انتصرت السلطة الفلسطينية لدولة الإمارات العربية المتحدة ضد الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة التابع لحركة الاخوان المسلمين في مصر. وقامت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية ‘وفا' الثلاثاء بشن هجوم قاس ضد العريان، بخصوص موقفه من دولة الإمارات، وذلك من خلال مقال كتبه المحرر السياسي للوكالة التي تعتبر ناطقا ومعبرا عن رأى السلطة والقيادة الفلسطينية. واستهل المحرر السياسي مقاله قائلا: لطالما التزمنا الصمت إزاء ما يجري في محيطنا العربي من أحداث جسام، وما كان صمتنا تجاهلاً أو استخفافاً، بل كان موقفاً مؤسساً على حياد مدروس يدفعنا إليه الاقتناع بأن أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية سيفاقم المخاطر المحدقة بها ويزيد الأمور سوءاً، وها نحن نرى بأم العين ما يجري في سورية كدليل على ذلك. وتابع: بشعور صادق من الأسى والمرارة ننظر إلى الاستقطاب الحاد وغياب الاستقرار في مصر الشقيقة، وفي يقيننا أن مصر وقواها الحية وأحزابها السياسية ستجتاز هذه المحنة، وهي ليست في حاجة إلى نصح أو توجيه من أحد، ولذلك آثرنا الصمت والترقب. أما وأن السيد عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المصري، قد بادر بخفة مدهشة إلى توجيه الشتائم والتهديدات ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، نظاماً وشعباً، فهذا ما لم يعد شأناً داخلياً، بل بات شأناً عربياً خالصاً لا يجوز القفز عنه. إنها محاولة يائسة لإقحام الخليج العربي المستقر في دائرة الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية برمتها، وكأن العريان يعمل على اختلاق نزاع إقليمي بهدف إخماد المعارضة الداخلية، سلوك خطر يصدم الوعي لولا أنه الابن الشرعي لمنهج توارثته حركة الإخوان المسلمين جيلاً بعد جيل، وشهدنا بعضاً من وجوهه الدموية بعد انقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية عام 2007. واضاف المحرر السياسي لوكالة الانباء الفلسطينية قائلا: مضى العريان بعيداً في سب الإمارات، ومضى بعيداً في تهديدها بإيران وباكستان، ومضى بعيداً في تضمين لغوه مضامين عنصرية بغيضة ضد شعب صغير أذهل الدنيا بإنجازاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية. وما كانت إنجازاته تلك على حساب مواقفه المبدئية المتضامنة قولاً وفعلاً مع أمته العربية ومحيطه الإسلامي، إذ كان دائماً في طليعة من تبنى قضية فلسطين ومنحها من الدعم ما يستحق الثناء والتقدير دون حدود. وواصل حديثه: ساهم المصريون حقاً في تعليم الإماراتيين، لكن الإماراتيين ساهموا في تنمية مصر وحماية اقتصادها، إنه مردود متكافئ لا يجوز التباهي بشطر منه وإغفال الشطر الثاني. بل كان الأولى بالعريان أن يشير إلى الشطر الثاني قبل الأول. وتابع:إننا معنيون بأمن واستقرار الإمارات وكل دول الخليج العربي، ولم تتردد قيادتنا السياسية في الإفصاح عن موقف التضامن مع دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه الاحتلال الإيراني لجزرها الثلاث، وتجاه تهديد أمنها واستقرارها أياً كان مصدر التهديد، ولا نشهر هذا الموقف ضد مصر الشقيقة الكبرى لأننا على ثقة بأن مصر الدولة والشعب لن تقبل الافتراء على الإمارات، ولن تنكر دورها القومي السباق إلى الدفاع عن حقوق كل العرب. وأختتم المحرر السياسي لوكالة الانباء الفلسطينية الرسمية قائلا: للعريان نقول: لن يكون الإماراتيون عبيداً إلا لله.