أعلن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد عن مشاورات قادمة بين وزراء الخارجية العرب حول إرسال قوات عربية إلى سورية. ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) مساء الاثنين عن وزير الخارجية قوله، تعليقا على الاقتراح الذي تقدم به أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة بشأن إرسال قوات عربية إلى سورية: "نحن الآن في مرحلة المشاورات وتبادل الأفكار والاستماع إلى مقترحات القادة حول الوضع في سورية، وهناك مشاورات قادمة بين وزراء الخارجية العرب حول الموضوع". وأكد بن زايد "أهمية أن يبحث الاجتماع الوزاري العربي القادم الذي سيعقد في 22 ( كانون ثان) يناير الحالي الوضع السوري بشكل واضح وتقييم عمل لجنة المراقبين والاستماع إلى تقرير اللجنة وتقرير الأمين العام" للجامعة العربية. وأشار إلى أن لجنة المراقبين العرب في سورية تضم 12 إماراتيا ، مضيفا: "ليس هناك أي نية لزيادة أو سحب المراقبين". وردا على سؤال حول التحذيرات الإيرانية لدول الخليج من تعويض نقص إمدادات النفط، قال: "نؤكد على أهمية الحوار الدبلوماسي لحل القضايا وعدم اللجوء إلى التصعيد الإعلامي من رجال السياسة والعسكريين، لأن ذلك لا يخدم استقرار أسواق النفط والوضع الاقتصادي الدولي لا يسمح لمزيد من التوتر". وأضاف: "الوضع في المنطقة مقلق ، وهناك أزمة" ، مشيرا إلى أن هناك محاولات "جادة ومستمرة" من قبل العراق لإرسال رسائل واضحة للقيادة في إيران حول أهمية مضيق هرمز للجميع. وأكد أن أي حديث حول الممرات الآمنة له انعكاسات على جميع دول مجلس التعاون والعراق وإيران. وأوضح قائلا: "ليس في مصلحة أحد السماح لهذه الأزمة بالاستمرار" ، مشيرا إلى أن الجميع سيبذل الجهود اللازمة لنزع فتيل الأزمة. ومن ناحية أخرى، اختتمت بأبوظبي يوم الاثنين أعمال الاجتماع الثامن للجنة المشتركة بين دولة الإمارات والعراق، برئاسة وزير خارجية الإمارات ونظيره العراقي هوشيار زيباري. وأكد وزير الخارجية الإماراتي في مؤتمر صحفي عمق ومتانة العلاقات التي تربط بين بلاده والعراق في مختلف المجالات، خاصة في المجال التجاري. وقال: "التبادل التجاري في نمو مستمر، إذ تخطى العام الماضي حسب المؤشرات الأولية 5ر4 مليار دولار رغم الأزمة الاقتصادية العالمية". وأشار إلى القرار السياسي الذي اتخذته الإمارات بإلغاء ديون العراق التي تبلغ قيمتها 8ر5 مليار دولار، لافتا إلى أنه سيتم توقيع اتفاقية بين البلدين لوضع آلية قانونية لإلغاء هذه الديون. وذكر أن "العلاقة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق معقولة"، معربا عن أمله في أن تصل هذه العلاقة إلى مستويات أفضل ، وهو مايحتاج إلى مزيد من العمل والجهود، وهناك جهود من الطرفين لتمتين هذه العلاقة. وحول عقد مؤتمر القمة العربية القادم في العراق، قال بن زايد: "هناك قرار من قبل القادة العرب لعقد القمة في بغداد" ، مضيفا أنه "في ظل هذه الظروف العربية يجب أن نتأكد كعرب أن نحفظ لهذه القمة مكانتها وأن نحفظ للعراق حقه في استضافة قمة عربية على أرضه". ومن جانبه، أعلن وزير خارجية العراق أنه تم التوصل إلى تفاهمات جيدة إلى جانب أن هناك تعاون أمني وعسكري بين بلاده والإمارات، وهذا التعاون يتم من خلال وزارات الدفاع والأجهزة الامنية وليس من خلال اللجنة الإماراتية العراقية المشتركة. وحول القمة العربية القادمة ، قال زيباري إن الامانة العامة لجامعة الدول العربية سترسل وفدا إلى بغداد في 23 كانون ثان/ يناير الحالي لتقييم الوضع الأمني والاطلاع على الاستعدادات العراقية لاستضافة الاجتماع ، مشيرا إلى أن هناك قرارا لعقد القمة القادمة في بغداد وأن العراق ملتزم بهذا القرار. وفيما يتعلق بالتحذيرات الإيرانية لدول الخليج من تعويض نقص إمدادات النفط ، قال: "هناك أزمة ثقة في إيران والقرارات التي تتخذها الدول في هذا الشأن هي قرارات سيادية ، ولا تعني أنها ضد مصلحة إيران ، وموقف العراق ليس مع تصعيد الوضع ، بل ندعو إلى عدم معالجة القضايا من خلال القوة العسكرية ولكن من خلال التهدئة والحوار". وأوضح أن العراق نقل رسالة إلى إيران حول مخاطر إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية، مشيرا إلى أن 90% من صادرات العراق النفطية تمر عبره.