا تتصرف إدارة اوباما بهذه الصورة المتناقضة؟هل لأن واشنطن تركز على فقدانها الثقة بنفسها بإعتبارها القوى العظمى فى العالم بدلاً من التركيزعلى رعاية مصالحها ومصالح إسرائيل فى المنطقة؟ مضيفا ان واشنطن تتعمد تجاهل فشل "مرسي" الذريع الذى ادى الى غضب الشارع المصرى. وأكد ان المسألة الأهم بالنسبة لإسرائيل وللولايات المتحدة ان يكون فى مصر نظام داعم لاتفاق السلام، ولهذا فيجب على إسرائيل ان تستغل تأثيرها على واشنطن لدعم "عبد الفتاح السيسى" مثلما فعلت السعودية والأردن، مشيراً إلى ان الحل فى هذا التوقيت ليس جر مصر للسيناريو السورى بل مساعدة الاقتصاد المصرى واستئناف نموه وربطه بالاقتصاد العالمى عبر مبادرات تجذب المستثمرين الأجانب لمصر وليس الرهان على قوة تنظيم سياسى يعادى إسرائيل. واختتم "بن يشاي" مقاله قائلا : (كل من مصر وإسرائيل يدفعون حالياً ثمن فشل الولاياتالمتحدة الذى ادى إلى معاناة إسرائيل من صواريخ الفصائل الفلسطينية والذى ادى ايضا بصورة او بأخرى لإضعاف السيادة المصرية على سيناء وما ترتب على ذلك من تزايد للعناصر الجهادية فى شبه الجزيرة). وذكر موقع "ديبكا" الإسرائيلى إن الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" عقد اجتماعاً عاجلاً مع مسئولى أجهزة المخابرات، لبحث الوضع فى مصر وإمكانية مساعدة الجيش المصرى والتعاون العسكرى بين "القاهرة وموسكو "فى المستقبل. وأكد الموقع المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية أن "بوتين" دعا المسئولين العسكريين الروس إلى اجتماع عاجل فى الكرملين 16 أغسطس الماضي، لمناقشة الوضع فى مصر، والتعاون العسكرى مع القاهرة مستقبلاً. وعلى الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن أى قرار من الاجتماع حتى الآن، إلا أنه تمت مناقشة إجراء مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة بين "الجيش الروسى والمصري" ؛ بالإضافة إلى بحث التعاون العسكرى وبيع أسلحة للقاهرة فى المستقبل. وأوضح الموقع الإسرائيلى أن المملكة العربية تلعب دور الوسيط بين مصر وروسيا حالياً وقام رئيس المخابرات السعودية الأمير "بندر بن سلطان" والذى قام بزيارة لموسكو منذ قترة لبحث التعاون العسكرى والتوسط فى صفقة أسلحة روسية لمصر، لتكون بديلاً عن الأسلحة الأمريكية إذا ما قررت واشنطن قطع المعونة العسكرية عن الجيش المصري. جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قرر إلغاء المناورات العسكرية السنوية "النجم الساطع" مع الجيش المصري ،وهناك تلويح مستمر بإلغاء المعونة العسكرية السنوية لمصر والتى تبلغ 1.3 مليار دولا .