مروة ممدوح السلحدار 19 سنة فتاة مصرية استطاعت وسط 1200 طالب أن تتفوق وتتخرج في أكاديمية النقل البحري قسم ملاحة بحرية لتصبح أول فتاة مصرية في مهنة قبطان بحري .. فما الذي دفعها لدخول هذا المجال؟ وكيف حققت حلمها؟ تقول مروة : عشقي وحبي للبحر وللسباحة منذ الطفولة لدرجة أنني تعلمت السباحة وكنت أصغر طفلة علي مستوي النادي والعائلة كلها تجيد السباحة ولا أنكر فضل أمي في ذلك وحرصها علي اصطحابي الي النادي بانتظام والمواظبة علي مواعيد التمارين وتدريبي الدائم حتي أصبحت بطلة من بطلات النادي في السباحة في مسابقاته المختلفة ، وهناك سبب آخر و هو التحاق شقيقي الأكبر والذي يكبرني بعدة سنوات وتخرج في نفس الكلية ونفس قسم الملاحة البحرية وكنت أتابع مذاكرته واتصفح المناهج الدراسية التي كان يدرسها ووجدت نفسي أنجذب اليها تلقائيا ومما لا شك فيه أن المظهر العام وبدلة البحرية البيضاء والكاب تبهر أي إنسان والسر الذي لا يعرفه أحد أنني لأكثر من مرة كنت أرتدي بدلة أخي كاملة وأقف أمام المرآة أسرح وأتمني أن يأتي اليوم الذي أرتدي فيه هذا الزي وقد جاء . كل هذه الأسباب جعلتني وبدون تفكير فور حصولي علي الثانوية العامة ألتحق بقسم الملاحة البحرية بكلية النقل البحري بالأكاديمية . وتضيف قائلة : لا أخفي حجم الاعتراضات والمناقشات الحادة بيني وبين الكثيرين من أفراد الأسرة والأصدقاء وكانت أسبابهم أن هذه المهنة بعد التخرج لا تتناسب مع الفتاة والمرأة بوجه عام لأنها صعبة وشاقة والقبطان البحري قد يحتاج عمله ووظيفته البقاء في البحر لمدة قد تصل الي شهور بعيدا عن أهله وأسرته وسط الأمواج وبعيدا عن الشواطئ والبر إلي جانب أن أغلب من يمارس مهنة القبطان البحري من الرجال عموما قد يكون من الصعب وجود فتاة أو امرأة من الطاقم , كل هذه المبررات والأسباب التي ناقشتها معهم كان قراري في النهاية أن التحقت وتخرجت كأول قبطان بحري من الجنس الناعم ، وبفضل الله كنت أول طالبة مصرية تتخرج من دفعة تبلغ 1200 طالب وكان هناك معي أربع فتيات أخريات من جنسيات مختلفة من جيبوتي وكينيا ونيجيريا والسودان حاصلات علي منح دراسية من بلادهن للدراسة في الأكاديمية . عن طبيعة المناهج الدراسية تقول : الدراسة والمناهج التي تشملها 8 فصول دراسية علي مدار أربع سنوات هي المدة الكاملة التي يحتاجها خريج كلية النقل البحري .. أعتبرها شائقة جدا وممتعة فعلا لمن يقبل عليها بحب وإرادة وهناك مواد تحبب الطالب في دراستها وتجعله يشتاق إلي وقتها مثل التربية القيادية والرياضة التي تشمل مسابقات الجري والسباحة بفنونها المختلفة والجيم والتنس والباسكت إلي جانب كرة القدم . وعن المراحل المقبلة أمام القبطان مروة وخطوات ممارسة مهام الوظيفة تقول : لكي أحصل علي لقب الوظيفة هناك خطوات ومراحل مثلها مثل أي وظيفة أخري ومنها التعيين في البداية برتبة ضابط ثان والمرور بفترة تدريب بحري تصل إلي سنة ونصف السنة بعدها أحصل علي رتبة ضابط أول ويليها أيضا فترة تدريب بحري أخري لسنة ونصف السنة أيضا .. تؤهلني بمشيئة الله بعدها للقب قبطان بحري وهذا المشوار يحتاج لعزم وإصرار وجهد وعمل شاق ، وأنا الآن انتظر فرصة تدريب بحري من خلال شركة أجنبية ... بالرغم من أنني اتمني ان احصل علي هذا التدريب من خلال شركة مصرية لكني لا أعتقد أن هناك شركة مصرية تقبل وجود فتاة علي مركب وسط الرجال لمسئولية الوظيفة من وجهة نظرهم لانه كما هو معروف أن قبطان السفينة هو رئيس جمهورية المركب ومسئول مسئولية كاملة عن كل ماهو موجود علي السفينة سواء ارواح البشر أو البضائع أو قيمة السفينة وحجمها المادي نفسه , وكلي أمل أن تتقبل الناس طبيعة عملي . وتعليقا علي أحلام مروة بالعثور علي فرصة عمل بمؤهلها .. يقول القبطان بحري نادر محمد إبراهيم رأيه بصراحة في اقتحام المرأة مجال العمل كقبطان بحري : هذه المهنة بالذات أعلنها بثقة وعن تجربة سنوات طويلة لاتصلح ولا تتناسب مع طبيعة الفتاة او المرأة , فهي ذات طبيعة خاصة جدا وشاقة .. قائد السفينة القبطان عليه مسئوليات ضخمة وكبيرة وقد يتطلب سفره وبقاؤه خارج بيته ووطنه واسرته شهورا طويلة في الرحلة الواحدة ويحتاج في نفس الوقت إلي قوة جسدية وبدنيه قد لا تتوافر في بعض الرجال فما بالك بالنساء .. وتحتاج ايضا الي قوة نفسية في مواجهة المشاكل العديدة والاخطار بقوة أعصاب وتفكير في اكثر من مواجهة في نفس اللحظة .. والدقيقة لها ثمنها في اتخاذ اي قرار , وانا شخصيا اعمل منذ حوالي 15 عاما قبطانا بحريا , وعلي الرغم من انني اعشق عملي وأحبه إلا أن حياتي الأسرية والشخصية تأثرت بسبب السفريات الطويلة وابتعادي عن اهلي لشهور اقلها في المرة الواحدة يتعدي خمسة شهور ، وبالنسبة للفتاة التي تخرجت وترغب في العمل في هذا المجال انصحها لوجه الله ان هذه المهنة صعبة جدا ولها مسئوليات كبيرة وكثيرة وليست لها مواعيد حضور وانصراف محددة مثل بقية المهن الاخري , ولا اعرف كيف ستواجه امرأة المخاطر والصعوبات التي تواجههافي كل رحلة سفر من رحلات البحر التي تمتلئ بالمخاطر والمخاوف .