بقلم رمضان الحلواني عند إقتراب إحتفال الاخوة الاقباط بأعيادهم الدينية .. عيد الميلاد ... وعيد الغطاس ... ونحن الآن على مشارف نهاية عام 2010 وإطلالة عام 2011 وفى كل مناسبة سواء كانت دينية أو قومية يطل علينا المتشدقون وهم كثيرون بعبارة الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين فى مصرنا الحبيبة ... فيكثر الكلام فى الوسائل الاعلامية سواء المقرؤة منها أو المرئية عن الوحدة الوطنية والوطن الواحد ومصرية المواطن .. فهل كانت توجد فرقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر لتكون بينهم وحدة وطنية .... فالمصريين مسيحيين ومسلمين فى ترابط مستمر ولم يحدث بينهما أى تفكك أو فرقة والتاريخ يشهد على ذلك ... فمنذ دخول عمرو بن العاص مصر وبدء دخول الاسلام لم نشهد اى فرقة بل على العكس ظهر تكاتف الأخوة المسيحيين من أبناء مصرنا الحبيبة مع الجيش بقيادة عمرو بن العاص لطرد الرومان المحتلين الظالمين ... أيضا ظهر الترابط بين المسلمين والمسيحيين أثناء الاستعمار الفرنسى على مصر وكلنا لا ننسى مساعدة قساوسة الكنيسة فى هروب سليمان الحلبى قاتل كليبر القائد الفرنسى أثناء الاستعمار ... والترابط كان على أشده حين تم الاستعمار الانجليزى على مصر ولا ننسى أيضا شعار المقاومة وقتها الذى كان يحيا الهلال مع الصليب ... وايضا فى حرب الكرامة لكل المصريين مسلمين ومسيحيين حرب السادس من أكتوبر الذى اثبت فيها الجندى المصرى أنه لا يرضى لنفسه أن يعيش منكسرا أو مهزوما فدافع عن ارضه ببسالة حتى حررها من ايدى المحتلين .. وكنا نسمع كلمة الله أكبر ولا نعرف قائلها إن كان مسلما أو مسيحيا ولكن كلنا نعرف أنه مصريا ... فمن هنا نفهم أن المسيحيين والمسلمين فى ترابط مستمر ولا توجد فرقة بينهما .. إذا من اين جاءت كلمة الوحدة الوطنية ... فمعنى الوحدة الوطنية هو توحيد الشعب أو الشعوب بعد فرقتها مثل على سبيل المثال شعب اليمن الشقيق فكان مقسم الى قسمين اليمن الجنوبى واليمن الشمالى وتمت الوحدة بينهما .. ولآنه كانت توجد فرقة فإذا جاءت الوحدة .. وأيضا الوحدة بين الألمان ... وكما توجد الآن فرقة بين الكوريتين فإذا توحدوا تطلق عليهم كلمة الوحدة الوطنية .. فكلمة الوحدة الوطنية تطلق على الشعوب التى كانت متفرقة وتوحدت مثل الامثلة السابقة وليس على شعب مترابط يجمعه تراب واحد ومصلحة واحدة لا يؤثر فيه إختلاف الديانات لأن الاصل واحد وهو مصرى والدلائل كثيرة كما ذكرت .. وكذلك أيام زلزال 1992 فالكل كان يأوى من تم هدم بيته أثر الزلزال دون النظر الى ديانته هل هو مسلم أم مسيحى فالمسلم يأوى المسيحى فى منزله والمسيحى يأوى المسلم فى منزله كل لم ينظر الى ديانة الآخر ولكن نظر الى مصريته .. فالشعب المصرى فى ترابط مستمر منذ قديم الأزل والى أبد الآبدين فلا يوجد فى مصر مسلم ومسيحى أو مسيحى ومسلم ولكن يوجد مصرى .. فالمصريين كلهم أشقاء سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين فالمصرى مصرى ولو كره الكارهون .