يا صديقي .. يا صديقي هيا نلعب ...كرة القدم لعبة جميلة حاول تغلب حاول سجل هدفا في أعماقي فإنني مهزوم من قبل و من بعد إنني متعب تعبي مزمن في أوصالي سدد .. سدد .. لا تبالي هذا صدري مرمى حاول لا تخطىء أحداقي فأنا لا أرى .. لا أسمع لكني مازلت أتألم مازلت أشتم رائحة الموتى و شواء قلوب الثكالى و هسهسة الغدر و ما زلت أرغب في اللعب فلا تخذلني و هيا نلعب كرة القدم لعبة .. روعة حاول تغلب جرب إقذف .. قذفة جرب سجل هدفا في أشواقي فأنا مهزوم في القرب و في البعد أنا متعب تعبي خوف .. تعبي لوعة تعبي حزن .. ينزف نزفا و دمي مهدور .. مهدور و عنقي أقصر الأعناق فاقذف لا تخشى الإخفاق إقذف .. قذفة و ستهتف لك الأصوات فأنا مثلك لا أجيد اللعبة لكني أجاري الشعب أحمل الذل على كتفي و أتعلل بالإرتزاق و أنا مثلك أتجرع الحنضل جرعة .. جرعة و أسقط أنفي عمدا..على أرض الملعب كي ألتقط أنفاسي .. برهة كي أهرب من مرارة المذاق .. و نكهة العلقم و أنا مثلك مأزوم .. أسفا تذروني الريح كالزبد ينسفني الوجع نسفا و أنا مذبوح .. مذبوح ...مذبوح فلا تتركني وحدي أبدا لا تتركني أسيح كمدا هذا أنا مازلت على العهد و يدي إليك ممدودة فلا تأسى علي و لا تعتب و لا تزيد في حريق الروح فأنا مثلك في اللعب لا أرغب مألوم و جرحي غائر أسعد و أشقى أفرح و أغضب أقلب أيامي المعدودة أنام و أصحو ككل الضمائر .. كالأطفال كالأطفال تغريني الحلوى و حكايات الغول و بنت السلطان و ترضيني من أمي قبلة و يلهيني عنها الرفاق و غرامي ببنت الجيران و كرة القدم و أجواء الملعب فتعالى يا صديقي .. جرب جرب مرة هذا المقلب كرة القدم .. لعبة حلوة جرب مرة تعود .. صغيرا فمهما طال العمر .. قصيرا جرب صوب نحوي حلمك فأنا مسكون بالكوابيس و قدمي في جسدي مغلولة و أنا بالأمس فقدت يدي و باقي دواليب جسمي المنهك و دونوا على وثائقي ميت ... حيا و لما لم أرحل إليهم .. رحلوا إلي فماذا عساني أعطيهم ولم يبقى لي من وطني شيئا و قد كنت من قبل تبرعت بكل أعضائي كي تحيا الأمة العربية و هذه بطاقة تعريفي شهادة في براءة الذمة فماذا عساني أعطيهم و قد صار كل الأمر إليهم أعضائي و هويتي و هيبة الأمة أنا في قلبي .. غمة فاليحي تمثال الحرية.. و لي الموت فاليحي رعاة البقر .. و لي القهر فاليحي الغرب بكل ما فيه و لي الشرق بكل مآسيه فاليحي الطغيان.. فاليحي الطوفان في كل أقطار الأرض فقط أتركوا لي لساني و شفتي فأنا من دونهما .. أعمى و أنا من دونهما .. أجدع و أنا من دونهما كسيح فقط لساني و شفتي و مهل القروح و أنا أجوب الدنيا بالطول و العرض أرعد و أزبد ... بغداد في الأسر ذليلة و الحجاج في أعماق الجب بغداد لا تملك حيلة و المقصلة من ذهب بغداد لبؤة عليلة و فراشها من لهب بغداد .. بغداد يا وجع الروح و القلب أين أروح إذا عطشت في ذي الفلاة و جف دجلة و شح الفرات و غارت كل آبار العرب أين أروح بكل هذي الجروح دلني ياصديقي فأنا متعب و رجولتي مطعونة في مقتل دلني أو عد بنا إلى زمن الطفولة العذب حتى نكبر على مهل حتى نكون في مأمن من تحمل الذنب و من وجع القلب و إلى أن نكبر و إلى أن يعود إلى أرضنا زمن الخصب هيا نلعب هيا نلعب كرة القدم لعبة جميلة حاول تغلب حاول سجل هدفا في أعماقي فإنني مهزوم من قبل و من بعد إنني متعب